افتتاح بسيط لأولمبياد طوكيو استحضر التميز الياباني

بعد جدل وترقب كبيرين، أعطيت مساء الجمعة الماضي، بالملعب الأولمبي بطوكيو، انطلاقة الألعاب الأولمبية، في دورتها 32، التي تحتضنها العاصمة اليابانية إلى غاية الثامن من شهر غشت المقبل.
وأعطى الإمبراطور الياباني، نارو هيتو، انطلاقة الألعاب، بحضور زعماء بعض الدول، يتقدمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزوجة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جيل بايدين، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، في غياب الجماهير، بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا.
وجاء حفل الافتتاح بسيطا للغاية، حيث حضره فقط حوالي 1000 شخص، معظمهم من رجال الإعلام الذين حجوا لتغطية هذا الحدث الرياضي الكبير، والذين انتشروا بمقاعد الملعب الأولمبي، الذي أعيد بناؤه ليتسع لـ 68 ألف متفرج.
وحرص المنظمون خلال حفل الافتتاح على تكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية، التي وقعت في شهر مارس من عام 2011، عقب زلزال مدمر قبالة الساحل الشمالي الشرقي، أعقبه تسونامي هائل أدى إلى تلويث المناطق المجاورة بالإشعاع.
وقال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إن إقامة ألعاب طوكيو هي بمثابة لحظة أمل، «مختلفة تماما عن تلك التي تخيلناها. لكن فلنعتز بهذه اللحظة لأننا هنا سويا».
وخاطب الألماني باخ الرياضيين بالقول: «لقد اضطررتم لمواجهة تحديات كبرى خلال مساركم الأولمبي (…) اختبرتم الكثير من الشكوك خلال الجائحة. لم تعرفوا إذا كان بمقدوركم رؤية مدربيكم في اليوم التالي». مضيفا «لقد عانيتم، ثابرتم، دون أن تستسلموا واليوم تحوّلون حلمكم الأولمبي إلى حقيقة. أنتم رياضيون أولمبيون حقيقيون. لقد ألهمتمونا داخل، اللجنة الأولمبية الدولية وكامل المجتمع الأولمبي. ألهمتمونا للقتال مثلكم، ولأجلكم، ولجعل هذه اللحظة ممكنة».
وأشار باخ إلى الحاجة إلى التضامن بين المجتمعات وعدم التمييز وتقديم المساعدة لبعضها.
وعكست فقرات الحفل عبقرية المجتمع الياباني، الذي يعطي أهمية كبيرة للعلم والعمل والاجتهاد أكثر من أجل تحقيق الأحلام والرهانات، استعملت فيها لغة الجسد من خلال لوحات تعبيرية جميلة، مصحوبة بمعزوفات تنهل من عمق التراث الياباني.
وكانت البعثة اليونانية أول من دخل أرضية الميدان لتتوالى بعدها باقي البعثات الأخرى تبعا للحروف الهجائية للغة اليابانية، ما جعل المغرب يأتي في أسفل القائمة، التي تذيلتها بعثة فرنسا، منظمة دورة باريس 2024.
وفاقت فترة الحفل أربع ساعات، وكانت طويلة على الوفود المشاركة، ولاسيما أولئك الذين مروا في البداية، الأمر الذي جعل الكثير منهم يستلقي فوق أرضية الميدان، في مشهد غاب فيه التباعد الجسدي، بسبب كثرة المتواجدين.
وفرضت جائحة كورونا تقليص عدد الحاضرين في حفل الافتتاح، الذي لم يكن مهيبا ومؤثرا مثلما كان في الدورات الأخيرة، حيث حدد عدد الحاضرين في 7500 فرد، اختاروا ارتداء زي يتلاءم مع الأعلام الوطنية والتقاليد المحلية.
وتبلغ كلفة الألعاب الأولمبية حوالي 15مليار دولار، بإضافة أزيد من مليارين ونصف بفعل تأجيل دورة طوكيو عاما كاملا بسبب وباء كورونا.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي- طوكيو