فحوصات طبية ومواد غذائية وملابس لأكثر من 600 من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء

أكدت حجم احتضان المجتمع المدني المتواصل لهذه الفئة

 

في خطوة إنسانية متميزة، تؤكد على استمرار الاحتضان الشعبي للمهاجرين غير الشرعيين المنحدرين من دول جنوب الصحراء وعلى مواصلة دعمهم ومساندتهم، خاصة من طرف مكونات المجتمع المدني، نظمت جمعية “صفوف الشرف” طيلة أول أمس السبت في المرافق التابعة لكنيسة “السيدة لورد” المعروفة بـ “نوتردام” في الدارالبيضاء، قافلة طبية متعددة الاختصاصات لفائدة 600 شخص من هؤلاء المهاجرين، الذين استفادوا من فحوصات في الطب العام، وفي صحة الفم والأسنان والأمراض الجلدية وأمراض النساء والرضع والأطفال، وأمراض الصدر، مع استعمال الفحص بالصدى، وغيرها من التخصصات الطبية المختلفة.
تظاهرة صحية بأبعاد إنسانية واجتماعية، أكد الدكتور نورالدين بناني، الاختصاصي في الفحص بالأشعة بالقطاع الخاص في الدارالبيضاء، والرئيس المؤسس لجمعية صفوف الشرف التي تم تأسيسها سنة 2000، أنها تحمل رقم 168 في ترتيب الحملات الطبية والجراحية التي تنظمها الجمعية داخل تراب الوطن، فضلا عن قوافل صحية وإنسانية تم القيام بها خارج المغرب في دول مختلفة، مبرزا أن قافلة السبت عرفت مشاركة حوالي 40 طبيبا وطبيبة، موجهة لفائدة هذه الفئة الهشة اجتماعيا، والتي تشمل تشخيصات وفحوصات موجّهة لأكثر من 600 شخص، إلى جانب توزيع ملابس مختلفة ومساعدات غذائية. وأبرز المتحدث في تصريحه للجريدة أنه في ختام فعاليات هذه التظاهرة الصحية والاجتماعية سيتم إعداد تقرير يتضمن كل المعطيات المرتبطة بالقافلة والتوصيات التي تهم المتابعة الطبية لمن هم في حاجة إليها.
وتأتي هذه التظاهرة الصحية والاجتماعية لتعزز رصيد المبادرات التضامنية في مجالات الصحة والتغذية وغيرهما، التي مافتئ المغاربة في الدارالبيضاء وعلى امتداد تراب المملكة يقومون بها أينما تواجد مهاجرون غير شرعيين ينحدرون من دول جنوب الصحراء، والتي تنهل من القيم الإنسانية الخالصة المبنية على التآزر والتضامن وتقديم يد المساعدة. وأكد عدد من المستفيدين من قافلة السبت، الذين ينحدرون من جنسيات مختلفة في تصريحات لهم، أنهم يثمّنون مثل هذه المبادرات التي تنظمها جمعيات طبية وتطوعية ومؤسسات مختلفة، رسمية ومدنية، مشددين على أن الشعب المغربي شعب مضياف وبأن تعامله بشكل عام يطبعه الكرم ويسوده الاحترام، مبرزين أن هذه الخصوصية تميز المغاربة بشكل كبير وواضح. وأضاف عدد من المستفيدين أن العديد من الخيارات متوفرة في المغرب بالنظر للروح السمحة والطيبة التي يتحلى بها المغاربة، وهو ما يخفف عنهم وقع الاغتراب والبعد عن أقاربهم.
وعرفت التظاهرة التي احتضنتها مرافق الكنيسة تنظيما محكما مكّن المهاجرين المعنيين من الاستفادة من مختلف الفحوصات الطبية، بكل سلاسة، والانتقال من فضاء إلى آخر بكيفية منظمة للاستفادة من المساعدات الموزعة، سواء تعلق الأمر بالملابس أو الأغذية، وهو ما تأتى بفضل تظافر جهود المنظمين والسلطات المحلية التي واكبت العملية وحرصت على توفير شروط النجاح لها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/01/2023