أمال ومطالب وتساؤلات طبعت اللمة التي جمعت فاعلين فنيين وثقافيين بسياسيين واقتصاديين، خلال المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية بالرباط

 

عرفت مدينة الرباط يومي الجمعة 4 والسبت 5 أكتوبر الجاري، أشغال المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية، المنظمة من طرف وزارة الثقافة والاتصال وفدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام لمقاولات المغرب والتي سعت، حسب بلاغ المنظمين، إلى فسح المجال أمام مختلف الأطراف، لبلورة رؤية تشاركية تفضي على المدى القريب إلى بروز صناعة ثقافية وإبداعية مدرة للدخل، للقيمة، للرابط الاجتماعي، تتيح على الخصوص إمكانية تشغيل الشباب سواء بالقطاع الثقافي أو بالقطاع الخدماتي
وخلال حضورها التظاهرة، التقت الجريدة بالعديد من الفاعلين الثقافيين والفنيين ومختلف المهنيين الذين تمت دعوتهم لإغناء النقاش وطرح بعض من أفكارهم وتساؤلاتهم ومتطلباتهم، من فنانين ومخرجين وكتاب ومنتجين وموزعين وناشرين..، قصد التقاط ارتساماتهم وشهاداتهم والتعبير عن مخاوفهم كما آمالهم. ومن بين هؤلاء، المطربة المغربية زينب ياسر التي أعربت عن سعادتها بتواجدها في هذا اللقاء، الذي يختلف، عن اللقاءات التي عهدتها كفنانة، والتي كانت تقتصر على مهنيي الفن فقط، وصرحت أن ما تأمله، هو أن يتم تطبيق ما جاء على لسان الوزراء والمسؤولين خلال حفل الافتتاح، على أرض الواقع.
أما خلود بطيوي، الحاصلة مؤخرا على جائزة التشخيص إناث خلال مهرجان السينما والمدينة عن دورها في الفيلم المغربي «أنديكو»، فقد اعتبرت أن الفن والثقافة لبنتان أساسيتان لتكوين مجتمع متحضر، وتوقعت أن أشغال المناظرة ستفتح أفقا كثيرة، مما سيعود بالنفع على صورة المغرب وعلى المبدعين.
من جهتها صرحت ربيعة الريضاوي، رئيسة جمعية «الدارالبيضاء الذاكرة»، بأن المبادرة مهمة بما أن الثقافة تخص الجميع، وأكدت أن هذا اللقاء هو فضاء للتحاور والحديث عن جميع مشاكل هذا القطاع الذي يعد ضروريا في حياتنا، وأضافت بهذا الصدد بأنه خلال جولاتها في عدة مدن صغيرة بالمغرب، في إطار اشتغالها مع المدارس الابتدائية ، وقفت على عمق الفراغ الثقافي بالمدارس و القرى، حيث يوجد شبه انعدام للأنشطة الثقافية، كما حذرت من ترسخ الثقافة النخبوية المقتصرة على فئة مجتمعية معينة دون أخرى.
المخرج عبد الرحمان التازي، بالرغم من كونه اعتبر أن المبادرة جد مهمة في حد ذاتها، إذا ما تم أخذ بعين الاعتبار اهتمامها بالثقافة بصفة عامة ،إلا أنه سطر على نقطتين أساسيتين بالنسبة له، النقطة الأولى حول دور الوسائل السمعية البصرية، خاصة منها التلفزة، كأداة أساسية للتواصل ونشر الثقافة، في ضل استمرارية تواجد نسبة ليست هينة من الجهل في البلاد، والتي يسجل عليها التازي ، تغييب الثقافة في برامجها التلفزيونية. والنقطة الثانية تهم «نقل المعرفة»، وعدم إدراك المهنيين هذا القطاع لأهميتها، وتهميش الأشخاص المتقدمين سنا بالرغم من استمرارية قدرتهم على العطاء، وقد وقف على الامر شخصيا من خلال عرضه لخدماته ومعرفته.. كمهني راكم تجارب تمتد لخمسين سنة سواء في الإخراج أو الإنتاج ،على عدة مؤسسات تعليمية وغيرها، لكن دون أن يجد ردا على طلبه، وبالتالي فهو يتساءل عن مدى حمل مهنيو هذا القطاع ،حاليا، لهم «نقل المعرفة» وإدراكهم لمفهوم ‘الغنى البشري»، مما يعزز عنده فكرة أن هذا الميدان، أصبح مؤخرا يهمش البعض ممن لا يدخلون في شبكتهم المقربة.
