إفطار رمضاني بنكهة التعايش الانساني بين الديانات

تعتبر أرض وسماء المغرب وهواؤها ونسيمها العليل…الزاخرة بكل الخيرات والبركات، وذلك عبر التاريخ الانساني أرضا للتعايش والتسامح والسلام والأمن والآمان، بين مختلف الديانات والثقافات.
حيث احتضنت مدينة الانوار والثقافات يوم الاحد26مارس2023 لقاءا حميميا عفويا وتلقائيا،حضرته شخصيات دينية للديانات السماوية الثلاث، وبحضور المستشار الملكي اندري ازولاي، بمعية شخصيات دبلوماسية وسياسية وثقافية،مائدة للإفطار بنكهة وبطعم تمغرابيت،وبتوابل الابتسامة والمحبةـ تحت انغام ووصلات الطرب الاندلسي المغربي، والتي شنفت واطربت اسماع الحضور، من خلال ما حركته من وجدان وهزته من عواطف وبعثثه من رسائل انسانية نبيلة،تفاعلوا معها بتلقائية وعفوية، مجسدين في ذلك اغلى وانبل صورة قائمة على التعايش المشترك والشعور الذي يوحد فيما بيهم، ينهلونه من السلطة الروحية لجلالة الملك محمد السادس،الضامنة والآمنة لكل اشكال الامن والكرامة، النابعة من الشخصية المغربية الغنية بروافدها الحضارية،لكل الذين يذبون ويمشون ويعيشون فوق بساط ارض المملكة المغربية من طنجة الى الكويرة، في سلام وامن واستقرار دائمين متلازمين، في تنوع وحداثة وعصرنة قائمة على احترام آداب الاختلاف الغنية بالقوة والانسجام بين مختلف الاديان، من اجل الانصات والحوار بين بعضنا بعضا في احترام وتقدير عز نظيره في هذا الكون، في رسالة من ارض المملكة على انها ارض التعايش والسلام،وفي جميع شهور السنة وخاصة في هذا الشهر حيث يتجدد العهد لترسيخ قيم التعايش المشترك بين الجميع، غنيا او فقيرا، صغيرا أو كبيرا، مسيحيا او يهوديا… لافرق بينهم الابالتقوى، وفق المنهج المغربي القائم والداعي الى التسامح ونبذ كل اشكال واساليب التفرقة والتعصب والكراهية والتطرف.
وخلال هذا الافطار الرمضاني تم القاء كلمات بالمناسبة من قبل ممثلي مختلف الديانات الثلاث ، والتي كانت كلها معبرة عما تتميز به ارض المملكة المغربية ، وتفتخر من سماحة ومشترك انساني غاية الجميع العمل على ترجمة وتجسيد منطوق وروح الخطب والتوجيهات الملكية السديدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس.
ان هذا الحدث المتمثل في الافطار الجماعي بين مختلف انباء المغرب من اطياف الديانات الثلاث، ليس وليد هاته اللحظة فقط ،بل انه ارث مغربي قديم قدم تاريخ الامة المغربية العابرة عبر هذا الزمن الانساني الممتد الى بداية تأسيس نظام الدولة في المغرب، فاليهود المغاربة كانوا جزءا لا يتجزأ من التركيبة الاجتماعية والديموغرافية للمغاربة يشاركون ويساهمون في كل الانشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، يشاركون في كل الاحتفالات والمواسم، يحضرون بطقوسهم وشعائرهم، والجنوب المغربي حافل بتراثهم وآثارهم بل تشكل جزءا لايتجزأ من الثقافة الشعبية المحلية ،ويمكن ان نستنطق هنا الثقافة الشعبية في تزنيت، وتارودانت، وطاطا، واقا، حيث الارث اليهودي المغربي حاضر بقوة ،في ثقافة وطقوس سكان هاته المنطقة، إذن فليس مفاجئا ان يستمر هذا الاشعاع والحضور الثقافي لكل الطوائف الدينية في عادتنا وطقوسنا وأغانينا وأعراسنا وما حفلة الافطار إلا علامة تذكرنا بوجوب استمرار هذا الرابط الانساني والثقافي .
ولذا فمن شيمنا الايجابية التي تقوي هذا الرابط هو هذا التسامح الانساني وهذا التعايش الثقافي والحضاري الذي يميزنا عن غيرنا من شعوب وأمم المنطقة.


الكاتب : محمد طمطم

  

بتاريخ : 31/03/2023