سبق أن تطرقت الجريدة في عددها ليوم الثلاثاء فاتح مارس 2022، لحادث اعتداء شنيع كان ضحيته المواطن «حفيظ موداي»، رجل مسن معاق ذهنيا، من ساكنة بلوك 9 الزنقة 165 عين الشق بالدارالبيضاء، وذلك بالفضاء الأخضر الكائن بجوار منزل أسرته، من طرف صاحب دراجة ثلاثية العجلات، والذي سلم نفسه للسلطات الأمنية بالمنطقة، بعد قيام الأخيرة بتحريات مكثفة، عقب توصلها بشكاية في الموضوع معززة بشهادة طبية تحدد مدة العجز في 21 يوما.
خطوة توقيف المتورط في حادث الاعتداء خلفت ارتياحا ملحوظا وسط السكان، «على أساس أن إعمال المساطر القانونية ذات الصلة ستنصف المعتدى عليه، المعروف بهدوئه وطيبوبته مع الصغار والكبار، لدرجة أن الجميع يناديه بـ «باحفيظ»، يقول بعض أبناء الحي، لافتين إلى أن» تدخلات طارئة بغاية نيل تنازل في الملف، حالت دون معاقبة المعتدى عليه، حيث تم تحرير تنازل دون اكتراث بالحالة الصحية للضحية، المعني الأول بالقرار، وتم تسليمه للنيابة العامة، ليتم الإفراج عن الموقوف، الموضوع تحت تدبير الحراسة النظرية».
ووفق المصادر ذاتها، فقد «شكلت هذه المستجدات مفاجأة غير منتظرة وسط الساكنة المتعاطفة مع الضحية، لدرجة أن فعاليات مدنية وحقوقية بالمنطقة قررت الدخول على خط «قضية باحفيظ« والتطوع لـ «الدفاع عن كرامته المهدورة» من خلال مراسلة النيابة العامة في أفق «تسليط الضوء على كافة الملابسات المحيطة بالتنازل المحرر لفائدة المعتدي، دون استحضار جسامة الآثار الجسدية والنفسية للاعتداء على الرجل المسن المعاق»، مذكرة بأن» العديد من التعديلات القانونية تمنع المساس بحقوق الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية، بشتى تمظهراتها، وتشدد، في الآن ذاته، على ضرورة حمايتهم من كافة أنواع الاعتداءات، مادية كانت أو معنوية».