الجِنُّ يملأ القِدْرَ بالحصى

زَعَمَ الراهبُ
أن ثرى البلاد يُعْشِبُ
وأن الخيرَ غزيرٌ
لكن الجن يملأ القدور بالحصى
وأن الكلام الكثيرَ
مظنة وضلال وأسى.
عيناي إلى الداخل
وإصبعي في
خابية المَارِشَالْ مُوحا جارنا القديم
وأنفِ الزمن الأفْطَسِ،
أقلتَ الأفطسَ؟
والمنتفخَ –أيضا- كطابة مطاط.
إذًنْ،
سَوِّ من الزمن
لدائنَ رخوةً
وَغَيْسًا مسنونا
مثلما في يد الخزاف
ثم اعلك الهواء على مهل
وتشمم، في المنعطف،
أدخنة قادمة من
مِشْوَاةِ الكون.
ذلك أن السماءَ مغلقةٌ
والإفكَ مفتوحٌ
والعفونةَ معطَّرَةٌ.
ولا بأسَ من جوع لتقوية البَاهْ
فالوَطْءُ على الطَّوى
أعسلُ من العسل …
وعليه، وَبِهَا ونِعْمَتْ،
الحكمةُ عند سقراط
والحَكَّةُ عندنا:
(ما أسعدني أن أرى
كثرة الأشياءِ التي لا أحتاج لها)
والتفسير:
أنْ نضعَ حجراً من الصّوان
على البطنِ
ونحكمَ بالإبزيم الخناقَ
ونَسْتافَ ترابَ الأرض المتاحْ
وَنَدَعَ الأَلِبَّةَ
للماء والمرعى والسِّفاحْ !
فالجن ملأ القدور بالحصى.
اِقْرَعِ الصنوجَ وَغَنِّ:
-غِنى النفس كَاتَرْسِيسٌ وبقاءٌ
وغِنَى المال: (وسخ الدنيا)
إلى فناء.
أوْ إلى:
حيوانات معدنية مُبْهِرة
وَسَاتَانْ ولؤلؤ ومرجان
لا يهم: (التفكير صداع الرأس)
فأنت موعود بالحور والوِلْدان !.
على رقبتي
لن ينفع إلا الصحو.
اللسان سريعٌ
والسياسة – أحيانا – سيركٌ وبهلوان
الأرض وما عليها للجميع
والعدل على عكازين
أيها اليائسون:
ـ حَبّذا تَابُوتٌ
تُمَدَّدُ فيه الحقيقةُ
بعد قَطْع رجليها.
قريبا،
الحداثةُ،
تَعْتَمِرُ شاشيةً بأهداب،
تُزَغْردُ في أوراقنا
وفي
أحداقنا، سخريةُ الأغيار
وقهرُ الأزمنة.


الكاتب : محمد بودويك

  

بتاريخ : 29/10/2021