أوضاعها المتردية تثير التساؤلات : حديقة المصباحيات بالمحمدية بين الإهمال واللامبالاة؟

 

تحولت حديقة المصباحيات، الكائنة قرب الثانوية التأهيلية جابر ابن حيان ومدرستي ابن حبوس والراشيدية ومستوصف الحسنية، إلى مكان خاص بأصحاب العربات لإفراغ عرباتهم من بقايا الهدم، الذي تعرفه بعض البيوت في إطار الإصلاحات والترميمات، الأمر الذي جعل مساحاتها الخضراء بالأمس ،تتحول إلى مطرح للحجر والطوب وكل ما يترتب عن بقايا الهدم المختلفة.
ولم يكتف أصحاب العربات باختيار مكان خاص ومحدد (تجاوزا)، ولكنهم استغلوا طول الجانب الأيمن وعلى امتداد الحائط الفاصل بين الحديقة والغابة المطلة على وادي المالح. كما يشهد الفضاء نفسه وجود حيوانات تجوب أطراف الحديقة بدون رقيب ولاحسيب، فضلا عن قضاء الحاجة في أي بقعة، وبخاصة على طول الجدار المؤدي إلى سوق الجملة، وذلك بسبب الإهمال غير المبرر الذي طال كل مرافق الحديقة، ناهيك عن النفايات بمختلف أنواعها.
هذه السلوكات والتجاوزات وعدم اهتمام المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي ولا مبالاتهم، أثارت انتقاد العديد من المواطنين، ضمنهم الرياضيون الذين يعبرون الحديقة في اتجاه الغابة لممارسة أنشطتهم الرياضية ، كما يستنكرها كل من يقوم بممارسة رياضة المشي داخل الحديقة، وكذا التلاميذ والتلميذات وأولياء امورهم الذين يقطعون، في غياب بديل، أربع مرات في اليوم ذهابا وإيابا الطريق ،الوحيد داخل الحديقة، الذي يفصل مقرات سكناهم بالمؤسسات التعليمية السالفة الذكر، ومواطنون يترددون يوم الأحد لقضاء بعض الوقت للسماح لأبنائهم بالترفيه رغم الظروف القاهرة وغير الملائمة تماما لاستنشاق هواء نقي وفي ظروف صحية سليمة؟
إنها وضعية تثير التساؤلات بشأن أسباب هذا التدهور المتعدد الأوجه، ما يجعل ساكنة المحمدية، بشكل عام، تطالب بضرورة إعادة هيكلة الحديقة، التي تم تشييدها على مسافة ثمانية هكتارات تقريبا، وذلك باعتبارها تشكل متنفسا أساسيا لا محيد عنه بالنسبة للسكان الذين بات الاسمنت يحاصرهم من كل جانب، وبالتالي استرجاع ما كانت عليه في بدايات عهدها، من حيث المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه وممرات تضفي الطمأنينة والسكينة، إلى جانب باقي المرافق الرياضية والثقافية الأخرى.


الكاتب : مكري مصطفى

  

بتاريخ : 24/01/2023