إغلاق فرع المركز الجهوي للاستثمار بالجديدة يطرح علامات استفهام في صفوف المقاولين

يتواجد بمنطقة واعدة صناعيا واقتصاديا

 

 

تم إنشاء المراكز الجهوية للاستثمار سنة 2002 بهدف التدبير اللامتمركز للاستثمار وتبسيط المساطر الإدارية المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية، وإنشاء المقاولات، وتم إحداث فرع الجديدة التابع لجهة دكالة عبدة آنذاك. وعرفت المراكز الجهوية للاستثمار سنة 2019 إصلاحا مهما تزامنا مع دخول القانون 47-18 حيز التنفيذ، مما جعل من المركز الجهوي للاستثمار لجهة البيضاء سطات فاعلا أساسيا في مواكبة المقاولات، خاصة الصغرى منها.
واعتاد فرع المركز الجهوي للاستثمار بالجديدة، منذ إحداثه سنة 2002، تقديم خدمات مهمة بالنسبة إلى الراغبين في إنشاء مقاولات، إذ يكفي التوجه إلى الشباك الوحيد لوضع ملفات خلق المقاولات، تخفيفا من عبء التردد على الإدارة المركزية بالبيضاء، لكن قرار إغلاق ملحقة الجديدة، سيزيد من متاعب هؤلاء الشباب الراغبين في ولوج مجال الاستثمار.
وفوجئ سكان الجديدة بإغلاق فرع المركز الجهوي للاستثمار، بداية شهر يناير الماضي، بقرار الإغلاق دون الإفصاح عن الأسباب الكامنة وراء اتخاذه، وهو ما اعتبره العديد من المهتمين بالاستثمار قرارا مجحفا، سيما أن المركز الجهوي للاستثمار التابع لجهة البيضاء سطات، يتوفر على مركزين آخرين، واحد بسطات والثاني ببرشيد، لم يشملهما قرار الإغلاق. وتم إلحاق مدير الفرع الإقليمي بالجديدة، مهندس زراعي، بالوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي بالرباط، التي يرأسها العامل السابق لإقليم الجديدة، محمد أمين الكروج.
واندهش عدد من المتتبعين للمجال لقرار إغلاق المؤسسة الوحيدة، التي تعنى بشؤون الاستثمار بالجديدة، بعدما تم في وقت سابق إغلاق شباك سيدي بنور. وعبر أحدهم عن أسفه الشديد، معتبرا القرار ذاته مجانبا للصواب، إذ سيفوت على عدد كبير من المستثمرين فرصة ولوج المجال، خاصة الاستثمار المحلي والأجنبي، في ظل الإمكانيات الواعدة والدينامية الاقتصادية، التي يعرفها إقليم الجديدة بتوفره على منطقتين صناعيتين، بالجديدة والجرف الأصفر، في أفق إحداث الثالثة بالغديرة بالبئر الجديد.
ومعلوم أنه إثر عملية إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار سنة 2019، تم تقليص عدد الموظفين من العديد منها، إذ خضعوا لعملية تقييم الموارد البشرية من قبل مكتب دراسات، وهي العملية التي شملت كل المراكز على الصعيد الوطني، وتم تقليص عدد العاملين بالجديدة إلى ثلاثة أطر وبعض أعوان الإنعاش الوطني التابعين لعمالة الإقليم. وغادر إطار واحد المركز ذاته سنة 2022، ولم يتم تعويضه، مما جعل الملحقة تشتغل بإطارين اثنين، أحدهما يشغل مهمة رئيس الفرع رفقة موظفة برتبة مهندسة. وتفاجأ سكان المدينة، بمغادرة الرئيس نفسه الفرع الإقليمي لمركز الاستثمار نحو الوكالة الوطنية لتقنين زراعة القنب الهندي بالرباط، تمهيدا لإغلاقه نهائيا.
وانتقد عدد من الشباب المقاولين القرار نفسه، مؤكدين أنه لا يعقل أن تقوم السلطات المعنية بإغلاق مؤسسة تراهن عليها الدولة في تشجيع الاستثمار في القطاع الخاص في منطقة تشهد حركية كبيرة، بالنظر إلى الاستثمارات الكبرى في المنطقة الصناعية الجرف الأصفر، ناهيك عن مشاريع المكتب الشريف للفوسفاط، علما بأن البناية الحالية لمركز الجديدة تم تدشينها من قبل عاهل البلاد سنة 2012، وتم صرف أموال باهظة، من أجل تجديدها وتجهيزها.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 21/03/2024