“ألف سطر نمال وسطر ،قبل أن يرتدّ لسليمان طرفه” لرشيد وحتي مقصّرات قصصيّة وشعريّة من شتى الجغرافيات والحساسيات

 

تصدر قريبا عن دار خطوط و ظلال الأردنية للشاعر والمترجم رشيد وحتي مختارات قصصية اختار لها عنوان « ألف سطر نمال وسطر ،قبل أن يرتدّ لسليمان طرفه « وهي موسوعة كونية ساحرة من المقصّرات القصصيّة والشعريّة المتحدّرة من شتّى الجغرافيات و الحساسيات.
في كلمة الغلاف كتب القاص والكاتب المغربي أنيس الرافعي عن المجموعة :
«حين يقدم رشيد وحتي — بوصفه قنّاصا ماهرا لفصوص النصوص الثمينة والنادرة — على انتقاء وتحويل وتقديم هذا الأطلس الموسّع والبانوراميّ من الأقاصيص المينيماليّة، والقصاقيص الشعريّة المقتضبة، الوافدة جميعها من كافّة أرجاء وأقاصي المعمورة، فإنّه من دون ريب يتغيّا رسم إحداثيات خريطة كونيّة جيوـحكائيّة، تخوّل للمتلقّي المتبحّر رحلة حج حكائيّة، وروزنامة مواعيد قرائيّة مع مرجعيّات من مختلف جغرافيّات العالم وتيّاراته وحساسيّاته وﺃطيافه وﺃزمنته وترميزاته. وبموجب هذه الخريطة الطوبوغرافيّة للذهن والذائقة والتذوّق، يصير المتلقّي مسافرا ﺃبديّا ومتخصّصا شغوفا في حرفة الترحال السرديّ على سلسلة طرق خياليّة لانهائيّة وغير مرئيّة، ذات قدرة على نسج الصداقات الأدبيّة البعيدة، ونظم المحايثات الثقافيّة المتقاطعة. الخريطة ذاتها ، التي يجدر بها ﺃن تنتمي، بلا أدنى شكّ، ﺇلى مبحث الپَّاتافيزيقيّا، تماما مثلما توهّمها الكاتب الفرنسي ﺃلفريدْ جارِي، أي فرعا من فروع فلسفة الحلول الخياليّة ﺃو المتصوَّرة، وذلك لكون منطقها السرديّ حمّالا للمعاني المجازيّة القادرة على شرح الكون بطريقة مختلفة ولاتقليديّة، ومفسّرا على نحو استيهاميّ للعوارض والاستثناءات التي تطال الوقائع والمصائر والمصادفات والحوادث. داخل ردهات أطلس رشيد وحتي، العامر بأحابيل النمل وسطوره المخاتلة وتجاويف مستعمراته المتراميّة، يتاح لنا أن نعيش حدّ العبث اختبار محاكاة المتاهة، ويجوز لنا المضيّ بلا هوادة في اتجاه ملاقاة مِينُوتُورِ الحكايات الخرافيّ، ذاك الذي يضاعف تصاويره وهلاوسه وابتكاراته على صفحات مرايانا الباطنيّة، حيث تكمن استعاراتنا الملائمة لتخطّي العالم وعبور الوجود صوب أبديّة الجمال اللانهائيّ غير القابل للاستنفاد أو التبدد، وكذا حيث تستقرّ تَمَثُّلاتُنا الأكثر هشاشة والأشدّ رهافة، لما يغدو بغتة وحيدَ قرنٍ كئيبًا محتلًّا لمغارات أعماقنا، عاشقا متيّما بألوان قوس قزح، قبل أن ينقلب مثلما بِفعلِ نقرةِ عصَا ساحرٍ حاذقٍ إلى فراشة مُبَرْقَشَة نشوانة، تحلم أحيانا بأنّها رشيد وحتي».


بتاريخ : 02/09/2022