الإذاعة المدرسية وسيلة للتواصل الجماعي في بيئة المدرسة

 

احتفل المجتمع الدولي يوم 13 فبراير باليوم العالمي للإذاعة. والهدف من هذا الاحتفال الأممي هو تحسيس العموم بمكانة وأهمية وسائل الإعلام كسلطة رابعة ومنها الإذاعة.
وبالنسبة للتلاميذ فإن الإذاعة المدرسية وسيلة مهمة ومفيدة في بناء شخصيتهم وصقلها، وجعلها اجتماعية أكثر من خلال التواصل الجماعي بينهم وبين المدرسين داخل بيئة المدرسة. كما أن الإذاعة المدرسية تسمح للتلاميذ بالتعبير عن آرائهم وتعزز مهاراتهم وتجعلهم وأولياء أمورهم على صلة واطلاع دائم على مجريات الحياة المدرسية، كما توفر منتدى لمناقشة قضايا آنية تهم مجالات متعددة تعليمية واجتماعية ورياضية…كما تمكن الإذاعة المدرسية من إدماج التلاميذ في البيئة المدرسية وتساعدهم في خلق جو إيجابي داخل هذا الفضاء إضافة إلى إيجابيات متعددة منها بناء الثقة وتطوير فن التحدث والاستماع وتحسين معرفة القراءة والكتابة وتشجيع العمل الجماعي ومساعدة المدرسة على إكمال وإتمام التعلم والاستجابة للمنهج الذي تضعه وزارة التربية الوطنية.
وتعد الإذاعة المدرسية من بين القنوات الإعلامية المهمة في بيئة المدرسة إذا تم اختيار المادة المذاعة بدقة ومهارة، لفظا وعبارة وأسلوبا ومعنى، وإذا صاحب ذلك مؤثرات صوتية تعطي للمستمع شعورا بالاندماج والتفاعل والمشاركة.
لقد باتت الإذاعة المدرسية ضرورة تربوية وتعليمية ملحة. وهي مشروع تربوي ذو أهمية قصوى يعمل على تشجيع المواهب وصقلها وبث الحيوية في صفوف المتمدرسين وتعزيز مكتسباتهم وتنشيط الساحة المدرسية.
إن الإذاعة المدرسية تساعد التلاميذ الذين يعانون من اضطرابات مختلفة نفسية واجتماعية، كما تساهم في التخلص من الانطوائية والخجل وتشكيل شخصية التلميذ ومنحه الثقة بالنفس ومنحه حرية اختيار ما يطرحه ضمن السياسة العامة التربوية والمناسبات الوطنية والدولية التي تشغل بال العاملين في المجال التربوي.
إن الإذاعة المدرسية تمثل نشاطاعقليا ووجدانيا يعبر فيه التلميذ عن رغباته وآرائه ومواهبه. وعلى الإدارة التربوية ألا تمارس على التلاميذ القمع أو التدخل المؤدي إلى إلغاء شخصياتهم التي لابد لها أن تتشكل أولا وتصقل وترعى في بيئة تعليمية مناسبة، والتي هي حاضنة حقيقية للتلاميذ.
ولكي تكون الإذاعة المدرسية ناجحة ومحققة لأهدافها لابد من الحرص على الأمور الآتية: العدالة في مشاركة التلاميذ/التنوع في البرنامج الإذاعي /تشجيع التلاميذ على المشاركة.
إن الإذاعة المدرسية ينبغي ألا تكون حكرا على فئة خاصة من التلاميذ كالمتفوقين في التحصيل الدراسي بل ينبغي إشراك الجميع في البرنامج الإذاعي عبر خطة زمنية تكفل مشاركة الجميع بالتساوي على مدار الموسم الدراسي أو الفصل الدراسي دون نسيان ذوي الاحتياجات الخاصة أوالذين في وضعية صعبة.
وبخصوص التنوع في البرنامج الإذاعي فهو يعني تنويع المادة التي تقدم أمام التلاميذ في شكل إبداعات ومقالات وقصص وأغاني ومشاهد مسرحية إضافة إلى تنويع المواضيع.
كما ينبغي تشجيع التلاميذ، من خلال أساليب ووسائل متعددة، كالتكريم اليومي والمستمر لأفضل فقرة في البرنامج الإذاعي والإشادة والثناء بمجهود التلاميذ، الذين نفذوا البرنامج من خلال كلمة مقتضبة لمدرس أو لمدير المؤسسة.
وقد تلجأ الإدارة المدرسية أو جمعية الآباء إلى تخصيص جائزة لأفضل عرض يقدمه التلاميذ.
وحتى تؤدي الإذاعة المدرسية أهدافها وتكون عاملا لبناء شخصية التلميذ البناء التربوي والعقلي والسلوكي والوجداني السليم، لابد من الابتعاد عن الارتجالية والتنفيذ العشوائي لفقرات الإذاعة المدرسية وكأنها هم يجب علينا أن نتخلص منه لنتابع ما هو أهم.
إذن لابد من أن نثمن دور الإذاعة المدرسية ونحن نحتفل باليوم العالمي للإذاعة (13 فبراير) ونعتبرها وسيلة مفيدة لبناء الشخصية وليست مجرد روتين يومي وواحب حتمي ضمن مجموعة الواجبات المنزلية.
كما ينبغي وضع جدول محدد للإذاعة المدرسية بعناوين بارزة  تشد انتباه التلاميذ وتكليف مدرس متمكن ومجرب وقادر على تنظيم فقرات الإذاعة المدرسية وإجراء مسابقات بين الفصول الدراسية لاختيار أفضل قسم وتقديم جوائز تقديرية للمتميزين.
إن الإذاعة المدرسية الناجحة هي التي تقدم منتوجا مشوقا هادفا لتستطيع مجاراة السيل الجارف من الرسائل الإعلامية المشبوهة التي يتعرض إليها تلامذتنا.

باحث تربوي


بتاريخ : 17/02/2022