«أشياء غير مكتملة « لمحمد بدازي

حين تعيش الشخصيات
الحياة، موتا

عن منشورات الفاصلة، صدر لمحمد بدازي أول عمل روائي بعنوان «أشياء غير مكتملة».
يقول محمد بدازي عن هذا العمل:
«هل في حياتنا، نحن البشر، ما هو مكتملٌ؟
مُحال…
المَوت، إضافة إلى العبث والاغتراب والتيه واللّامعنى والخوف والانتحار… هو المحرك الرئيس لشخصيات هذا العالم غير المكتمل. فبعض شخصياته، تعيش الحياة موتا (تحيا دون أن تعيش)، وأخرى لا تعرف لمَ تموت إذْ تُخلق، وإذا لم تَخْتَر الحياة أفلا تختار الموت.. أما شخصيات أخرى، فإنها تعيش التيه والاغتراب واللّاجدوى… بحيث لا تدرك غاية وجودها ولا قيمته ولا معناه.
هل كنتُ -أنا المُؤَلف- ساديا تجاه شخصياتي؟ وهل انصاعت كل تلك الشخصيات لنزوات «خالقها»، بالتالي قدرها، أم حاولت الهروب منه كما فعل «الرُّوبيو» الذي التجأ إلى الكتابة للتّداوي من واقعه المأزوم؟ لكن كيف للكتابة أن تكون علاجا للألم؟ إلى أي حد كان هذا العالم التَّخييلي معبرا عن واقعنا المُعاش؟
الإجابة عن هذه الأسئلة، وغيرها كثيرٌ، ستكون عند القارئ.
لقد قضيت حوالي ثلاث سنوات في «خَلْقِ» هذا العالم، كانت (أقصد السنوات) كافية لتجعل من علاقتي به مثل علاقة الأم بجنينها، وأن الإعلان عن صدوره الآن لا يختلف، إطلاقاً، عن اللحظة التي تُنجب فيها الأم المُتَشَوقة لشعور الأمومة مولودها الأول، أو اللحظة التي يرى فيها الأب ابنه الصغير يخرج من بطن أمه معلنا، بصرخةٍ مدوية، عن مجيئه إلى العالم.
إنها لحظة غير عادية. اسألوا عن شعور الأم أو الأب فتعرفون.
ليس هذا وكفى، بل إن علاقةً قوية ربطتني، خلال السنوات الثلاث، بشخصيات الرواية جعلتني أُحاكي (أقلد) واحدة منها فأفعل -بدون وعي- ما تفعل! ولازالت المحاكاة، ولو بدرجة أقل، سارية لحدود اللحظة!
لا أقول إنه نصٌّ فَارِقٌ، أبدا. ولكنه، لحدود اللحظة، أهم ما أُقدم للعالم. إنه محاولة مني (لا أدري هل ناجحة أم فاشلة) لترك أثر أو خدش – مهما كان بسيطا- على الحياة».


بتاريخ : 02/11/2020