شرع عدد كبير من مهنيي الصحة بالقطاع العام على امتداد ربوع المملكة في تلقي الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19، انطلاقا من مساء الخميس، بعد أن أعطى الملك محمد السادس الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للتلقيح، بهدف محاصرة الجائحة الوبائية والقضاء عليها. وتوجّه مهنيو الصحة من أطباء وممرضين وتقنيين ومسؤولين من مختلف المواقع الصحية صوب القاعات التي تم تخصيصها لهذه الغاية بفضاءات المؤسسات والمرافق الصحية المختلفة، وشمّروا عن أذرعهم لتلقي الحقنة التي طال انتظارها والتي تشكل أملا لعودة الحياة إلى طبيعتها.
إقبال أكد عدد من المهنيين على أنه كان إيجابيا ومهما من طرف جنود الصف الأول الذين هم في مواجهة يومية مع الفيروس، حين تكفّلهم بالمرضى مما يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بالعدوى أكثر من غيرهم، في انتظار أن تتسع دائرة المستفيدين لتشمل باقي المهنيين من مختلف الأعمار.
وأكدت مصادر صحية لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه تم فتح مراكز التلقيح بشكل نسبي في وجه الفئات المعنية بالمرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، بالنظر إلى العدد المحصور للمستفيدين، الذين تم استقبالهم في فضاءات صحية ومؤسسات تعليمية، على أن يتم تشغيل كل المراكز خلال المراحل القادمة من الحملة التي ستعرف «انفتاحا» على شرائح أوسع من المعنيين بها.
بدورهم، توجّه أطباء القطاع الخاص وأطباء الأسنان والصيادلة صباح أمس الجمعة صوب مراكز التلقيح التي تم تخصيصها لهم لتلقي الجرعة الأولى من اللقاح، كما هو الحال بالنسبة لمدينة الدارالبيضاء، حيث تم استقبالهم بكلية الطب والصيدلة التي تم إعداد وتهيئة بهوها الداخلي لهذه الغاية حتى تمر العملية في أجواء جيدة.
مشهد شهده المركز الاستشفائي ابن رشد كذلك، الذي شرع بدوره في تلقيح مهنييه نفس اليوم، وهمّت العملية في مرحلة أولى حوالي 1250 مهنيا للصحة من كافة الفئات المصنفة ضمن خانة 40 سنة فما فوق، على أن تشمل في النهاية كافة المهنيين الذين يقدّر عددهم بحوالي 4500 مهني ومهنية. ووفقا لمصدر مسؤول، فقد تم تخصيص نقاط مختلفة للتلقيح في فضاءات المركز الاستشفائي الجامعي بشكل يسمح بتنقل سلس للمعنيين بالأمر، وذلك من خلال نقطتين بمستشفى الهاروشي للأطفال وإحداث أخريتين بمستشفى 20 غشت، إلى جانب تلك المخصصة بمستشفى ابن رشد وكذا بكلية طب الأسنان، ليصل عددها بذلك إلى 9 نقاط للتلقيح.