افتتاح معرض فني مشترك بعنوان «تناغميات الحروف» بالرباط

 

افتتح يوم الجمعة الماضي، المعرض الثنائي “تناغميات الحروف” للفنانين يوسف بالمهدي وعبد القادر كمال، بدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، في قاعة الباب الكبير بمدينة الرباط، ويقدم المعرض الذي يستمر حتى 15 أكتوبر الجاري، تجربتين مختلفتين للفن التشكيلي، ويحمل 30 عملًا للفنانين المتميزين.
المعرض يمثل حالة فنية خاصة تتآنس فيها خطى الفنانين يوسف بالمهدي وعبد القادر كمال، على طريق قراءة الواقع الآني بأبعاده الإنسانية الحالمة كل منهما بأسلوبه المميز وتفسيره الخاص للتواصل بين الفن التجريدي والخط العربي في لوحات رائعة أبهرت زوار المعرض، ليصبح العرض أكثر ثراءًا وتنوعًا، ويعكس غاية في التشويق والمتعة البصرية ويلهم المتتبعين.
معرض “تناغميات الحروف” عرف نجاحا كبيرا من حيث حجم الإقبال من فنانين ومثقفين ومهتمين بمجال التشكيل والخط العربي، بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني بالرباط وخارجها، جمع فيه الفنانين يوسف بالمهدي وعبد القادر كمال، تعبيرات جمالية متباينة، حددا أبعادها ومراميها الفنية في جعلها مشروع رؤية ذات اتجاهات متعددة بغرض صياغة مفاهيم جديدة بخصوص فن الحروفيات بالعالم العربي ليساير ركب التطور الحاصل على مستوى الحركية التشكيلية العالمية وذلك بجعل الحرف العربي أحد ركائزها توظيفا ودلالة وجعله أكثر رحابة وأكثر شساعة.
وقد شكّل الفنانان يوسف بالمهدي وعبد القادر كمال، ثنائيا فريدا في عالم الفن التشكيلي بالمغرب، قلّما نراه، حيث يتقاربان في توجهاتهما الفنية، كما أن كل ما يجمعهما أسهم بشكل كبير في تمتين هذه اللحمة وهو ما جسداه في معرضهما المشترك “تناغميات الحروف” وهي سمة علاقتهما، حيث يتفق الاثنان على حبهما للفن وتعبيرهما الفني.
وأكد الفنان يوسف بالمهدي بالمناسبة، على أهمية المعرض وتميزه سواء فيما يطرحه على المستوى الفني أو الإنساني، منوها إلى سعي “تناغميات الحروف” المتواصل لإثراء قاعة الباب الكبير والساحة الفنية المحلية والوطنية بتجاربنا الإبداعية، مع الحرص على تعريف الجمهور بأعمالنا وإبداعاتنا الفنية.
وأضاف يوسف بالمهدي: بدأنا مشوارنا الفني، ثم طور كل واحد منا من أعماله وفقا للمدرسة الفنية التي ينتمي لها، ويشير إلى أن الصداقة هي التي جمعته مع الفنان كمال في هذا المعرض وأن كل واحد منهما يكمل الآخر.
بدوره، قال الفنان عبد القادر كمال، في تصريح مماثل، إن المعرض يتصف بالودية والأخوية، مشيرا إلى أن مشاركات كثيرة جمعته بصديقه الفنان يوسف بالمهدي، في العديد من المعارض، ومنوها بأن الفن هو الرابط الذي جمعهما، كما أن هناك مشاريع مستقبلية ستجمع الفنانين.
جدير بالذكر أن الفنان يوسف بالمهدي، خريج المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، يتميز بأسلوبه المتميز واللانهائي للرسم التجريدي باستخدام تقنيات جريئة وحركات تعبيرية، حيث يقدم للجماهير تجربة بصرية مثيرة وغامرة، ويستخدم الفنان مبادئ الخط العربي الحديث لإنشاء أشكال ومنحنيات وخطوط تندمج بشكل سلس في التكوين التجريدي للوحة. تُستخدم الحروف العربية ليس فقط لنقل رسالة أو كتابة كلمات، بل كأشكال بصرية تثري العمل بأكمله.
بدوره يقدم الفنان العصامي عبد القادر كمال، الخط العربي الأصيل ببراعة فنية استثنائية. الأنماط المتدفقة والخطوط الزخرفية والحروف الرقيقة تتداخل لتشكيل تكوينات متوازنة وجمالية. تأخذ التكوينات التجريدية الليريكية المختارة بعناية لتروي القصة العميقة للخط العربي والعاطفة المنبثقة من كل سطر.
معرض “تناغميات الحروف” يتجاوز فيه الفنانان يوسف وكمال، الحدود الثقافية ويخلقان حوارا بصريا غنيا. وهي دعوة موجهة للجماهير للاستمتاع به وزيارته للإطلاع على أعمالهما والتواصل مع جوهر الفن بصفة عامة.


الكاتب : عبد المجيد رشيدي

  

بتاريخ : 05/10/2023