اختلاسات مالية واختلالات إدارية في أربع وكالات للبنك الشعبي في الجديدة

يعيش مركز البنوك الشعبية الجديدة سيدي بنور وضعا شاذا واستثنائيا جراء الاختلالات المالية والإدارية التي يعرفها، فقبل سنة من الآن، عرفت وكالة «لالة زهرة» اختلاسات مالية كبيرة من طرف رئيسة الصندوق فاقت المليون درهم، وقبل أيام عرفت وكالة السلام نفس العملية التي اقترفتها أيادي مدير الوكالة قبل أن يغادر البلاد في اتجاه الفردوس الأوروبي، وكالة الأمل عرفت انتحار مديرها تحت الضغط دون أن يعلن عن أسبابه حيث قيل إنه تم تحت ضغط عائلي في الوقت الذي كان يعاني من ضغط العمل أيضا.
وإذا ما كانت الاختلاسات المالية قد تم حصرها في وكالتين فإن الاختلالات الإدارية مستمرة حيث وصلت حد إعفاء مدير مركز الأعمال الذي لم يمر على تعيينه أكثر من ثلاثة أشهر قادما إليه من إحدى وكالات الشمال تحت ذريعة اختلالات إدارية مع بعض من رجال الأعمال وأرباب المقاولات، وتؤكد مصادر عليمة أن الأمر لا يعدو أن يكون تصفية حسابات معه جراء رفضه المصادقة على بعض الملفات والتسهيلات المالية التي اعتادتها بعض الجهات مع الإدارات السابقة، وعلى عهد المدير السابق، في الوقت الذي تدعي جهات أخرى أن هناك شريط فيديو يتضمن هاته الاختلالات بينما لم تعلن لجنة التحقيق عن أي شيء، واكتفت بإحالة المدير على إجازة طويلة قبل أن تلحقه بالإدارة الجهوية في البيضاء.
ويسير مركز الأعمال اليوم من طرف مستخدمة حولته إلى جحيم في وجه المستخدمين وقسمتهم إلى مجموعات وشيع طمعا في مآل إدارته إليها.
ويستعد البنك الشعبي الجهوي اليوم لإغلاق وكالة مولاي إسماعيل، والتي كان اختيار مكان فتحها مجرد خطأ حالها حال وكالات أخرى جاءت في إطار الارتجالية التي سميت آنذاك تقريب البنك من المواطن، وما حدث لوكالة مولاي إسماعيل ستعرفه أيضا وكالتان في العالم القروي مصيرهما الإغلاق أيضا.
شغيلة البنك الشعبي تعيش على صفيح ساخن جراء الارتجالية في التعيينات إضافة إلى الاختلالات المالية والإدارية التي قادت اليوم إلى تسيير أربع وكالات دون مديرين يتحملون مسؤولية الإدارة البنكية التي تحتاج إلى مخاطب محنك لمثل هذه المؤسسات، وتقوم الاختلال المالي والإداري في الوقت الذي تبقى الإدارة الجهوية بالبيضاء المتحكمة في التعيينات المقترحة تتفرج على هذه الوضعية الشاذة.
فهل ستعمل الإدارة المركزية على سد هذا الفراغ وإسناد المسؤوليات إلى من هم أهل لها أم ستظل المحاباة وعوامل أخرى تتدخل في تقويم هذه الاختلالات ؟


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 01/09/2023