أسر الضحايا بآسفي تلتمس استقدام منظم «رحلة الموت» في أفق محاكمته بالمغرب

فقدت 12 من أبنائها كانوا على متن قارب اعتقل صاحبه بلاس بالماس

 

تعيش مجموعة من الأسر بمدينة أسفي على وقع الفاجعة ، بعد فقدان 12 شابا من ضحايا قوارب الموت ، ممن أنهكتهم البطالة فسقطوا في شباك المتاجرين بالمآسي من خلال النصب والاحتيال.
«لقد انساقوا وراء وعود أحد الممتهنين للتهجير السري، بعد أن تمكن سماسرته من إقناع هؤلاء الشباب بأن خطة الترحيل مضمونة النجاح وبلا مخاطر، فقرروا خوض المغامرة بعد أن وفروا المبالغ المطلوبة لصاحب القارب المعروف بالمتاجرة في البشر، وفي الممنوعات، وهو من ذوي السوابق القضائية» تقول مصادر مطلعة، مضيفة أن «فاجعة قارب الموت بدأت يوم (23//11//2020)، انطلاقا من شواطئ أسفي  في اتجاه لاس بالماس، ومثل هذه المغامرة تستغرق 4 أيام»، «لكن الرحلة لم تصل إلى الضفة الاخرى سوى يوم (30//11//2020)، بعد مرورها على سواحل طانطان ،لأسباب تخص صاحب القارب «، يقول شقيق  أحد الشبان المغرر بهم، «كما أن القارب وصل ب 11 مهاجرا فقط بعد فقدان 12 آخرين من شباب آسفى»؟
بعض أفراد أسر الشبان المفقودين أكدوا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم «لم يتوصلوا بأي مكالمة من أبنائهم، وبعد طول انتظار اتصلوا ببعض مرافقي أبنائهم، فاتضح لهم أن الذين وصلوا لا يتعدى عددهم الـ 11، وأن الآخرين توفوا وتم رمي جثثهم في أعماق البحر، رغم عدم وجود أي عاصفة قد تذهب بكل ركاب القارب وليس نصفهم فقط؟ وضعية زادت الأسر حزنا وجعلت التساؤلات تطرح بحدة حول حقيقة ما جرى، خصوصا وأن المفقودين لم يتم العثور على جثثهم ولا ملابسهم ، علما بأن مساعد صاحب المركب لقي نفس مصير المفقودين» يضيف بعض أفراد الأسر، مشيرين إلى أنه «مباشرة بعد وصول الناجين إلى شاطئ لاس بالماس تم اعتقالهم من طرف السلطات الأمنية، حيث تبين أن ثلاثة منهم مصابون بكورونا، فتم إيداعهم بالمستشفى لتلقي العلاج ، وأفرج عن الباقين باستثناء صاحب القارب الذي تم اعتقاله. وشهدت العملية تدخل بعض أعضاء «الصليب الأحمر» من المغاربة المقيمين بلاس بالماس، والذين قاموا بدور مترجمين».
ومن أجل تسليط الضوء على «النقط المعتمة» بشأن ظروف فقدان 12 شابا، وجهت أسر الضحايا شكايات وملتمسات للعديد من الجهات المسؤولة، تعلق الأمر بـ: القضاء والأمن والسلطات المحلية بأسفي والهيآت الدبلوماسية ذات الاختصلص، مطالبين – كل جهة حسب اختصاصها – بتيسير «ترحيل صاحب القارب، إلى المغرب، من أجل تقديمه للعدالة المغربية التي يثقون بها»، كما راسلوا الخارجية الإسبانية وعميد الشرطة بميناء لاس بالماس لنفس الغرض، إضافة إلى طرق باب ديوان المظالم… وكلها شكايات ومراسلات تحمل توقيع أمهات وآباء الشبان المفقودين وسط أعماق البحر، مناشدة المنظمات الحقوقية مؤازرتها في محنتها، والتدخل لدى مختلف الجهات المسؤولة في أفق تحقيق العدالة ومعاقبة المسؤولين عن حدوث هذه الفاجعة.


الكاتب : محمد  تامر

  

بتاريخ : 04/01/2021