الخميسات فضاءات خضراء بين الندرة والإهمال

 

 

تتميز الخميسات كمدينة داخلية بطقسها الحار كلما حلّ فصل الصيف لكن مقابل هذه الحرارة المرتفعة وتأثيراتها المختلفة يستمر تسجيل خصاص كبير في الفضاءات الخضراء والأماكن الترفيهية، فالمتوفرة منها تعتبر غير مؤهلة وليست في مستوى استقبال ساكنة يفوق عددها 130 ألف نسمة حتى تتمكن من الترويح عن نفسها والاستمتاع بما يمكنها أن توفره هذه الفضاءات من تلطيف للجو يساعد على اتقاء شدة الحرارة.
ومن بين الأماكن الإيكولوجية الموجودة بحاضرة زمور وأهمها وأكبرها، هناك منتزه 3 مارس وغابة المقاومة. فالأول الذي رأى النور أواسط ثمانينيات القرن الماضي تغير حاله بشكل كبير وفقد الكثير من جماليته وبريقه حيث تقلصت مساحته بعد بناء بعض المرافق، وزالت الكثير من مكوناته كالبحيرة التي كانت تتوسط،ه والمشتل النباتي، وتقلص المساحة المخضرّة… مما يجعل الكثيرين يخشون من اندثار هذه الفضاء يوما وتحوله إلى مرفق إسمنتي؟
ثم هناك الفضاء الثاني ويتعلّق الأمر بغابة المقاومة التي تم الحديث عنها مرارا وعن تهيئتها وتأهيلها كفضاء تاريخي إيكولوجي ترفيهي رياضي وقيل في شأنها الكثير، إلا أن الملاحظ أن حالها يسوء مع مرور الوقت، فأشجارها التي تعود لزمن بعيد مهملة وتتساقط كأوراق الخريف مما يترك فراغات عارية، وأخرى تموت واقفة بفعل فقدانها لقشرتها مقابل غياب التخليف، باستثناء جزء يسير في جانب منها قبل بضع سنين. وتعيش هاته الغابة مشاكل أخرى أيضا من قبيل غياب التعشيب وزرع النباتات ووضع نقط ماء، بالمقابل يتم رمي الأتربة في جانبها الشرقي المحاذي لمجرى المياه العادمة التي تنبعث منها روائح كريهة، لتبقى بدلك غير مؤهلة لاستقبال مرتاديها.
وأمام هذه الوضعية غير السليمة بيئيا، يضطر المواطنون إلى البحث عن بدائل بضواحي المدينة كبحيرة ضاية الرومي نموذجا، وهناك من يتجه لهذا الغرض خارج المدينة بحثا عن متنفّسات، ومن لم يجد سبيلا لذلك يعيش محنة الصيف بحرارتها المرتفعة؟


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 13/07/2023