الجزارون اليهود بالبيضاء تحت «مقدة» الاحتكار

فوجئ الجزارون اليهود المغاربة بالدارالبيضاء بقرار يمنعهم من الذبح في مجازر العاصمة الاقتصادية، هم الذين اعتادوا على الذبح بمجازر المدينة منذ عشرات السنين، أي قبل إقبار المجازر القديمة، إذ تم إبلاغهم بالتوجه إلى إحدى الشركات الخاصة بزاوية سيدي اسماعيل بإقليم الجديدة، وهي التي ستتكفل بذبائحهم التي يعرضونها في محلاتهم من الذبح إلى التوصيل، وهو ما اعتبروه حيفا واحتكارا خاصة أن رئيس الطائفة اليهودية أبلغ المسؤولين في المجازر بمنع الذبائح اليهودية ما لم يمنحها ترخيصا بذلك.
عمار، أحد الجزارين اليهود بالعاصمة الاقتصادية أوضح لنا في هذا الإطار، بأنه وزملاؤه يرثون هذه الحرفة أبا عن جد ولم يسبق أن صادفوا مثل هذا المشكل، إذ كانوا يذبحون ذبائحهم بمجازر المدينة وفق طقوس الديانة اليهودية، اعتمادا على حزان مرخص وله خبرة وعلى اطلاع بأدق تفاصيل طريقة الذبح اليهودية وأيضا يجيد تشخص باطن الذبيحة، حتى لا تكون مصابة بما يحرمها في ديانتهم، وفي أيام كورونا أقدمت الطائفة على إحضار حزان آخرين من فرنسا يؤدى لهم حتى تتوفر اللحوم للساكنة اليهودية، لكن قبل أشهر فوجؤوا بأن رئيس الطائفة أصبح يعتمد على فريق جديد، في ما يخص عملية الذبيحة بدل الفريق القديم، وأصبح هذا الفريق يضم حتى قضاة، وهنا ركز عمار على أن القانون يمنع على القضاة القيام بمهام غير تلك المنوطة بهم في المحاكم، مضيفا بأن هذا الفريق لا يتوفر على خبرة أو ديبلومات في المجال، كما يعتمد على حزانة من الخارج بدل الاعتماد على حزان من داخل الطائفة اليهودية المغربية، أكثر من هذا ففي الوقت الذي كان فيه الجزارون يقومون بالذبح مرتين في الأسبوع، أصبح الفريق الجديد يقوم بالذبح مرة في الشهر علما أن عدد اليهود يفوق 3000 نسمة، وأكد عمار أن رئيس الطائفة اجتمع بهم قبل شهر وأبلغهم بأن إحدى الشركات من زاوية سيدي اسماعيل هي التي ستتكفل بتوفير الذبائح لهم ومنها سيشترون، الأمر الذي لم يستسيغوه معتبرين بأن العملية هي احتكار واضح ولا إنصاف فيها لهم، لأنهم سيصبحون تحت رحمة الشركة التي ستصبح المستحوذ الوحيد على السوق، علما أن هناك فترات وسط السنة يحج فيها يهود العالم للمغرب وستصبح هذه الشركة هي المقصد الأوحد لهم، وهي المناسبات التي يروج فيها معظم الجزارين اليهود المتوزعين على جغرافيا المدن المغربية.
الجزارون اليهود بالدارالبيضاء، وحسب معطيات من المجازر، يذبحون ما لا يقل عن 40 رأسا من الغنم و30 رأسا من الأبقار كل أسبوع، وترتفع هذه الأعداد حسب المناسبات وتتضاعف في ثلاثة خلال الأعياد الكبرى وعند الزيارات التي يقوم بها يهود العالم للمغرب.
منذ أسبوعين خلت محلات الجزارين من أي لحوم حمراء رغم أن المناسبة مناسبة أعياد، فقبل يومين احتفل اليهود بعيد «بوريم»، وفي الأيام القادمة سيحتفلون بعيد «بيساح»، امتعاض الجزارين دفعهم للتساؤل عمن وراء هذه الشركة ومن سمح لها بكل هذا الاحتكار، وفي نفس الوقت يطلبون من المسؤولين التدخل لوقف الحيف الذي طالهم.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 18/03/2022