اختتام الدورة الـ 27 للمهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء المدير الفني يؤكد: الأهداف لم تتحقق فقط بالكامل بل فاقت ما كنا نتوقعه

أسدل الستار يوم السبت 27 نونبر الماضي عن فعاليات النسخة الـ 27 للمهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء الذي تنظمه كلية بنمسيك.
وقد تميزت هاته الدورة من المهرجان الذي نظم تحت شعار «جسد في انغماس»، بكونه جعل من الكبيك ضيف شرف هذا العام
وخلال تواصل الجريدة مع مجيد السداتي، المدير الفني للمهرجان، صرح هذا الأخير بأنهم كأعضاء إدارة، لم يكن يتوقعون حقيقة هذا النجاح الباهر الذي حققته هذه الدورة على كل المستويات. فعلى مستوى التنظيم، لاحظوا تحسنا كبيرا، رغم بعض الهفوات البسيطة، التي أعزوها لكون أغلب أعضاء اللجنة المنظمة مشكلة من الأساتذة، على قلتهم، والإداريين والطلبة.
كما أكد المدير الفني، على إثر سؤالنا عن مدى تحقيق الأهداف التي سطروا لها خلال الدورة ال27، بان الأهداف بالنسبة إليهم لم تتحقق فقط بالكامل بل فاقت ما كان يتوقعونه، إذ تميزت الفعاليات بحضور جماهيري واسع، جمهور تابع كل فقرات المهرجان، خاصة منهم الطلبة والفنانين الشباب، الذي حضروا في كل الورشات التي تجاوزت العدد المحدد.
وأضاف أنهم تفاجأوا بانضمام عدد وفير من الشركاء للمهرجان، وهذا دليل على أن التظاهرة أصبحت تحظى بثقة كل الفاعلين الثقافيين والفنيين.
واسترسل المدير الفني، مفسرا أنه، على مستوى التغطية الإعلامية، قد يستطيع الجزم بأن المهرجان لم يعرف في تاريخه كل هذا الاهتمام الكبير من قبل الصحافة المغربية والدولية، وفي هذا الصدد لم يفته أن ينوه بالعمل الذي قامت به سهام زوكاغ، المسؤولة عن التواصل، رفقة بعض الطلبة الذين أطرتهم، والتي كان لها دور كبير في هذا النجاح الباهر.
من جهة أخرى اعتبر السداتي أن تغيير التصور العام للمهرجان كان له تأثير فعال في هذا النجاح، فالتركيز على الكيبيك كان له أثر إيجابي، سواء من حيث الإبداعات التي قدمها الفنانات والفنانون، أو من حيث الشراكات والتعاون بين بعض هؤلاء الفنانين مع نظرائهم المغاربة، بحيث شهدت أنشطة الدورة ال27 من المهرجان، إبداعا مشتركا بين فرقة كولجام مع احلام المرسلي و لويس روبير بوشار، واتفق الطرفان على استمرار التعاون لتطوير هذا العرض، إذ ستكون إقامة فنية في المغرب ثم الكبيك في السنة المقبلة وبالمقابل فنفس الفرقة المغربية، ستكون ضيفا على فرقة Artificiel في مونتريال السنة المقبلة.
وهناك أيضا تعاون بين الشعراء المغاربة الشباب ومؤسسة ريزوم في الكيبيك.
وأصر السداتي على أن ينوه بالعرض الافتتاحي الرائع للمهرجان الذي يعد، هو الآخر، ثمرة، تعاون بين فرقة كولجام من المغرب وفرقة k.danse من فرنسا، وهو عرض من اقتراح المهرجان الدولي لفن الفيديو ودعم من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك والمعهد الفرنسي للدارالبيضاء وشركة الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات.
من بين اللحظات القوية للمهرجان هناك الملتقى الأول للفنون الرقمية الذي احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، والذي جمع عشر مؤسسات من الكيبيك وعشر مؤسسات من المغرب بالإضافة إلى عدة فنانين مغاربة، وكذا 6 مؤسسات من أروبا، وقد أسفر هذا اللقاء عن عدة شراكات بين كل الفاعلين..
ولم يفت المدير الفني للمهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء، أن يعرب، في ختام حديثنا عن متمنياته باستمرار التعاون بين كل هاته المؤسسات من أجل ترسيخ ثقافة الشراكة والتقاسم.
