احتفاء خاص بمسار الرائدين خناثة بنونة وإبراهيم الخطيب

في إطار ثقافة الاعتراف، عرف برنامج المعرض الدولي للكتاب في دورته 28، موعدين احتفيا بمسار علمين من أعلام الأدب المغربي. فقد شهد أول أمس السبت 10يونيو، الاحتفاء بالأديبة خناثة بنونة في لقاء أدبي عنوانه «مسارات الأستاذة والأديبة والروائية خناثة بنونة.. مسيرة حياة من الإبداع الأدبي والعطاء الفكري»، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وتعد خناثة رائدة في الكتابة الروائية والقصصية، بعدما سطع نجمها الأدبي في فترة كانت لا تقبل بسهولة بزوغ وجوه نسائية في سماء الأدب والفكر عموما.
وبهذه المناسبة، قال الكاتب والناقد، نجيب العوفي، ضمن شهادة له في حق الأديبة المغربية: «خناثة هي جوهرة المشهد الأدبي المغربي»، مضيفا «لا أجد عنوانا رمزيا جامعا مانعا وافيا وشافيا يلخص مسيرتها الأدبية الحافلة مثل عنوان مجموعتها القصصية الرائدة (ليسقط الصمت)».
وتابع قائلا «لا تزال صيحة خناثة بنونة المبكرة الجريئة (ليسقط الصمت)، التي بصمت بها على مجموعتها القصصية الرائدة وأطلقت نفيرها في طلائع ستينيات القرن الفارط، سارية إلى يومنا هذا».
ومن خلال أعمالها وصيحاتها ومواقفها الكاسرة للصمت، سجل العوفي،» ظلت خناثة بنونة على فطرتها ومبادئها التي شبت عليها لا تحيد عنها قيد أنملة في زمن رمادي ومتقلب»، مبرزا أنه على امتداد مسيرتها الملحمية، كانت تكسر الصمت الملغوم على أكثر من واجهة وفي أكثر من حلبة؛ في حلبة الأدب وفي حلبة الحياة على السواء.
ولتحسيس الأجيال الجديدة بالأهمية الرمزية والتاريخية لهذه المبدعة الرائدة وفهم الملحمية النسوية التي اجترحتها، شدد الناقد على أنه «لابد من وضع خناثة بنونة في السياق الاجتماعي والثقافي الذي تحركت فيه وبزغ اسمها في معمعانه، وهو سياق ما بعد الاستقلال».
وأضاف العوفي أن خناثة رائدة للقصة القصيرة المغربية النسوية من خلال مجموعتها (ليسقط الصمت)، ورائدة للرواية النسوية المغربية من خلال روايتها (النار والاختيار)، التي حازت على الجائزة الأدبية الأولى بالمغرب، وقررتها وزارة التربية الوطنية للتعليم الثانوي»، مشيرا إلى أن خناثة قدمت هذه الرواية كهدية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولفلسطين دليلا على المكانة الخاصة التي تحظى بها هذه القضية في قلبها وإبداعها.
من جهتها، قالت خناثة بفخر واعتزازأن والدها «الحاج أحمد بنونة» كان يجلسها في حجره ويحكي لها ما سمعت أذناه من علماء القرويين، و»لعله بث في حب المعرفة دون أن يدري»، مضيفة أن «الزعيم علال الفاسي آمن بي أيضا واحتضن في تلك البذرة الخفية التي لم أكن أعلم بوجودها آنذاك ورعاها وراهن علي ولم يخب رهانه».
يذكر أن خناثة بنونة ولدت سنة 1940 في فاس، ولها العديد من الروايات والمجموعات القصصية، منها «النار والاختيار»، و»الغد والغضب»، و»ليسقط الصمت»، و»الصورة والصوت»، و»العاصفة»، و»الصمت الناطق». كما أسست سنة 1965 مجلة «الشروق»، التي تعتبر أول مجلة ثقافية نسائية في المغرب والثانية في العالم العربي.
محطة ثانية للاعتراف ، عرفها لقاء تكريم مسار الناقد والمترجم المغربي إبراهيم الخطيب. وهو اللقاء الذي احتفى بتجربة شهد هذا اللقاء تقديم والاحتفاء بتجربة إبراهيم الخطيب في النقد والترجمة والكتابة القصصية. تجربة ساهمت في إغناء الحقل النقدي والبحث الادبي
وقد شارك في هذا اللقاء الباحثان عبد المجيد النوسي وعبد النبي ذاكر .
ويعتبر الناقد والمترجم المغربي إبراهيم الخطيب صوتا متميزا في الساحة الأدبية والثقافية، من خلال حضوره المنتظم في المشهد الثقافي المغربي والعربي، ومن خلال منجزه الثر الذي لامس عديدا من أسئلة الفكر والأدب والتي تنوعت بين الإبداع والترجمة والنقد رغم أنها لا تعكس حقيقة كل ما كتبه الرجل، والذي بقي متفرقا بين المجلات الملاحق الثقافية في انتظار ضمه بين دفتي كتاب.
من بين أعماله الترجمية نذكر :»أسابيع الحديقة» لخوان غويتيصولو ، «البستان» لبول بولز «، «النقد والحقيقة» لبارت «الدنو من المعتصم» لبورخيس.وقد شكل إلمام الخطيب وإتقانه للغة الإسبانية في انفتاحه على المنجر الأدبي الإسباني ، بحق، بوابة كبرى لعبور هذا الأدب الى الساحة الأدبية المغربية والعربية.


بتاريخ : 12/06/2023