أكد هشام عبقري، نائب رئيس فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية ومدير مسرح محمد السادس، بأن هذه المناظرة هي الأولى من نوعها، من منطلق أنها فرصة للقاء ألأخر خاصة وأن طبيعة الحقل الثقافي والفني بالمغرب تتسم بالتشتت، كل يشتغل من جانبه سواء بالنسبة للقطاع الخاص أو العام، بل حتى بالنسبة للقطاع غير المهيكل، يسترسل عبقري موضحا، وهذا جانب أخر من طبيعة هذا الحقل، يجب الاطلاع عليه، أي أن هناك إشكالات إذا لم يجتمع كل الفاعلين لطرحها فإن المشرع لن يعرفها. وبالتالي فالمناظرة، يؤكد نائب رئيس فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، تجمع الفاعلين لطرح الإشكال واقتراح الحلول ثم الخروج بتوصيات لكي تصبح الثقافة هي المحور الأساسي في النموذج التنموي المغربي المستقبلي.
من جهته، يرى صامبا صومونو، الفاعل الثقافي الموريطاني المقيم بالمغرب منذ 6 سنوات، والوسيط الثقافي في «جمعية أفريكاينا» التي تعمل في مجال التبادل الثقافي والتنمية والتعاون بإفريقيا، أن من المهم بالنسبة للمغرب ولإفريقيا بصفة عامة، الحديث عن الصناعة الثقافية والإبداعية، خاصة وأن الكل يتفق اليوم على أن الثقافة أصبحت قناة للتطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وبالتالي من الجيد أن يتم إدراكها من طرف كل هاته الهيئات المتواجدة في الملتقى، بل الأهم، أن تكون هاته المناظرة فرصة للحديث عن المشاكل وإيجاد حلول فعلية وفعالة لتطوير القطاع، سواء في المغرب أو إفريقيا أو حتى في العالم ككل، ومن أجل هذا فإنه من الأساسي لقاء هؤلاء الفاعلين الثقافيين الذين يناضلون يوميا من أجل تطوير مجال الثقافة، ومعرفة مشاكلهم الحقيقية.
وقد اعتبر فيصل زيزا، خلال تصريحه بصفته وسيطا ثقافيا، أن أهمية هذه المناظرة تكمن في كونها استطاعت الجمع بين مختلف الفعاليات وخلق انسجام بينها جميعا، لأن المشكل الأساسي في المغرب، على حد قوله، هو أن كل واحد يشتغل بمعزل عن الآخر. واسترسل موضحا بأن هذه بالنسبة إليه ليست إلا الخطوة الأولى، على أساس أن تليها عملية النزول إلى أرضية الواقع من أجل العمل الفعال.
عبد الكبير ركاكنة، رئيس الاتحاد المغربي لمهن الدراما، أكد أنه حضر الملتقى ليس كشخص، بل ليتحدث باسم مجموعة من مكونات القطاع الذي يمثله، ولطرح المشاكل التي يواجهها هذا الأخير. ومن بين النقط التي يعتبرها مهمة، مسألة تفعيل بعض القوانين الموجودة  منذ دستور 2011،  منها الفصول التي تتحدث عن عقود الشغل و العقد النموذجي وكذلك النص الذي يتحدث عن المقاولات الفنية و حول الحماية الاجتماعية، و كذا أن تعفى جمعيات الفرق المسرحية من أداء «التعريف الموحد الضريبي للمقاولات» التي فرض عليها ، مع انها ليست مقاولات، ثم توفير معاهد عالية كثيرة للتكوين سواء في مجال  التمثيل المسرحي والتنشيط،، أو في ما يخص السينما، وأن تلقن الفنون ضمن المناهج الدراسية ، علاوة على هذا تساءل عما سيقدمه رجال المال والأعمال من دعم مالي  وهل سيستثمرون في هذا القطاع.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 12/10/2019

أخبار مرتبطة

لا يسعنا في هذا المقام، سوى الوقوف، إجلالا، لكل من مر في الصحافة الاتحادية ومن ما زال يحمل المشعل ،

كشف الصحفي محمد الشنتوف ،عن تعرضه يوم السبت 11 ماي 2024، على الساعة الثانية عشرة زولا لاعتداء وتعنيف، و “ثني

بمناسبة الذكرى 21 لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير ولي العهد مولاي الحسن وتنزيلا للمكتسبات الدستورية في المجال الثقافي والفني الرامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *