أنطُون تشيخُوف وفيكتُورأوجُو:أيُّ النّاسِ تصفُو مَشَارِبُهْ؟!

 

هل أصبح الإنسانُ في العصرالحاضرمخلوقاً حزيناً، كئيباً، شاكياً، باكياً، شقيّاً، متذمّراً بطبعه..؟هذا ما يتبادر إلى أذهاننا فى حياتنا اليوميّة المتواترة، والجواب هو بدون تردّد أو تململٍ : أجل،هذه حقيقة لا مِراء فيها ولا يمكن نكرانها، كلّ إنسان يشعر بهذه الشكوى في قرارة نفسه، ويلمسها في الآخرين، لقد أصبح يشكو من كلّ شئ، من وجوده، من نفسه، من أهله وأقاربه، وذويه، وأولاده وأصدقائه وخلاّنه، وأساتذته ومعلّميه، ومعارفه وجيرانه، والعاملين معه، إنه يشكو من ارتفاع الضرائب،وغلوّ الغرامات، وغلاء المعيشة، وضآلة الأجور،ومن سياسة الحكومات ومن مواقف المعارضة ،وتذبذب الأحزاب في بلده، إنه يشكو من السّائقين ومن المارّة، والرّاجلين،يشكو من الاكتظاظ والازدحام، من الضوضاء، والغوغاء، ومن الصّخب، واللّجب، والدّأب، ومن منبّهات السيّارات وضجيج القطارات، وهدير الطائرات،وزئير الدبابات، إنّه يشكو من غضب الطبيعة التي تعصف به وبأولاده وأقربائه وبني جلدته،يشكو من حالات الطقس والفيضانات المدمّرة،من هبوب الرّياح وقيظ الصّيف، والتصحّر والجفاف، ومن زمهرير الشتاء، وحساسيات فصل الرّبيع، وشحوب الخريف،يشكو من الحرّ والقرّ، من نزلات البّرد التي تعصف به، وتقضّ مضجعَه، ومن رطوبة الجوّ وتقلّباته،من الفيروسات المستجدّة التي أصبحت تنغّص عليه حياته ،ومن النّاس أجمعين،فكأنّما كلّ شئ في حياته بات يبعث على الشكوى..!

الإنسان والشكوى

غير أنّ الإنسان غالباً ما يغالط نفسَه، ويخادعها، فقد تلتقي صدفةً بصديقٍلك فى هذا العالم المترامي الأطراف ، وما أن تسأل عنه وعن صحّته، وعن لونه، وأحواله حتى يبادرك بالقول دون تفكير أو رويّة منه أنه وعشيرته على خير ما يرام ، في حين أنّهم قد يكونوا غارقين في هوّات البؤسٍ،والحزن والهموم والتذمّرٍ، والأسىً الذي ليس له قرار…؟
وإذا عاد الواحد منّا إلى بيته في المساء، يؤوب وقد شحن رأسه بالعديد من الأفكار، والأقوال والمفاجآت والمعايشات والمشاكسات، والمناوشات والمنغّصات التي مرّت به طوال اليوم، لابدّ أنه يظلّ يشعر بضيقٍ ما لم يركن إلى جوار أحد أقاربه، أو معارفه، أو ذويه ليملي عليه شريط أحداث يومه.
ثمّ ماذا يفيد الإنسان من شكواه..؟
في ظاهر الأمر يبدو أنه لا يفيد طائلاً يُذكر ،وهو إنما يقوم» بعملية التنفيس عن النفس»،وكلٌّ منّا مهما كانت مكانته، وملكاته، وقدراته العقلية أو النفسية لا يستطيع أن يكبح في قرارة نفسه هذه الرّغبة الجامحة والغامضة، التي لا يمكن نكرانها فالضغط يورّث الانفجار كما يُقال. وكل إنسان يريد أن يحكي، ويشتكي، وما على الآخرين إلاّ الإنصات أو الإصغاء، وعليهم كذلك مقاسمته مشاعره، ومشاركته معاناته، ومشاطرته أشجانَه،وأحزانه ،وذلك حتّى يحافظ على توازنه وثباته،وسلامته النفسية، والعقلية فى آنٍ واحد. ويرى بعض علماء النفس أنّ هؤلاء المساكين الذين يُوسَمُون بالحمقىَ، أو هؤلاء الذين بهم مسّ من الجنون إلاّ أناس لم يوفّقوا فى العثور على مَنْ يُصغي إلى شكواهم، وأنّاتهم ،وآهاتهم فخلقوا لهم من أنفسهم شخصيات ثانوية،مزدوجة جعلوا منها أصدقاءَ وهمييّن ،أوافتراضيّين لهم، لذا تراهم فى كلّ حين يتحادثون،ويتحاورون ويتهامسون ويتشاورون، ويفكّرون بصوت جهوريّ عالٍ وحدهم أو مع ذواتهم ، وقد أوجدوا لها « عالماً خاصّاً « بهم يأسف له وعليه «العقلاء» ،أمّا هم فلا أحد يدري ما هو شعورهم الحقيقي تجاهه .
الإنسان والعزلة

كان أرسطو يقول إنّ الإنسان على وجه العموم(مدنيّ بطبعه) ، وكان ابن خلدون يقول إنّ الإنسان( إجتماعيّ بطبعه) ، يحبّ الحضارة والعمران، والاختلاط، والتجمّع ، وإعمار المدن والحواضر، ويمقت العزلةوالتهميش، والبعاد عن النّاس، ومن ثمّ ظهرت التجمّعات البشرية، ونشأت الضّيع، والقرى والمداشر، والعشائر،والأسواق والمواسم، والمدن، والحواضر الكبرى، هذه حقيقة لا مراء فيها ،ولكنّها قد تغيب عن كثيرين منّا فيعرّضون أنفسَهم لمخاطر قد تعود عليهم بما لا يُحمد عقباه .فعلى الرّغم ممّا يسود (المدنية) فى عالمنا من نفاق، وريّاء وتفاوت،وتعنّت ومداهنة، ومصانعة، وتناقضات، وفروق ومخاطر،وشرور وويلات، فإنّها مع ذلك تسهم بشكل أو بآخر في إزاحة ستائر الاستلاب الذي يحجب الواحد منّا عن الآخر،هذا التجمّع والاتصال لابدّ أنّهما يخفّفان عن المرء وطأةَ الشّعور بالمأساة، وفداحة الإحساس بالقلق الدائب، والحيرة ، والغموض لذا نراه يحاول بشتّى الطرق، وبمختلف الوسائل تجنّب ذلك وتفاديه، والاندماج في كلّ ما من شأنه أن يُقصي عنه شبحَ هذه العزلة القاتلة، والوحدة المميتة، والاضطرابات النفسية كمصاحبة الأصدقاء، ومخالطة الخلاّن والمشاركة فى مختلف الأنشطة، والتظاهرات والمنتديات، والملتقيات والاحتفاليات، كما أنّ هناك من يُوثر أن يؤمّ المقاهي، ويتردّد على النوادي ويرتاد الملاعبَ، وينخرط فى الجمعيات وما أكثرهم فى عالمنا المعاصر.
وما»الزّواج» فى آخر المطاف إلاّ فرار من العزلة الخانقة ،والبحث عن العِشرة، والمعاشرة، والأنس والمؤانسة، والاختلاط مع الآخر، ومعنى الكلمة اللغوي يؤكّد جوهرَه ، فقد جاء هذا المعنى مفصّلاً بإفاضة فى معظم المعاجم العربية. فكلّ واحد من الزّوجين أَيضاً يسمّى زَوْجاً، ويقال: هما زَوْجان للإثنين وهما زَوْجٌ،كما يقال: هما سِيَّانِ وهما سَواءٌ؛والزَّوْجُ هو الفَرْدُ الذي له قَرِين. والزّوج أو جوج (بعد أن قلبت الزّاي جيماً) يعني فى العاميّة المغاربية (إثنان) ، وعلى الحدود البرّيّة الشرقية المغربية – الجزائرية مكان أو موضع معروف يسمّى (جُوجْ بغال)( أيّ بغلان) وهو محلُّ تندّرٍ من طرف ساكنة هذه المناطق فى البلدين الشقيقين. فى حين يعبّر إخواننا المشارقة عن «جوج « بكلمة( إثنان، أوإتنين،أو ثنتيْن). وأغنية «واحد إتنين..واحد إتنين..أنا ويّاك يا حبيب العِينْ» التي تغنّيها المطربة شادية لكمال الشنّاوي فى فيلم «ليلة الحنّة» مشهورة ومعروفة، سمعتها واستمتعت بها الأجيال السالفة، وما فتئت تُطرب الأجيال الحاضرة إلى اليوم..!.

هُوغُو وبؤساؤُه

الكاتب والرّوائي الفرنسي المعروف فيكتور هوغو صاحب رواية « البؤساء» التي ضربت شهرتها الأطناب، عبّر عن هذه المشاعر الدفينة فى الإنسان فى عصره، وفي العصور التي تلته، فالإضافة إلى ما جاء فى روايته الآنفة الذّكر، فقد عبّر عن ذلك صراحةً كذلك ،وبلغة تقريريّة مباشرة لا تخلو من جمالية، وروعة، وإبداع فريد ضمن خطاب شهير كان قد ألقاه حول(البؤس، والبؤساء ) في الجمعية التشريعية الفرنسية، وهي المؤسّسة الشرعيّة التي حلّت محلّ البرلمان الفرنسي بعد حلّه،في 9 يوليو 1849 وكأنه خطيب مُفوّه مِصقع يخاطبُ قومَه من أعلى منبر برلماني..فيقول فى هذا الخطاب الموفي البليغ، والمبطّن بفيضٍ هائلٍ من السّخرية ،والتهكّم والازدراء: « أنا،أيّها السّادة،لست ممّن يعتقدون أنه بالإمكان إزالة الألم من هذا العالم، فالوجع قانون إلهيّ. ولكّنني من بين الذين يعتقدون ويؤّكدون أّنه يمكننا القضاء على البؤس. لاحظوا جيّدًا، أيها الّسادة، أّنيّ لا أقول التخفيف منه،ولا التقليل، ولا حصره، ولا الحدّ منه. (وإّنما) أقول القضاء عليه. إّن البؤس هو مرض (أصاب) الجسدَ الاجتماعّي تمامًا مثل الجُذام، المرض الذي كان يصيب الجسدَ الإنسانّي. فالبؤس يمكن أن يختفي مثلما اختفى الجذام. القضاء على البؤس نعم، هذا ممكن! وعلى المُشرّعين والحكُّام أن يفكّروا فيه دون هوادة. ففي قضية كهذه،بقدر ما لا يكون الفعل هو الممكن،فإنّ الواجب يظل منقوصًا» . ومن الوقائع التي تلاها « هوغو» في خطابه هذا، قال: «..هذه الأيام الأخيرة، (ثمة) أديب،يا إلهي، أديب شقيّ،فالبؤس يصيب المهن الليبرالية بقدر ما يصيب المهن اليدوية،أجل (ثمة) أديب بائس شقيّ مات جوعًا،مات بسبب الجوع فعلًا. وقد علمنا، بعد موته،أنّه لم يأكل منذ ستّة أيام. هل تريدون شيئًا آخرًا أشد إيلامًا..؟ الشّهر الماضي،وخلال تفاقم وباءالكوليرا، وجدنا أمّاً وأطفالها الأربعة يبحثون عن طعام لهم في سلل المزابل…وو».(**) لقد وضع العبقريّ الفرنسي يدَه أو أصبعَه على مَكمن الدّاء،ومربط الفرس..فالبّؤس عنده هو « أمّ الرّذائل»، ( كما يقول المثل الفرنسي) ،وإلاّ لما وضع رواية ضربت شهرتها الأطناب وعنونها ب: «البؤساء» ! أو بمعنى آخر : هل عرَف « هوغو « أو عرّف من أين تتولّد الشّكوى فى حياة الناس..!

تشيخوف وأشقياؤه

وأمّا الكاتب الرّوسي الذّائع الصّيت أنطون تشيخوف فله هو الآخر أقصوصة بعنوان « الشّقاء» أو « الأشقياء» تصوّر حالنا وحالة كلّ إنسان فى حاجته الملحّة إلى الشكوى،وهَوَسه فى الإفصاح،والتنفيس عن النّفس تصويراً دقيقاً تكاد تنفرد بها بين باقي الآداب العالميّة . فبطل القصّة «أيّونا بوتابوف» رجل مسنّ يسوق زحّافة تجرّها مهرتُه الهزيلة الهرمة، يظلّ يجوب شوارع المدينة الكبرى المترامية الاطراف، ويقطعها شرقاّ وغرباً وفي كلّ إتّجاه، ينقل الناسَ في زحافته من مكانٍ إلى آخر ليمنحوه نظير ذلك ما لا يسمن ولا يغني من جوع ،ولكنّ المسألة ليست هنا ،بل إنّ له ابناً مريضاً في البيت، وهو في مُقتبل العُمر، وأيّونا، يقول : كان من المفروض أن يكون إبني هو الذي يسوق هذه الزحّافة ، ويعمل لا أنا. ولكنّه مريض ومُقعد ، هذه أيضاً ليست هي المشكلة..!معضلته الحقيقية التي تؤرقه، وتعذّبه، وتضنيه كونه يريد أن ينقل هذا الخبر، أو بالأحرى هذه الشكوى إلى أحد ، أيّ أنه يبحث عن الآخر الذي يقاسمه محنته،ويشاركه مأساته، ويشاطره معاناته، ويخفّف عنه الآلامَ التي أخذت منه كلّ مأخذ، والتعب،والإنهاك اللذين يهدّان كيانَه، ويصغي إلى شكواه…فيظلّ الوقت بطوله يبحث، ويحاول الكلام أو التحدّث إلى أحد، ولكن لا أحد يريد أن يُصغي إليه، الكلُّ يعرض عنه، ويوليه ظهرَه، وينصرف لحال سبيله، أو إلى عمله، ولهوه، وغيّه، ومجونه، وفسقه، ومروقه، ومشاغله، وإنْ هو في نظر الجميع إلّا عجوز أبله ثرثار…ففي كلّ مرّةٍ كان يحاول فيها تحقيق رغبته كان يخفق في مسعاه، الركّاب الذين ينقلهم من مكان إلى آخر دائماً هم مشغولون بأمورهم،إنّهم يضحكون، يقهقهون، يصيحون، يمرحون، يتهكّمون، يزدرون، يعربدون،ولا يولونه أدنى عناية، أو اهتمام أو اكتراث ، وكانت كلماته تطير أدراج الرّياح،وتضيع فى غياهب الليل البهيم، وحينما يعود إلى البيت في آخر الليل مُرهق الجسم، خائر القوى، وقد أخذ التعبُ منه منتهاه، وبينما كانت مُهرته الهزيلة تأكل،وتقضم كومةً من التّين الجافّ في هدوء في الإسطبل جلس إلى جانبها ، مطأطئ الرأس، منهوك القوى، وحكى لها أوعليها الحكاية كلّها، وهي تُصغي إليه باهتمام بالغ بعد أن أدارت عينيها الواسعتين نحوه دون أن تحرّك رأسَها.!
تشيخوف في هذه الأقصوصة وكأنّه يريد أن يقول لنا:أنْ لابدّ للإنسان أن يشكو،أويشتكي، وأن يقاسم الآخرين معاناته ،وآلامَه، ومآسيه حتى ولو تعلّق الأمر بحيوان…!. وتصوّر لنا هذه الأقصوصة كذلك مقدارَ الخطورة التي تنطوي عليها هذه المسألة، فإبلاغ الآخرين أفراحَنا وأتراحَنا، ومشاكلنا ورغباتنا، ومسرّاتناوآلامنا، وأحزاننا وتخوّفاتنا، ومعاناتنا ومشاغلنا، أمر لا مندوحة لنا عنه.
أيُّ النّاسِ تَصْفو مَشَارِبُه..؟!
ونعود إلى تاريخنا، وماضينا وأقوالنا المأثورة ، وحِكمنا المشهورة، لنستخرجَ ونستخلصَ منها العبرَ، والأمثالَ التي يحفل بها تراثنا المجيد لتقول لك تلك الحكم والأقوال والأمثال المتواترة : لا تتحرّج إذن، ولا تضطرب ولا تبدي صدوداً، ولا نفوراً، أو عبوساً أو وُجوماً إذا قصدك صديق، وقد أثقلتْ ظهرَه الهموم، وناءت بكاهله الأحزان ، وهدّ متنه العياء،واسودّت الدّنيا في عينيْه، بل اصغ إليه ،وقاسمه شكواه، وشاركه همومَه، وشاطره مآسيه، وخفّف عنه معاناته، واجعل من نفسك ملاذاً آمناً مطمئنّاً له ، ومن صدرك مأوىً مريحاً لآهاته، وأحزانه،وأتراحه، وآهاته ، فقلّما أن تجد في عالمنا العربي، والأمازيغي أو لدى كلّ الأعراق، والأجناس، والإثنيات مَنْ لا يشكو أو يشتكي ، وقلّما أن تعثر في هذه الدّنيا على مَنْ( صَفَتْ مَشَارِبُه ) من الشكوى والأنين ،فكلّنا من مناهل،ومن مَشارب ( القَذَى) ننهل كلّ يوم أكواباً، ونترع كؤوساً ونحتسي أوانيَ مترعة تفيض مرارةً،ومضضاً، وحنظلاً، يتفاوت طعمُها، ويتباين ذوقها عند كلّ منّا من بلدٍ إلى آخر، ولحظة الفَرَج أو الإنفراج بالنسبة لنا،ولبني طينتنا،تلك التي تتهيّأ لنا فيها فرصة إبلاغ أو إفراغ ما في صدرنا،وجوْفنا من آلام، أو شكوى أو أنين،أو عتاب وما أكثرها..وصَدَق الشاعر العربي القديم بشّار بن بُرد إذ قال في هذا المنوال :
جفا ودّهُ فازورّ أو ملّ صاحبهُ/ وأزرى به أن لايزال يعاتبُه
خَلِيليَّ لاَ تسْتنْكِرا لَوْعَةَ الْهوىَ/ ولا سلوة المَحزون شطت حَبائبُه
إذا كنتَ في كلّ الأمورِ مُعاتباً / صَديقَكَ لَم تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
فعشْ واحداً أو صِل أخاك فإنّه/ مُقارفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى/ظمئتَ وأيُّ النّاسِ تصفُو مَشَارِبُهْ..؟!

*- كاتب،عضو الأكاديمية الإسبانية- الأمريكية للآداب والعلوم –بوغوتا- .
**- خطاب الرّوائي الفرنسي فيكتور هوغو من ترجمة الباحث الزّميل مصطفى القلعي.


الكاتب : د. محمّد محمّدخطّابي *

  

بتاريخ : 31/12/2020