أكدت عليها مداخلات ندوة بالرشيدية : ضرورة الترافع من أجل فك «العزلة العلمية» عن الجهة في أفق إحداث جامعة مستقلة بذاتها

 

احتضنت قاعة المؤتمرات التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة درعة تافيلالت بمدينة بالرشيدية عشية الأحد تاسع عشر مارس 2023، ندوة جهوية تمحور موضوعها حول «مستقبل التعليم العالي بجهة درعة تافيلالت «، من تنظيم المنتدى الجهوي لتتبع الشأن العام و تقييم السياسات العمومية بدرعة تافيلالت.
وحسب المنظمين، فإن اللقاء «يستهدف فتح نقاش حول المحاور الكبرى للشأن التعليمي بالجهة وخاصة التعليم العالي، الذي يستأثر باهتمام جميع القوى الحية بالجهة، و ضمنها المجتمع المدني، لما للموضوع من أهمية في غياب جامعة مستقلة ومدارس عليا وكليات علمية (الطب و الصيدلة ومستشفى جامعي…) بعاصمة الجهة».
وتداول المشاركون في الندوة، الذين قدموا من مختلف أقاليم الجهة الخمسة، «سبل تنزيل المخرجات الضرورية للترافع من أجل فك العزلة التعليمية والعلمية عن الجهة، في أفق إحداث جامعة مستقلة بذاتها بعاصمة الجهة، وكذا مختلف الكليات التابعة لها في مدن أقاليم جهة درعة تافيلالت ، والتداول حول الدور الذي يجب أن تقوم به التنظيمات المدنية من أجل تنزيل مرتكزات الترافع وتوقيع مذكرات مطلبية وارسالها الى جميع الجهات المسؤولة مركزيا.»
«كما توخت الندوة التي أطرها أساتذة جامعيون، الى جانب نائب رئيس مجلس الجهة «ر.ح»، المساهمة في الحد من التهميش والاقصاء الذي تعاني منه الجهة المحدثة سنة 2015، والذي يحول دون الاسهام في مواكبة الركب التنموي الذي تشهده مختلف جهات المملكة، لتبقى الفـوارق المجالية عميقة فيما بينها، على اعتبار أن الاستثمار في التربية والتكوين والبحث العلمي استثمار منتج في الرأسمال البشري، ورافعة للتنمية المستدامة ودعامة أساسية للنموذج التنموي للبلاد» يشير متدخلون.
وتطرق اللقاء إلى محاور تهم، على الخصوص،» الفاعل الجمعوي، والسياسي، والاقتصادي وخاصة الأكاديمي، من أجل مدرسة الانصاف وتكافؤ الفرص، و معالجة الخصاص في البنية التحتية والبشرية، الذي يقابله خصاص في التأطير والتدبير الاداري …الذي تعرفه الكليات الموجودة بالرشيدية و ورزازات ، والتي تبقى غير قادرة على استقبال واستيعاب عدد الطلبة المتزايد كل سنة، ما يجعل مقومات الجودة وتكافؤ الفرص غير متوفرة، كما أن ضمان تعليم عال متكافئ مع جهات الشمال غير وارد حاليا».
وأكدت أرضية الندوة على «أن الحق في إحداث جامعة علمية مستقلة عن جامعة مولاي اسماعيل بمكناس، بالرشيدية، يعتبر أساسيا للتنمية البشرية والتطوير الاجتماعي والاقتصادي، وهو عنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وأداة قوية في تطوير الإمكانات الكاملة للجميع وتعزيز الرفاهية الفردية والجماعية، ولتخفيف العبء الأسري والهدر الجامعي، لقطع الارتباط والمعاناة مع مختلف الجامعات التي يتوجه اليها طلبة الجهة، وهو واقع يعتبر حيفا وتمييزا لا يليق بجهة درعة تافيلالت».
وأكد المتحدثون في الندوة ، أن الجهة في أمس الحاجة إلى إحداث جامعة مستقلة ومتكاملة مثلها مثل باقي جهات المملكة، موضحين، أن الإحصائيات والأرقام الرسمية بخصوص الحاصلين على شهادة البكالوريا كل سنة في الجهة تفرض إحداث جامعة مستقلة بشكل مستعجل، وإلا فإن الدولة ما زالت مستمرة في تكريس الحيف والتهميش المفروضين على المنطقة، مشيرين الى أنه “لا يعقل أن تبقى جهة معروفة بكونها من بين الجهات الأوائل في البكالوريا بدون جامعة مستقلة.
واعتبر المتدخلون في الأخير، أن ما يميز الحق في تأسيس جامعة مندمجة ومستقلة بالرشيدية هو الامكانات المتوفرة في الجهة، اذ تعتبر رائدة في انتاج التمور والزيتون والتفاح والورود والزعفران، ومحطات الطاقة المتجددة الشمسية وخاصة وفرة المناجم المعدنية…كلها معطيات مساهمة في التنمية المجالية والتعليمية باعتبار أن للتعليم أهميته في الحاضر والمستقبل “لأنه أساس بناء المجتمع الذي يتطور ويتقدم بالعلم، وله تأثيره في القضاء على البطالة والجهل والجريمة والتأكيد على التعايش والسلام والبناء والتقدم، وهو أحد مقومات التنمية البشرية.


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 22/03/2023