أسفي تستقبل لوحات الفنانة التشكيلية صالحة الكانوني

تستعد الفنانة التشكيلية صالحة الكانوني لعرض لوحاتها برواق بمدينة الفنون والثقافة بأسفي وذلك ضمن فعاليات «ليلة الأروقة» التي ستمتد من 17 إلى 19 دجنبر الجاري.
ومن خلال حديث خصت به الفنانة جريدتنا، قالت صالحة بأن ليلة الأروقة هي ليلة تنظمها وزارة الثقافة نهاية كل سنة، وتكون مناسبة لرد الإعتبار للفن التشكيلي وللفنانين التشكيليين حيث تتضمن تكريمات ويتم التعرف على جديد كل فنان خلال السنة.
وأضافت مفسرة أن مديرية الثقافة بأسفي تحتفي بمجموعة من المبدعين التشكيليين من مختلف المدن وتوقيت هاته السنة تزامن مع توقيت «ملتقى أنغام الريشة» الذي تنظمه جمعية «روح فنان للفنون الجميلة» وبالتالي فكان هناك تنسيق بين جمعية «روح فنان للفنون الجميلة»، ومديرية الثقافة بأسفي لتنظيم المهرجان.
وعبرت صالحة الكانوني عن سرورها بالمشاركة للمرة الثالثة بملتقى «أنغام الريشة»، المصادف لليلة الأروقة، خاصة أن ملتقى «أنغام الريشة»عرف أشواطا ونجاحات إعلامية جيدة، في مساره، ويساهم ضمنه فنانون بصموا خطواتهم في الساحة الفنية المغربية والدولية .
واستردفت التشكيلية الشابة قائلة بأن السنة الماضية كانت لديها مشاركة بمدينة بني ملال، أما هاته السنة فسيكون لديها مشاركة في رواق الفنون والثقافة بمدينة أسفي، كما أشارت أنها تلقت دعوة من الفنانة نجلاء الحبيبي، رئيسة الملتقى.
وعبرت الكانوني عن فرحتها بالحضور مع زملائها الفنانين بهذا الحفل التشكيلي «المميز» ، على حد قولها، مؤكدة أنها فرصة للقاء بعضهم البعض ومشاهدة جديد الأعمال الفنية التي تعرض و تبادل الأراء حولها، وفي نفس الوقت هي فرصة للتعرف على فنانين لم يكن لهم سابق المعرفة بهم، خاصة وأن «ليلة الأروقة» و«ملتقى أنغام الريشة»، لهما هدف مشترك وواحد، هو إبراز الوجوه الجديدة تسليط الضوء على المبدعين الشباب.
ومن جهة أخرى تقول الفنانة بأن سنتها هاته كانت مهمة ومؤثرة في نفس الأن، إذ تلقت مجموعة من التكوينات تنظمها وزارة التربية الوطنية في إطار الدمج الإجتماعي، واستفادت منها بحكم عملها كامرأة تعليم، وتيمتها تصب في دمج التلميذ في الوسط المدرسي، سواء المتعثر دراسيا أو الذي يعاني من إعاقة معينة أو للتلميذة التي تنقطع عن الدراسة لمجرد أنها أنثى. وهذا ما يدفع بالأساتذة لطرق أبواب المنازل من أجل التحسيس وإقناع الآباء لإرجاع بناتهن للصفوف الدراسية.
واسترسلت الفنانة قائلة بأن تواجدها بمدينة الصويرة جعلها تكتشف ضرورة الاهتمام أكثر بوضعيات: المرأة والطفل والتلميذة وذوي الإحتياجات الخاصة، وضرورة تسليط الضوء عليها، مما دفعها للاشتغال على هذا الموضوع على الأقل تشكيليا. وتتمنى أن يعينها لله حتى تغير من هذا الواقع ولو جزئيا. واستردفت قائلة بأنها تأثرت كثيرا، كما زملائها، بمظاهر الاضطهاد لمجموعة من النساء، وكيف أن المرأة تحارب لإثبات الذات وإنجاح كل مشاريعها.
وهذا التكوين، تقول الفنانة صالحة، منحها مجموعة من الشحنات دفعتها لتعمل على هاته التيمة، ونتج عن ذلك منتوج،هو عبارة عن لوحة تعكس كل ما تم تداوله خلال ذاك التكوين، وكل ما تأثرت به. وتصور قدمين امرأة مربوطة بالسلاسل محاولة رغم الوحل وكل الإكراهات، الاستمرار في السير قدما، والحفاظ على أنوثتها وجمالها وتوازنها، في نفس الوقت، لكي تستمر في هاته الحياة.
وحول جديد أعمالها، صرحت الفنانة التشكيلية صالحة الكانوني بأن لديها كذلك سلسلة من اللوحات التي اختارت ألا تعرضها خلال هذا المعرض الجماعي، وفضلت تقديمها من خلال معرض فردي سينظم الصيف المقبل. وسينصب موضوعه حول «الدمج» بصفة عامة وبجميع أشكاله: الإعاقة ، الهجرة، اللجوء…وبجميع تجلياته، وأضافت أنها تتمنى أن تتوفق في هذا الأمر فلوحاتها، تقول صالحة، كانت في كل وقت تتمحور حول الإنسانية.. إذ تارة تناقش مواضيع المرأة، وتارة مواضيع لها علاقة بالتاريخ وتسليط الضوء على مجموعة من المأثر التاريخية في المغرب التي، للأسف، تكون مهملة. ومن خلال أعمالها تحاول إبراز جماليتها لكي يهتم بها المعنيون بالأمر من المسؤولين. وعلى سبيل المثال لا الحصر: فقد سبق وشاركت مع مجموعة من المهتمين، في تظاهرة عرفت نتائج لابأس به سبق ونظمتها إحدى الجمعيات في منطقة قشتالة التي تعد منطقة أثرية جميلة جدا ولكنها مهملة، وحاولت من خلال اللوحات التحسيس بجمالها وأهمية الاعتناء بها. وللتوضيح أكثر قالت صالحة بأن الأهداف من لوحاتها لم يكن فقط إبراز الجمال، بل أن تعكس القبح ليتغير ويصبح جمالا.
وتجدر الإشارة أن صالحة الكانوني فنانة تشكيلية وشاعرة من مدينة خريبكة، لكن دفعها عملها بمجال التعليم للالتحاق مؤخرا بمعية أسرتها الصغيرة لمدينة الصويرة التي احتضنتها، كما استأنست بها الفنانة. وهي تشتغل أستاذة الفنون التشكيلية السلك الإعدادي منذ سنة 2004، واشتغلت 16 سنة بمدينة خريبكة.
دخلت مجال الصباغة والفن منذ فترة الطفولة حيث كانت تستعمل المواد الطبيعية: التوابل والفحم..إلى أن اكتشفها أحد المؤطرين خلال فترة دراستها الثانوية، ففتح لها باب الممارسة التشكيلية على مصراعيه. بعد الباكالوريا درست بكلية أبي شعيب الدكالي بمدينة الجديدة لمدة أربع سنوات إلى أن حصلت على الإجازة في الأدب العربي، حيث بدأت تهتم أكثر بالكتابة الأدبية من خواطر وشعر وقصة، وتذكر أنها كانت رفقة المبدع الكبير الشاعر والكاتب مصطفى ملاح والأستاذ عبد الرحيم الساكني ينشرون في جريدة  الميثاق الوطني، ومنذ ذلك الحين اكتشفت تلك الذات الشاعرة التي كانت تملكها وأنها تستطيع أن تمارس الفن والكتابة على حد سواء.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 11/12/2021