أفسدت أراض فلاحية ومست المياه الجوفية ..مسؤول بجماعة البيضاء: المغرب يفتقر لشركة متخصصة في معالجة عصارة»الليكسيفيا»

أكد نائب رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء المكلف بقطاع النظافة، في اتصال مع الجريدة، أن المغرب لا يتوفر على شركات متخصصة في معالجة العصارة السائلة من المطارح العمومية، المعروفة باسم «الليكسيفيا»، وأضاف متحدثا عن الأضرار التي خلفها مطرح مديونة القديم والمعيقات التي شكلها لمحيطه، وأيضا الحلول التي تم التوصل إليها لتجفيف هذه المادة الضارة بعد أن تعالت الشكايات، بأنه تقرر تكليف شركة «ليدك»، إلى جانب شركة أخرى، بالعمل على توفير آليات ومعدات خاصة بتجفيف مستنقعات «الليكسيفيا» المنتشرة هنا وهناك، ونقلها إلى الأحواض التي شيدت من أجلها في المطرح الجديد لتخضع للمعالجة والإتلاف، بما أنهم خلال البحث لم يتوصلوا إلى أي شركة متخصصة في هذا المجال، لذلك لجأوا لهذا الحل مؤقتا، على الأقل، وستنطلق هذه العملية في الأسابيع المقبلة، مبرزا أن وزارة الداخلية بمعية جماعة الدارالبيضاء هي بصدد إعداد المشروع الكبير لإعادة تأهيل مطرح مديونة وباقي المطارح التي سبقته كمطرح « ماريكان «، الذي كان بمنطقة سيدي مومن، كما ستتم إعادة تأهيل المطارح المتواجدة بالجماعات المجاورة للدارالبيضاء، وسيتم بناء منطقة صناعية لتدوير النفايات ومعالجتها بالقرب من المطرح الجديد، الذي ينتشر على مساحة 35 هكتارا .
مطرح مديونة القديم بلغ علو أزباله ونفاياته 73 مترا، ورغم أنه أقفل كما تم تداول ذلك بعد إحداث المطرح الجديد، إلا أنه مازال يستقبل بعض الشاحنات الناقلة للنفايات، وهو يصدر مادة «الليكسيفيا» التي أضحت وبالا على الساكنة المجاورة، كما أن تبخرها ينتج ضبابا ملوثا يحجب الرؤية وتنبعث منه روائح كريهة جدا.
هذه الحالة دفعت بملاك الأراضي والساكنة المجاورة للمطرح إلى بعث شكايات لوزير الداخلية مطالبة برفع الضرر خاصة في ما يخص الصرف العشوائي للمياه العادمة الناجمة عن النفايات في المطرحين القديم والجديد، بطريقة لا تحترم أدنى شروط البيئة، مشيرين إلى أن تسرب عصارة نفايات المطرح العمومي لمديونة، تسبب في تشكيل مستنقعات منتشرة بجوار أراضيهم، والتي أصبحت ترافقها أسراب من الحشرات الضارة، بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة طيلة اليوم خاصة ليلا، كما تسببت في العديد من المشاكل الصحية والبيئية والاقتصادية لهم، منها تلوث الفرشة المائية بسبب تسرب هذه المادة إلى باطن الأرض، إذ أصبحت مياه الآبار لا تستعمل للشرب أو الغسل أو السقي أو حتى تربية الماشية، مبرزين أن العديد من رؤوس الماشية تعرضت للنفوق جراء التسممات الناتجة عن عصارة الأزبال ، كما اشتكوا من الإغلاق الاضطراري المتكرر للطريق المؤدية إلى منازلهم كلما ارتفعت نسب مستنقعات «الليكسيفيا»، خاصة عند التساقطات المطرية، ناهيك عن تدني قيمة أراضيهم ومحلاتهم التي لم تعد تساوي شيئا في سوق العقار، بسبب هذا الوضع، وهو ضرر مفروض عليهم وعلى مستقبل عائلاتهم، كما عرجوا على مشكل الأضرار الصحية، موضحين بأن الأمراض التنفسية تنتشر بينهم بالإضافة إلى الأمراض الجلدية وحساسية العيون، إذ أضحى معظم الأطفال يضعون النظارات الطبية، كما تعطلت أنشطتهم الزراعية .


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 20/01/2023