الأدوية المضادة للزكام تغيب عن الصيدليات والمرضى يئنون في بحثهم عنها  مع تمدد الموجة الثالثة من كوفيد وانتشار الأمراض الفيروسية الأخرى

 

اتسعت رقعة انتشار فيروس كوفيد 19 في الأيام القليلة الأخيرة، وأصبح عدد الحالات المسجلة يرتفع يوما عن يوم، إذ قفز من العشرات إلى المئات ليصل إلى الآلاف، وهو الوضع الذي من المرجح أن يستمر لأسابيع أخرى، وفقا لتأكيدات خبراء ومختصين. وضعية صحية عصيبة تمر منها بلادنا اليوم، لا ترتبط بالجائحة الوبائية فحسب وباستمرار انتشار المتحورين دلتا وأوميكرون فقط، بل ما زادها علّة تسجيل حالات متعددة لإصابات بالأنفلونزا، التي تختلف درجة حدّتها، باختلاف الأعمار والوضعية الصحية لكل مريض، إذ تتسبب هي الأخرى في انتكاسة واسعة لاسيما في صفوف المصابين بأمراض مزمنة والحوامل والرضع وكبار السن.
حالات مرضية دفعت العديد من المرضى إلى التوجه نحو المستشفيات أو صوب العيادات الخاصة من أجل القيام بفحوصات لتحديد طبيعة الطارئ الصحي الذي ألمّ بهم، إن كان متعلقا بكوفيد أو بالزكام، وتم تحرير وصفات طبية لهم تضم الأدوية التي يوصى باستعمالها طلبا للعلاج، لكن ليس كل المرضى وجدوا ضالّتهم الدوائية بسبب انقطاع العديد منها واختفائها من الصيدليات. وضعية خلقت حرجا واسعا للعديد من الصيادلة من أجل تلبية طلبات مرضاهم، الذين وجدوا أنفسهم يعانون الأمرّين من أجل تدبّر هذا الدواء أو ذاك، وحين توصد كل الأبواب يتم استبدالها بأخرى، قد يراها البعض قليلة الجودة، لكون تلك المطلوبة اختفت بدون سابق إشعار، خاصة منها التي توصف لعلاج أعراض الزكام من حمى وسيلان للأنف وسعال، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات كالفيتامين س والفيتامين دال والزنك وغيرها من الأدوية الأخرى.
وأكد مصدر صيدلاني، أن مسلسل انقطاع الأدوية بات يتكرر بشكل كبير ولم يعد يشكل استثناء، في غياب أجوبة منطقية، مبرزا أن هذا الانقطاع وخلافا لسنوات خلت لم يعد يشكل في كثير من الحالات موضوع إخبار أو إشعار، حتى يتسنى للصيادلة التنسيق مع الأطباء لوصف أدوية متوفرة فعلا. وشدّد المتحدث في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن بعض الأدوية لا يتجاوز عدد العلب التي يتم التوصل بها في اليوم علبة أو علبتين، وهو ما يشكّل تهديدا للصحة العامة، منبّها في نفس الوقت إلى بعض الممارسات غير السليمة من قبيل إقدام مواطنين على اقتناء أدوية بأعداد كبيرة ومن صيدليات مختلفة، بهدف وقائي، وهو ما يحرم مرضى يكونون في أمسّ الحاجة إليها.
مشهد باتت سيناريوهاته تتكرر أكثر من مرة خلال أوضاع صحية «طبيعية»، لكن الوضعية تزداد تفاقما وحدّة في ظل وضع وبائي كالذي يعرفه المغرب اليوم، ومع اتساع دائرة انتشار فيروس الكوفيد، حيث بات الحصول على العديد من الأدوية الخاصة بعلاج الفيروس أمرا مستعصيا، الأمر الذي يعمّق من آلام المرضى الذين يعانون من آلم وتبعات المرض ويتكبّدون المشاق وهم يبحثون عن الدواء، مع ما يعني ذلك من تنقل وتواصل مفتوح يتيح نقل العدوى للغير بكل بساطة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/01/2022