البرلماني عبد الرحمان شناف نموذج القيادي النقابي والسياسي الاتحادي المدافع عن رجال ونساء التعليم

انتخب الراحل عبد الرحمان شناف نائبا برلمانيا بمجلس النواب،  في الانتخابات التشريعية لاقتراع 14 نوفمبر 1997 بدائرة «سباتة» التابعة لعمالة ابن مسيك سيدي عثمان  الدار البيضاء.
ازداد الراحل عبد الرحمان شناف سنة 1939 بمدينة فاس، كان عضوا بمجلس النواب، من مؤسسي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل.
وكان الراجل يعتبر قياديا نقابيا وقياديا حزبيا إذ انتخب خلال المؤتمر الوطني السادس عضوا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
الراحل شناف  مناضل وطني ونقابي متمرس وتضامني منذ ريعان شبابه، حمل بعد التحاقه بمهنة التدريس لواء الدفاع عن مصالح الأسرة التعليمية والذود عن كرامتها، لقد عرف التضامن الجامعي المغربي عبد الرحمان شناف منذ الستينيات مراسلا لمؤسسته الابتدائية سيدي عبد الكريم بآسفي، كما عرفه مناضلا على صعيد الدار البيضاء في ظروف عصيبة، هي سنوات الرصاص التي تميزت بالاعتقالات والنقل التعسفي والتوقيف والطرد، وقد نال المرحوم نصيبه من كل هذه الممارسات التعسفية، ولم يحل ذلك دون استمراره في دعم العمل التضامني وإرساء أسسه على قواعد متينة.
إن شناف من هؤلاء الرواد الذين كانوا يعملون في صمت وتواضع، تميز بين رفاقه بعمق حسه الاجتماعي وجمعه بين الاقتناع والالتزام والصدق والمسؤولية والمرونة التي لا تفرط في المبدأ، لم يتوقف شناف عن الدفاع عن كرامة أسرة التعليم والعمل على استعادة مكانتها الرمزية داخل المجتمع وانتزاع حقوقها المادية التي تم هدرها لفترة طويلة.
كان المرحوم في نشاطه يحسن الاستماع إلى مختلف الآراء ويحاول أن يوفق بينها في إطار من الاحترام المتبادل دون مزايدات أو حسابات ضيقة، وكان أحد المدافعين عن حرية التعبير و الرأي، معتبرا أن ضمان حق المعارض من موقع الأقلية يقوي رأي الأغلبية إن كان يصدر عن قناعة وصدق.
ولا شك أن أسرة التعليم ستذكر له ما قدمه من تضحيات في العديد من المحطات من أجل إصلاح أوضاع المدرسين والمدرسات، حيث يعتبر الفقيد، بعد أن تحمل المسؤولية على الصعيد الوطني، أحد مهندسي الاتفاقات التي أثمرت في الثمانينيات إخراج النظام الأساسي ومراجعة نظام التعويضات ثم التعديلات التي ألحقت بها في التسعينيات وتوقيعه على الاتفاق الملحق لتسوية أوضاع أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي ومساهماته البناءة في اللجنة الخاصة بإصلاح التعليم.
كان شناف مناضلا سياسيا ونقابيا وجمعويا، ولكنه لم يكن متعصبا ولا منغلقا ولا حلقيا، فقد كان منفتحا على كل التيارات والحساسيات، عمل باستمرار على وحدة الصف في التعليم في ظروف عصيبة مليئة بالصراعات والمؤامرات على هذه الوحدة، وبإيمانه واقتناعه بالعمل الوحدوي، وبوعيه المتقدم ونظرته الثاقبة للأفق بغاية إنجاز الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في تحقيق مصالح أسرة التعليم، عمل على إحكام التنسيق بين المكونات المؤطرة لأعضاء الهيئة التعليمية متمسكا بما هو جوهري ومتجاوزا إشكالات التاريخ وقضايا متعددة ليس أقلها الحسابات الضيقة.
بعد مرض مزمن انتقل عبد الرحمان شناف إلى دار البقاء عن  سن يناهز 66 سنة ودفن بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء.


الكاتب : عبد الحق الريحاني 

  

بتاريخ : 21/03/2024