أول وآخر الطريق

لماذا،
كلما اقترب مني الخريف،
أرى النجوم تسقط في البحر
من أعلى صخرة العمر،
وأرى الوردة والقمر وأشجاري
بين الريح والموت
تبحث عن حقيقتها
وتستجدي أشعاري
وأول الطريق؟

لماذا،
كلما مشيت وحدي،
في اتجاهي أو في اتجاه هواي
أو في اتجاه البريق،
تضيع ملامحي  مني
ويضيع عني الخطو
والفكرة والطريق؟

لماذا،
كلما أمسكت
بطرف خيط الحقيقة
يفلت مني بياض صُبحها
ويقذف بي زيغها
أو لبسها أو زيفها
في آخر الصفّ
بين الجدار والجدار
وفي منتصف الطريق؟

لماذا،
كلما آنست نورا
في عزّ الانطفاءات
لا أرى غير أصابعي
تعُدّ جريان الماء
في أرض تسكن في رأسي،
لا نهر فيها،
لا سراب لا بريق
لا حجر لا شجر لا طريق؟

لماذا،
كلما مشيت وحدي
خلفي أو في اتجاهي
يراودني الشكّ عن نفسي
وأنسى أن اليقين
مثله مثل المنارة
ينتهي مع التراب
في أول الليل
وفِي آخر الطريق؟


الكاتب : بنقدور الوهراني

  

بتاريخ : 16/09/2022