أصابع اليتم

 

مكتظا
بأحاديث الصمت
أمد يدا
فلا تكتب
و أبقى في يد أخرى
أرعى العرق
و هو يسعى
إلى سيل هادىء

مكتظا
بأصوات الشعراء
الأصوات التي حولت الحرف
إلى أدراج
لكن
لا أحد يطأ أحده
و يكون ..
و أنا هنا
أنادي : صاحبوا تلك الأصوات
أمام جرجرة الطغاة

مكتظا
بأسماء الأحبة
و هم ينزلون
من هذه الإقامة
إلى هباء عميق
على غرار الماء الراشح
في إناء السؤال
و أنا المكتظ بخفتهم
أسندهم
واحدا
واحدا
على صفحة الغروب
و أنسج إقامة أخرى
على الذقن الأصم
أظنها كلمة الغرباء

مكتظا
بأطفال
أصابتهم حيرة الكبار
في أول الدرج
و راحوا يتساءلون
عن الوباء
و الموت
بينما العالم في الساحة
يحرس خوفهم
لكي يكبر
مثل الموت

مكتظا
بالحركات البطيئة
للجموع الساقطة
و هي تفرك
العيون المتعبة
و تغازل اليتم
بالأصابع المتبقية
و أنا المكتظ هنا
أرعى الأسئلة
و أفتح الأبواب
و هي تتدفق
دون سماء

مكتظا
في عالم مكتظ
و كلانا
يحرس كلامه
أنا أحرس كلامي بالشعر
و الآخر يسيج كلامه
بالرصاص الملون
أما الكل
فلا كل له
كأنه قطيع يدوس
على كل شيء
بما في ذلك القطيع نفسه


الكاتب : عبد الغني فوزي

  

بتاريخ : 25/02/2022