الاحتفاء بمقاومي السمارة والكثيري يقدم إعانات مالية لأسر المقاومة

أكد مصطفى الكثيري أن التمسك بالثوابت الدينية والوطنية كانا دائما عنصرين داعمين ومحفزين لأبناء إقليم السمارة المجاهد ضمن المسار النضالي الطويل ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني، إذ انخرطوا في صفوف جيش التحرير المغربي إلى جانب إخوانهم من المناطق الجنوبية كافة، فشكلوا نواة صلبة تشهد لها صرامة التنظيم السياسي وفاعلية الميدان العسكري وإنسانية الأعمال الاجتماعية التي امتازت بها كل أعمال جيش التحرير بالجنوب المغربي، فوجد فيها المستعمر ندا شرسا ومؤمنا بعدالة قضيته وهو الاستقلال التام ودحر الاستعمار وتحقيق الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب.


وشدد الكثيري في كلمته، خلال اليوم الثاني من برنامج تخليد الذكرى 46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية والذكرى 64 لمعركة الدشيرة، أن مجاهدي السمارة جسدوا بصدق قوة واستمرارية وعمق تمسكهم بالمقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وتشبثهم بالهوية المغربية وتعلقهم المتين بأهداب العرش العلوي المجيد ووفائهم لأصالتهم وثباتهم على المبدأ، مؤكدا أنهم عبروا في كل المحن والمحطات العصيبة عن تجندهم الدائم للذود عن حياض الوطن وحماية بيضته وصيانة حدوده، وانخراطهم الطوعي والتلقائي في طلائع صفوف جيش التحرير بالجنوب المغربي، وفي كافة أشكال المقاومة والنضال الوطني بحاضرة السمارة وباقي أرجاء الصحراء المغربية، في مواجهة قوات الاحتلال الأجنبي رغم قوة وتطور عدتها وعتادها، إذ كان سلاح المجاهدين من أهل الصحراء المغربية وباقي الملتحقين بهم من سائر ربوع المملكة، الإيمان بعدالة القضية الوطنية والتمسك بالشرعية والمشروعية التاريخية والتشبث بالدفاع عن الحق والحرية والكرامة.
وأضاف الكثيري «إنه لشرف موسوم على جبين أبناء الإقليم وإكليل يُتَوِّجُ مكانتهم الوازنة في ملاحم ومكارم المقاومة والمسار التحريري والنضال الوطني، وقد بدأ هذا المسار الحافل بالأمجاد منذ انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي ووصول وحداته إلى «أَطَّار» بموريتانيا ومعاركه المختلفة بها، ومنها معركة «وادي الصفا» و»الروضة»، تلك المعارك التي كان على إثرها هجوم استعماري واسع سمي عند الفرنسيين بإيكوفيونECOVILLON وعند الإسبان بعملية أوراغون ORAGON  بدأت في 10 فبراير 1958 بهدف تدمير جيش التحرير المغربي، حيث جندت فرنسا خمسة آلاف جندي وستمائة آلية وسبعين طائرة، وجندت إسبانيا تسعة آلاف جندي.
كل هذه القوات استهدفت أولا المقاطعة الثامنة بالسمارة، وتصدت لها هذه الأخيرة بقيادة المقاوم المرحوم ناضل الهاشمي وأسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء، كما تصدت لها المقاطعة التاسعة بقيادة المناضل صالح بنعسو. هذه الحملة التي دامت أربعة أشهر إلى تاريخ التوقيع على اتفاق استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل 1958، لتُتَوَّج هذه الملاحم بالفتح العبقري الذي تجسد في حدث المسيرة الخضراء التي كانت نموذجا يحتذى به، ويدرس في صفحات النضال المعاصرة، ثم جلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية يوم 28 فبراير 1976، هذا الحدث التاريخي الهام الذي نجتمع اليوم لتقليب صفحاته وتذكر رجاله ومدارسة حيثياته وتفاصيله والوقوف على نتائجه من أجل ترسيخه في نفوس الأجيال الناشئة من أجل بناء سليم للوطنية الحقة والصادقة ضدا على مناورات الخصوم للنيل من هذه الوحدة الثابتة التي يحق للمغاربة أن يفخروا بها ويتغنوا بأيامها وأمجادها جيلا بعد جيل».
وفي سياق متصل أعرب الدكتور مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عن اعتزازه وافتخاره وسروره بجعل الذكرى 46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية والذكرى 64 لمعركة الدشيرة، مناسبة لمواصلة سلسلة اللقاءات التكريمية التي دأبوا على تنظيمها في المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لاستحضار ما خلفه الآباء والأجداد من مواقف شجاعة وبطولية ودفاع مستميت عن حوزة الوطن وحياضه.
واعتبر الكثيري أن الاحتفال بهاتين الذكريين المجيدتين، تأكيد متجدد للوفاء الدائم لدماء الشهداء وتضحيات المقاومين والمناضلين، وهو احتفال رمزي يستحضر فيه مآثر شعبنا وأمجاده الناصعة، معتزين بالتاريخ النضالي وبذاكرتنا المجيدة، التي تنهل منها الأجيال المتلاحقة معاني التعلق بالوطن الأبي والولاء له دون سواه.
وإلى جانب التكريم المعنوي، وحرصا من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمعيشية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير خاصة الأسر الأكثر احتياجا في الظروف الاستثنائية التي تجتازها بلادنا مع جائحة كورونا كوفيد 19، عملت على تخصيص إعانات مالية بغلاف مالي إجمالي قدره 120.000.00 درهم، موزعة على النحو التالي: -(03)إعانات مالية على السكن بمبلغ إجمالي قدره 66.000.00 درهم؛ و-(06) إعانات مالية برسم واجب العزاء، بمبلغ إجمالي قدره 20.000.00 درهم؛-(31) إعانة مالية تتعلق بالإسعاف الاجتماعي، بمبلغ إجمالي قدره 31.000.00 درهم؛ ثم -(01) إعانة مالية على إحداث تعاونية، بمبلغ إجمالي قدره 3000.00 درهم.
وفي هذا الصدد، كرمت المندوبية السامية خلال الحفل التكريمي ثمانية من صفوة أبناء أرض السمارة الطيبة، التحقوا جلهم بالرفيق الأعلى، وهم المقاومون: عبد لخضر؛ السالك السيد؛ البلال البطل؛ الديد البخاري؛ لرباص المرى؛ اعبيدي الباه؛ سيدي الشيخ الادريسي، وإبراهيم العضمي.
وأردف الكثيري قائلا: «لقد أنعم الله على هذا الوطن برجال أفذاذ من أمثال هذه الصفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الذين نسعد بتكريمهم في هذه اللحظة ويستحقون منا الثناء والتقدير والإشادة لأنهم أبلوا البلاء الحسن في سبيل عزة هذا الوطن وقدموا المثال الحي والقدوة الحسنة للناشئة وللأجيال المتعاقبة في الاستمساك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك». واستحضر الكثيري لحظات قوية من تاريخ هؤلاء من رجالات الوطن الأبرار.


الكاتب : السمارة :الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 03/03/2022