أمم إفريقيا، صداع في رأس مدربي الأندية الأوروبية

قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا بدأت لعبة شد الحبل بين المنتخبات والأندية حول السماح للاعبيها بخوض غمار المنافسات القارية.
قرر منتخب نيجيريا السماح لمهاجمه تيريم موفي المشاركة ضمن صفوف نيس الفرنسي مطلع الأسبوع المقبل قبل مشاركته مع المنتخب في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، لكن الكاميرون منعت مشاركة اللاعب الشاب ريجيس موجي مع مارسيليا بعد أن رفض استدعاءه لخوض النهائيات.
ويأتي الموقفان المتناقضان في إطار حالة الصراع المعتادة بين الأندية والمنتخبات التي تسبق البطولة الأفريقية التي تقام كل عامين.
وتقام كأس أمم إفريقيا، التي تنطلق نسختها المقبلة يومه السبت في أبيدجان، في فترة منتصف الموسم وتقضي قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأنه يجب على الأندية السماح للاعبيها بالمشاركة في البطولة القارية، حتى لو كان ذلك يعني غيابهم عن مباريات محلية حاسمة لأسابيع.
ويثير هذا الوضع انتقادات متكررة من المدربين المتضررين من ذلك، كما يضع اللاعبين في موقف محرج في حال اختيار المشاركة للأندية على حساب المنتخبات أو العكس.

أونانا.. توافق يونايتد والكاميرون

رغم ذلك، يجري التوصل أحيانا إلى حلول وسط، مثلما حدث من بقاء حارس المرمى الكاميروني أندريه أونانا مع مانشستر يونايتد لخوض المباراة أمام توتنهام يوم الأحد المقبل قبل السفر إلى كوت ديفوار للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس الأمم. وسيغيب أونانا على الأرجح عن المباراة الافتتاحية للكاميرون في البطولة أمام غانا يوم الاثنين المقبل.

موفي.. نيجيريا ترضخ

جرى استدعاء موفي، متصدر قائمة هدافي نيس هذا الموسم برصيد ستة أهداف، إلى المنتخب النيجيري في وقت متأخر حيث انضم للقائمة قبل أيام، وجرى الاتفاق على أن بوسعه البقاء مع ناديه والمشاركة في مباراة رين يومه السبت ليغيب بذلك عن مباراة نيجيريا الأولى في البطولة القارية يوم الأحد المقبل.
أما موجي لاعب مرسيليا، والذي رفض استدعاءه لمنتخب الكاميرون، فقد تم حرمانه من اللعب لناديه.
وكان استدعاء المنتخب الكاميروني لموجي (19 عاماً) هو الأول في مسيرته، لكن في ظل مشاركة سبعة لاعبين آخرين من مارسيليا في كأس الأمم، شعر اللاعب بأنه قد يكون من الجيد بالنسبة له البقاء مع ناديه والحصول على فرصة المشاركة ضمن الفريق الأول.
وقال مدرب مارسيليا جينارو غاتوسو: «قرأت أننا نحن، النادي، من نصحناه بعدم المشاركة في كأس الأمم.. أود أن أوضح لأمر، كان هذا قراره ونحن كناد دعمناه. هناك مناقشات في الوقت الحالي بين النادي ومنتخب الكاميرون. في الوقت الحالي، هو ليس متاحاً (للمشاركة). وإن تغير الوضع، سيكون مع الفريق».
ويمكن للمنتخبات إجبار اللاعبين الرافضين للانضمام إليها، على الغياب عن مباريات أنديتهم خلال فترة البطولة إضافة إلى خمسة أيام أخرى كعقوبة.
وفي نسخة هذا العام من كأس أمم إفريقيا، يشارك لاعبون من أندية تلعب في 70 دولة مختلفة وهو ما يعكس حقيقة أن القارة الإفريقية تصدر اللاعبين باستمرار إلى مختلف أنحاء العالم.
ونظراً للتاريخ الاستعماري الفرنسي واستمرار الروابط الوثيقة مع قارة إفريقيا، لم يكن أمراً مفاجئاً أن تكون الأندية الفرنسية الأكثر تأثراً بالبطولة الإفريقية، حيث جرى استدعاء 92 لاعباً من 36 نادياً، اعتباراً من أندية دوري الدرجة الأولى الفرنسي وصولاً إلى أندية درجات الهواة.
وقبل عقود، كانت بطولة كأس أمم إفريقيا تقام في توقيت يتزامن مع فترة الراحة الشتوية للكرة الفرنسية، لكنها تقام حالياً في وقت يشهد مباريات في الدوري والكأس في فرنسا.
وسيفتقد لوريان المتعثر، صاحب المركز قبل الأخير في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، سبعة من لاعبيه خلال الأسابيع المقبلة في وقت كان الفريق بحاجة إلى استغلال كافة إمكاناته.
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز، يفتقد نوتنغهام فورست لجهود ستة من لاعبيه كما سيفتقد باير ليفركوزن المنافس في دوري الدرجة الأولى الألماني لجهود أربعة لاعبين أفارقة.
وكان مدرب ليفربول يورغن كلوب قد صرح قبل أيام مازحاً بشأن مشاركة نجمه محمد صلاح مع منتخب مصر في كأس الأمم «قلت إنني لو تمنيت له حظاً سعيداً، لكان هذا بمثابة كذبة.
وقال: «من وجهة نظر شخصية، سأكون سعيداً للغاية إذا خرجوا من دور المجموعات».