اسْتِشْبَاحَات

فِي عِزِّٱللَّيْل.
ٱلْبَارِحَة بِٱلتَّحْدِيد.
دَاهَمَنِي حُلْمٌ،
بَيْن ثَنَايَاه بَدَا لِي ٱلْعَالمُ كُلُّهُ
كَلِمَات..
رَكِبْتُ صَهْوَتَهَا فِي زَهْوٍ
مِثْلَ سِنْدِبَادٍ
كُنْتُ مُنْتَشِيًا لَمَّا طَافَتْ بِي ٱلْكَلِمَاتُ
عَلَی سَجَّادٍ مِنْ سَحَابٍ
فِي كَبِدِ ٱلأجْوَاءِ؛
وَسَفَّرَتْنِي
عَلَى هَيْرِ دَيْجُورٍ
يَمَّمَ بِي
شَطْرَغَجَرِيةٍ
خَالَتْنِي سِرًا
سَاحِراً؛
أَوْ رُبَّمَا ٱشْتَهَتْ
غَرِيباً فِيَ
لاَحَ لَهَا كَوَمْضٍ خُلَّبٍ
فِي تَضَاعِيفِ ظِلِّي ٱلْقُرْمُزِي؛
فَكَتَبْتُ لَهَا عَنْ حَيْنِي بُعَيْدَ
حِينْ
عَلَى سَوَالِفِ غَيْمِ ٱلسَّحَرِ
ٱلْحَزِينْ؛
عَسَانِي أطْلِعُهَا عَلَى ٱتِّقادِ شَجَنٍ
بَيْنَ جَوَانِحِي
وَحَنِينْ،
يَضْطَرِمُ
تَأْسِرُنِي،
تَجْتَاحُنِي
فِي شَكْلِ أطْيَافٍ مُحَمَّلَةٍ بِثِقْلِ كَلجَارَيْتُهَا عَلَی
مَضَضٍ
إِلَى أَنِ ٱزْوَرَّتْ عَنِّي بَقَايَا ٱلسُّحْبِ
وَنَضَبَ مِدَادُ رِيشَتِي،
وَأَرْهَقَنِي جَحِيمُ ٱلاِنْتِظَار
وَسْطَ قَوْمٍ أَلْفَيْتُهُمْ
ذَاهِلِينْ؛
وَمِنْ قيُودِ ٱلْأَغْلاَلِ
أَمْسَوْا فِي عِدَادِ ٱﻷحْيَاءِ ٱلْمَقْبُورِ
فَهَلْ لا يَزَالُ لِلْمَعْنَى
مَعْنًى
فِي خِضَمِّ ٱلأَدِيدِ
وَصَلِيلِ
ٱلْهُتَافَاتْ؟!
وَهَلْ يَاقَوْمِي لَايَزَالُ لِلْمَعْنَى
مَعْنًی
وَسَطَ ٱلْجَلَبَةِ
وَهُرَاءِ
ٱلصِّيَاحَات؟!..
تقَفَّيْتُ لِلْمَعْنَى
رَسْمًا
مَرَّةً..
وَمَرَّتَيْن..
تَقَفَّيْتُ لِلْمَعْنَى
أَثَرًا
مَرَّاتْ،
فلَمْ أَعْثُرسِوَى عَلَى لَغْوٍ
وَحَشْوٍ،
وَتُرَّهَاتْ،
وَلَمْ أقْبِضْ إِلاَّ عَلَى ٱلسَّفَاسِفِ
وَٱلْخُرَافَاتْ!!
فَهَل تَعَطَّلتْ يَاقَوْمُ بَوْصَلَتِي
أَوْٱنْعَطَبَتْ، فِي غَفْلةٍ مِنِّي،
أَفْهَامِي
بَيْنَ رُكَامَاتِ
ٱلْخِطَابَاتْ؟!
أَمْ يَا تُرَى شَرَدْتُ مِنْ حَسْرتِي
فِي أتُونِ
ٱلتَّفَاهَاتْ؟
لِيُخْبِرْنِي مِنْكُمْ أَصُيْحَابِي!
مَنْ صَنَعَ
مِنَ ٱللاَّمَعْنَى
مَعْنًى؛
أَوْمِنْ حُرْقَةِ ٱسْتِفْهَامَاتِي
دَلاَلاَتْ؟…
بِفَلاَةِ التَّيْهِ أَقَمْتُ لِي نُصْبًا
مِنْ كَثِيب ٱلْهِيْمِ،
وَتَحْتَ ٱلنُّصْبِ دَوَّنْتُ
عُنْوَانِي،
وَلَهْثَاناً وَقَّعْتُ بَصْمَةَ
مُرُورِي،
ثُمَّ أَنْشدْتُ قُدَّاسًا
يَرْثِي فَصِيلَةَ مَلْحُودِينْ
وَجِلُوا مِنَ
ٱلْفَزَّاعَاتْ؛
فَآلُوا تِبَاعاً إِلَى دُمًى
وَعَرَائِسَ
لِلْهُزْءِ مِنَ
ٱﻹِخْفَاقَاتْ،
وَلِلْغَيْرِغَدوْا بَعْدَ
ٱلاِنْكِسَارَاتِ
قِصَصًا
وَحِكَايَاتْ،
وَبِتَوَالِي ٱلرَّجَّاتِ
نُكَتًا
لِلتَّنَدُّرِ
وَأُضْحُوكَاتْ!!


الكاتب : شعر: ناصر السوسي

  

بتاريخ : 09/03/2020