وللتذكير، فإن فعاليات الدورة 27 للمهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء، قد انطلقت يوم الثلاثاء 23 نونبر الماضي، سبقته، كما هي العادة، ندوة صحفية بفضاء المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، نظمت يوم الثلاثاء 9 نونبر وحضرها ثلة من الصحفيين الممثلين لعدة منابر إعلامية والمهتمين بالشأن الفني والثقافي، وأدار الندوة السيد رشيد الحضري الذي يشغل منصب نائب عميد كلية بنمسيك، نيابة عن عبد القادر كنكاي عميد الكلية، الذي غاب في هاته الدورة لأسباب مهنية تطلبت سفره للولايات المتحدة الأمريكية ، حسب مسير الجلسة التي ضمت كل من ممثلي كبيك والمدير الفني للمهرجان مجيد السداتي.
أما الافتتاح الرسمي للمهرجان، الذي توزعت أنشطته على عدة فضاءات من بينها:
كلية بنمسيك والمركز الثقافي الفرنسي… فقد شهدته ردهات إحدى قاعات مؤسسة الفنون الحية، وحضره عدد من المسؤولين من المغرب ومن خارج المغرب فضلا عن رئيس المهرجان وعمدة كلية بنمسيك السيد عبد القادر كنكاي والمدير الفني للمهرجان ماجد السداتي وممثل الكبيك بالرباط وغيرهم من الطلبة والشركاء والمهتمين بالشأن الثقافي والفني. كما احتضن مساء نفس اليوم فضاء المركب الثقافي الفرنسي، حفلا فنيا من أداء الفنانين أحلام المرسلي ووجدي كاكي، الذي أثار الحاضرين بروعته وتقنياته الفنية والرقمية، مما جعله يحصد تصفيقات جمة من طرف الحاضرين.
وخلال لقائنا، خصنا عبد القادر كنكاي بحديث حصري، وأكد أن هاته الدورة تعرف توجها خاصا للمهرجان، فاللجنة المنظمة بعد مرور 27 سنة، ارتأت أن تقف وقفة تفكير وتأمل لمستقبل هذا المهرجان على ضوء المستجدات التي يعرفها العالم في مجال العلوم الرقمية والتطورات الرقمية التي يعتبر المغرب من الدول الرائدة فيها ولهذا السبب تمت دعوة الكبيك كشريك أول للمهرجان لأنه كان حاضرا منذ بداياته، ولأنه ثانيا، يعد من الدول الرائدة في مجال العلوم الرقمية سواء داخل الجامعات أو في الممارسات الفنية والإبداعية بكل أنواعها، واسترسل قائلا أن إدارة المهرجان ارتأت، في إطار تأملها حول مستقبل المهرجان، التبئير أو ال»فوكوس»على دولة أو مدرسة أو اتجاه..معينين… وبالتالي قامت هاته السنة ببوأرة الفنانين والجامعيين والفاعلين الذين يشتغلون في المجال الرقمي فاستقبلت 40 كنديا كبيكيا من مختلف التوجهات: جامعين وفنانين وأكادميين والشباب والطلبة الدكاترة..، قصد أخذ الصورة الحقيقية لمختلف التيارات التي يعرفها المجال الرقمي في كندا الذي لا يختلف اختلافا كبيرا عن بعض المستجدات التي يعرفها المغرب. علاوة عن هذا، تمت إضافة مكون جديد لفعاليات المهرجان، هو مكون اللقاءات الفنية المهنية، الذي انضاف إلى المكونات الأخرى التي دأب المهرجان على الاهتمام بها ونتيجة هاته الإضافة استردف عميد كلية بنمسيك، مفسرا، هو تخصيص يوم من المهرجان لخلق اجتماع ما بين مجموعة من الكنديين الكيبيكيين والمغاربة المهتمين بالمجال الرقمي من أجل تبادل التجارب والخبرات والتفكير معا في مشاريع مشتركة وخلق إمكانيات الإنتاج المشترك.
بالنسبة لعبد القادر كنكاي، فإن هاته التظاهرة قطعت مرحلة من عمرها، لكن بينت عن نضجها ولم تقف على ما سارت عليه منذ سنوات، بالرغم من كون المرحلة السابقة التي هي مرحلة فن الفيديو عرفت أهمية كبرى حينها ، وأصر رئيس المهرجان على أن يشير بأنه فضلا عن كل ما سبق، فمن جهة أخرى إن الدارالبيضاء، التي يحمل المهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء اسمها، هي حقيقة شهيرة بكونها عاصمة إقتصادية، ولكنها هي أيضا عاصمة جامعية وعاصمة رقمية يعمل عدة مسؤولين بها على تنفيذ مشروع المدينة الذكية حيث تتواجد الجامعة الذكية وحاليا هناك المهرجان الذكي، الذي سيعطي الصورة الحقيقية لما وصل إليه المغرب في مجال الدراسات الافتراضية أو الرقمية وهذا له أهميته الكبرى.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 04/12/2021