إسدال الستار على مهرجان ظاهرة المجموعات بالحي المحمدي في نسخته الأولى.. الوفاء لنصف قرن من العطاء

 

بعد أربعة أيام متواصلة من النوستالجيا والذاكرة الجميلة، عبر سهرات فنية، ندوات، ورشات، معارض وغيرها، في إطار مهرجان ظاهرة المجموعات في نسخته الأولى، الممتد من 11 إلى 14 غشت 2022، المنظم من طرف مقاطعة الحي المحمدي بالدارالبيضاء، تحت شعار : « ظاهرة المجموعات… الوفاء لنصف قرن من العطاء»
وبعد حفل الافتتاح المتميز بالروح الوطنية، الذي وثقته خشبة سينما الميراج بالحي المحمدي مساء الجمعة 12 غشت 2022، احتفاء بهذا المولود الجديد الذي انضاف للمشهد الثقافي والفني بالمقاطعة باعتبارها منارة للثقافة والإبداع والفن ، حسب تصريح رئيس المقاطعة ، الذي شكر في كلمته الافتتاحية بالمناسبة ايضا السلطات المحلية والأمنية والمثقفين والمبدعين والموظفين والإعلاميين على الدعم والمواكبة، والتي دعا من خلالها كذلك أن يكون هذا المهرجان تقليدا سنويا، وهو الأمر الذي أكده كذلك مدير المهرجان في كلمته خلال الحفل ، الذي شهد عروض فنية رائعة لكل من مجموعتي «ناس الغيوان» و»تكادة»، واستمتع الحضور فيها بعروض مسرحية ملحمية ميزتها روح الوطنية والتشبث بتقاليدنا واخلاقنا وثوابتنا، وكذلك مشاهد تراثية تؤرخ لفن المجموعات وللشعر والكلمة الراقية التي ميزت فن المجموعات عبر نصف قرن من الزمن، في سفر عبر فضاءات الحي المحمدي(رموز ترابية تاريخية) وشخصيات الحي المحمدي، في نوستالجيا تنم عن زمن جميل و راق عاشه أبناء الحي المحمدي ولطالما طمحوا الى استعادته واستمراريته للأجيال الحالية والمستقبلية .
اسدل الستار على فعاليات النسخة الأولى من المهرجان المجموعاتي، يوم الأحد 14 غشت 2022، بندوة « ظاهرة المجموعات من الرواد إلى الاستمرارية» بالخزانة البلدية للحي المحمدي ، وبسهرة رواد ظاهرة المجموعات بسينما الميراج بالموحدين، شارك فيها كل من : مجموعة مسناوة ، السهام ، تكادة ومجموعة لمشاهب؛ هذا علما انه وطيلة فترة المهرجان، عرف المركب الثقافي الحي المحمدي وسينما الميراج، تنظيم معرض ذاكرة المجموعات، والذي ظل مفتوحا في وجه الزوار من 12 إلى 14 غشت، للتعريف بالارث الثقافي والفني للمجموعات الغنائية التي تمثلها، ويؤرخ لمسيرة نصف قرن من الفن الذي انفردت به المجموعات سواء على مستوى الكلمة واللحن والايقاع والغناء أو اللباس والآلات الموسيقية، وذلك من خلال عرض: – قصاصات من جرائد ورقية (وطنية ودولية)، – أشرطة واسطوانات سمعية عن الظاهرة، – اقمصة والبسة اشتهر بها رواد المجموعات (مثل قميص المرحوم بوجميع وكذا المرحوم باكو)، – البوم يؤرخ للظاهرة منذ بداياتها إلى الان وتشمل (كتابات، صور، قصاصات، تدوين آراء، وارتسامات)، – الات موسيقية (مثل طامطام العربي باطما) ، – لوحات جدارية تسلط الضوء على المجموعات الموسيقية.
وللإشارة أيضا، فقد عرف برنامج المهرجان تنظيم سهرة خاصة بالمجموعات الاستمرارية للظاهرة، بنفس الرقي الذي انطلقت به فعاليات مهرجان الظاهرة الغيوانية، بمشاركة (أحفاد الغيوان ، مجموعة السلام، م الغيوانيات، م أهل الخلود ،م لرفاك، م افريكا سلم ، م مسناوة(ميلود و الحسين)، جمال الغيواني، م صرخة، م لولاف بوشعيب الغيواني، السوسدي)، لتقدم لجمهور المركب الثقافي بالحي المحمدي ، مساء يوم السبت 13 غشت 2022 ، طبقا أصيلا ومتنوعا من الفرجة والاحتفالية والايقاع الجميل والتفاعل الإيجابي عبر ترديد مقطوعات خالدة و اعادة أداء اغاني شهيرة، اكتسحت المشهد الغنائي المجموعاتي طيلة نصف قرن من الزمن.
وعن دواعي تنظيم هذا المهرجان، فإنه وحسب المنظمين، فالحي المحمدي ظل ولا يزال مهد الحركة الغيوانية التي أعطت هذا الزخم من المجموعات والتي تجاوزت الحي المحمدي لتعم جل مدن المغرب … بل وتغدت هذه المجموعات بجميع اللهجات المغربية من عربية و دارجة و أمازيغية وزيانية و حسانية، ناهيك أن الأغنية المجموعاتية حازت على جوائز عالمية، ويكفي فخرا ما حصل عليه المرحوم محمد السوسدي بالمهرجان العالمي للأغنية الملتزمة بروسيا، و ما تفوق خلاله المرحوم محمد اللوز في ملتقى الايقاعات بالهند. وباعتبار ان ظهور هذه الحركة في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان الحي يعج بالمجموعات و التي يذكر منها مجموعات ناس الغيوان، تكادة، لمشاهب، أهل الخلود، أهل الحضرة و لرفاك و لرصاد و العنادل و لعزاز و لوناسة و السويهي وأولاد الرما و لصياح و السهام و مسناوة والسلام و القائمة طويلة.. اليوم آن الآوان أن يوثق للتاريخ و يؤثت فضاء المهرجانات بمهرجان الحركة الغيوانية بالحي المحمدي، و آن الآوان كذلك ليكون للحي المحمدي مهرجانه لكي يرد الاعتبار لرواد الحركة، و ليبقى إرثا للأجيال المقبلة، ويهدى لروح كل من الفنانين : العربي بطمة، عبد الرحمان باكو ومحمد السعدي من ناس الغيوان.؛ – محمد بطمة، محمد السوسدي، ولمراني الشريف من لمشاهب؛- محمد أجدور، سالم مبارك، عبد الحق، محمد اللوز و مصطفى منافع وعمر دخوش من تكُدة؛ – مصطفى حمداني، مصطفى صادق و عبد الحيم الصفاح من لرفاك؛ – مصطفى بوركيع، مصطفى الخالدي، عبد الرحيم لعزيزي و بوشعيب لخويل من أهل الخلود، لكل هؤلاء و لعراب الحركة و مؤسسها وصاحب الفكرة و من بنى أول لبنة لهذا الصرح المثين المرحوم أحكور بوجمعة « بوجميع » الذي أسس ظاهرة عمرت لنصف قرن من الزمن و وصل صيتها العالم وتغنت بها الفرق الموسيقية العالمية. وللحي المحمدي المهد والمنبث ومنبع الحركة الغيوانية.


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 18/08/2022