أكدوا على أنه يعطّل أدوارها التنويرية:أكاديميون يشددون على إرساء آليات لصد وفضح العنف القائم على النوع في الجامعات

نظمت مؤخرا مجموعة البحث «ثانيت» بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، يوما دراسيا تحسيسيا حول العنف الممارس ضد النوع بشراكة مع الوكالة البلجيكية للتنمية ENABEL، حيث شكّل هذا اللقاء مناسبة لطرح العديد من القضايا التي ترصد مسارات العنف المبني على النوع، سواء داخل الفضاءات الجامعية أو بالفضاءات العمومية.
الويم الدراسي، افتتحت أشغاله بكلمة لنائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الذي ثمن موضوعه، مشيرا إلى تبعاته المختلفة، مؤكدا على أن من بينها حدوث انكسارات نفسية واجتماعية تطال الطالبات والطلبة على حد سواء، مستشهدا بالعديد من الكتابات في هذا الإطار. وأكد المتحدث على الدور الطلائعي لجمعيات المجتمع المدني في مجال مناصرة القضايا المرتبطة بانتظارات المرأة داخل المجتمع، مضيفا بأن تنظيم هذا اليوم التحسيسي بالفضاء الجامعي يعتبر إشارة قوية تجاه تعميق الوعي بسلبيات وآثار العنف داخل الحرم الجامعي، وانعكاساته السلبية على التحصيل والبحث، مما يشكل عائقا إمام الأدوار التي تضطلع بها الجامعة باعتبارها رافعة أساسية لتطور المجتمع وتقدمه ونهضته.
من جهتها، أشارت الدكتورة وفاء بوزكري، منسقة مجموعة تانيت البحثية إلى عدد من الآثار النفسية والسلبية للعنف داخل المجتمع، مؤكدة على أنه يطال مختلف الشرائح الاجتماعية، مشيدة في هذا الإطار بالحضور المتميز والنوعي لعموم المشاركين في اليوم الدراسي. واعتبرت المتحدثة أن مجموعة تانيت البحثية، قد أرست مجموعة من التكوينات على المستوى الوطني، طالت العديد من المجالات، منها العنف القائم على النوع بالفضاءات العمومية، وبالحرم الجامعي، وبالعالم القروي، مؤكدة أن العنف القائم على النوع داخل الجامعات المغربية يتخذ أشكالا متعددة تتطلب التمحيص والتحليل والتتبع وإرساء آليات الصد والفضح لكل الممارسات المهينة المعطلة للدور التنويري للجامعة، خصوصا مع اتخاذ العنف وبكل تصنيفاته النفسية والجسدية منحى تصاعديا داخل الفضاءات الجامعية.
بدورها، أكدت ممثلة ENABEL البلجيكية على أهمية التطرق لموضوع العنف ضد النوع الذي يطال كل المجتمعات باعتباره ظاهرة عالمية كونية، تمس كل الفئات والطبقات دون تمييز، بسبب العديد من العوامل المرتبطة بعدم المساواة، وقلة الوعي، وبالتربية التي تعتبر الناظم الأساسي المواجه للممارسات العنفية خصوصا داخل الفضاءات الجامعية.
وأجمعت مداخلات المؤطرين والحضور على طرح تساؤل يتعلق بمدى تفشي العنف داخل الحرم الجامعي بين بعض الطلبة فيما بينهم، وبين بعض الأساتذة والطلبة، وبين بعض الطلبة والأساتذة والإدارة، بحيث يتخذ العديد من الظواهر التي تطال ما هو نفسي وجسدي وتحرشي وابتزازي وتحقيري، مما يضفي عليه صبغة العنف المركب ظاهريا وخفيا، بحيث يشكل عائقا أمام مبدأ العدالة، وتكافؤ الفرص، وقدسية الكرامة الإنسانية، على اعتبار أن الحرم الجامعي هو فضاء للتداول المعرفي والتحصيل العلمي المساهم في بناء المجتمع وتقدمه ورقيه. واعتبر المتدخلون أن الجامعة ليست معزولة عما يطال المجتمع من ظواهر واختلالات ترخي بظلالها عليها، بحكم التفاعلات والتأثيرات التي تحدثها عبر الخلفيات المؤطرة للممارسات العنيفة، خصوصا وأنه حسب استطلاعات للرأي المنجزة، فإن 20% من الطلبة والطالبات خصوصا الملتحقين الجدد، يطالهم الخوف وهم يخطون أولى خطواتهم داخل الحرم الجامعي، بسبب ما يروج وما يتداول بين الطلبة والطالبات من حكايات وممارسات تصدر من طرف بعض من أوكل لهم تربية وتكوين أطر الغد؟


الكاتب : حسن جبوري

  

بتاريخ : 04/12/2023