أعلنت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، صباح الخمس 2 نونبر 2023، عن نجاح عملية زراعة كلية لفائدة يافع يبلغ من العمر16 سنة، مؤكدة أن هذا الإنجاز الطبي تأتى بفضل جهود كل العاملين بالمؤسسة وبالمصلحة المختصة من أساتذة وأطباء وممرضين وكل المتدخلين.
وفي تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أوضحت الأستاذة غزلان المذكوري، الاختصاصية في جراحة الكلي، أن العملية التي تمت بنجاح همّت يافعا ينحدر من مدينة طنجة يبلغ من العمر 16 سنة، الذي لم يكن يعاني من أي أعراض مرضية سابقة لها علاقة بالكلي أو يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات على مستواها، وهو ما كان مفاجئا بالنسبة للأسرة الصغيرة وللمصاب الذي كان الوقع النفسي للمرض عليه كبيرا بانتقاله في لحظة إلى مرحلة تصفية الكلي.
وأبرزت المكلفة بجناح زرع الكلي بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء في تصريحها للجريدة، أنه بعد نقاش مع أفراد الأسرة وعقب القيام بمجموعة من الخطوات المتبعة في مسطرة عملية الزرع، القانونية منها والإدارية، إضافة إلى الشق المتعلق بالتحاليل الضرورية لتحديد الملائمة بين المتبرع والمتبرع له، تبين على أن جدّة اليافع هي التي تتوفر فيها الشروط الضرورية، حيث عبرت بكل طواعية عن رغبتها في التبرع لحفيدها، وهو ما تم القيام به بعد دراسة الملف من كافة جوانبه من طرف لجنة طبية تتكون من أساتذة من تخصصات تتوزع ما بين أمراض الكلي وجراحة الكلي والمسالك البولية والإنعاش والتخدير.
وأكدت الأستاذة غزلان أن العملية تمت بنجاح كبير، حيث غادرت المتبرعة المستشفى بعد أسبوع، في حين تم الاحتفاظ باليافع الذي استفاد من العضو المتبرع به لمدة 3 أسابيع، مشيرة إلى أن وضعه الصحي جيد جدا، وبأن جسمه يقوم بوظائفه على أكمل وجه، وهو ما سيتيح له مغادرة المستشفى بعد أيام مع استمراره في تناول الأدوية التي سيتم وصفها له. وشددت الطبيبة المختصة في أمراض الكلي على أن هذا النوع من العمليات يتيح للمرضى العودة للحياة من جديد برؤية تحمل الكثير من الأمل ويطبعها التفاؤل، ويمكنهم من تجاوز كل التأثيرات النفسية التي قد يكونون قد تعرضوا لها في لحظة من اللحظات بسبب مرضهم، وهو ما يبين أهمية التبرع بالأعضاء ونبل هذه الخطوة وضرورتها لإنقاذ حياة المرضى والتخفيف من آلامهم.
وكانت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد قد أشادت بالظروف التي رافقت التحضير للعملية وبنجاحها، مؤكدة أن هذه النتائج المتميزة يجب أن تشجع على تكتل كل الجهود لتجويد حياة المرضى، وذلك من خلال التشجيع على التبرع بالأعضاء والتحسيس بقيمة هذا الأمر وبأبعاده الإيجابية على الأفراد والمجتمع على حد سواء.