أمير المؤمنين يترأس الدرس السادس من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية : المغرب من الدول العشر الأوائل في زراعة النخيل بـ 7 ملايين نخلة

ترأس أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، أول أمس الخميس بالقصر الملكي بمدينة الرباط، الدرس السادس من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية.
وألقى الدرس بين يدي جلالة الملك، الأستاذ عبد الوهاب زايد، سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، متناولا بالدرس والتحليل موضوع: “النخيل في القرآن والسنة”، انطلاقا من قول الله تعالى في سورة مريم “وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا، فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا”.
وانطلق المحاضر مما ورد عند المؤرخين من أن المولى الحسن الداخل، كان سبب مجيئه إلى المغرب في القرن السابع الهجري، أن أهل سجلماسة طلبوا منه أن يأتي معهم وأن يرحل من بلده ينبع النخل بالحجاز، طلبا للتبرك به في صلاح ثمار نخيلهم، فحقق الله تعالى رجاءهم.
ونوه بمواصلة جلالته شامل عنايته بقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، مذكرا بأن جلالته أعطى أمره بغرس ثلاثة ملايين نخلة من أجود الأصناف وزراعتها بأهم الواحات حيث أصبحت المملكة من الدول العشر الأوائل في العالم بمساحة تناهز 60 ألف هكتار، توجد بها 7 ملايين نخلة.
وشرعيا، لاحظ المحاضر أن شجرة النخيل ضربت في القرآن مثلا للكلمة الطيبة، ذات الأصل الكريم المتجذر في القلوب المؤمنة، وضربت في السنة مثلا للمؤمن المجسد للنفع المتدفق الدائب. ومن يتدبر القرآن الكريم، يجد أن النخيل قد ورد ذكره أكثر من أي شجر أو نبات آخر. وسجل في هذا الصدد أن آيات القرآن التي تذكر النخيل يزيد عددها عن عشرين، فيها إشارة إلى الأهمية الغذائية لثماره تارة، واستشهاد بعطاء أشجاره وجمالها تارات أخرى.
كما أكرمت السنة النبوية هذه الشجرة حين أوصت الإنسان، والساعة قائمة، بأن يختم عمله في الدنيا بالخير، وأوردت مثلا لذلك بزرع فسيلة النخل، وما ذلك إلا للقيمة المعنوية لهذه الشجرة وفوائدها الحسية.
واستدعى المحاضر بعض الآيات التي احتفت بقيمة النخيل في سور البقرة، والنحل والرعد والإسراء والمؤمنون ويس والكهف وطه والشعراء والقمر والرحمان وعبس ومريم. أما من حيث القيمة الغذائية العالية لثمار النخيل، فقد أكد عليها القرآن الكريم والسنة المشرفة من خلال سياق تناولها، لاسيما في حالات الإنهاك الشديد عندما يكون الإنسان بحاجة ماسة إلى مصدر للطاقة كحالة الولادة أو الصيام. وتأتي نتائج البحث في العلم الحديث بتطابق مع هذه الحكمة القرآنية الخالدة.


بتاريخ : 01/06/2019