الدكتورة سرين رزقي: تغيرات بنيتها وقياسات الرؤية تدعو لعرض الأطفال على الطبيب انطلاقا من سن 6 أشهر

« كسل العين» إشكال صحي يمكن تداركه ما بين 4 و 8 سنوات والفحوصات

المبكرة ضرورة لتصحيح العيوب البصرية

 

أكدت الدكتورة سرين رزقي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن العيون تعدّ من الأعضاء الحساسة في جسم الإنسان، خاصةً عند الأطفال، حيث تظهر عليهم أعراض مختلفة عند الإصابة ببعض الأمراض العينية. وأوضحت الاختصاصية في أمراض وجراحة العيون أن احمرار العينين يعتبر أحد أهم الأعراض الشائعة لدى الأطفال، حيث قد يعاني الطفل من احتقان الأوعية الدموية في العينين مما يؤدي إلى انتفاخها وظهورها باللون الأحمر، مشيرة إلى أن نزول الدموع المفرطة أو الحكة والتهيج في العينين يمكن أن يسبب أيضا مشاكل، ونفس الأمر بالنسبة في بعض الأحيان عندما تكون العيون منحرفة (الحَوَل)، أو حين تواجد بقعة بيضاء أو سوداء في العين، أو لما تكون لطفل حساسية من الضوء، حيث يمكن أن يشعر بصداع أو ألم في العين، وكذلك إذا تم فرك العين بشكل مستمر .
وأوضحت الاختصاصية في طب العيون أن كل هذه الأعراض تحضر بقوة عند الأطفال، لذلك ينبغي على الآباء والأمهات الانتباه لها، مبرزة أن هذه العيوب والمشاكل الصحية أصبحت شائعة، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وتعلّمهم. ودعت الدكتورة سرين إلى مراقبة صحة عيون الأطفال باستمرار من خلال الكشف المنتظم، والاستشارة مع أخصائي العيون في حالة وجود أي مشاكل أو عيوب في النظر، مشددة على أهمية الفحص الطبي لعيون الأطفال لأنه يساعد في الكشف عن أية مشاكل صحية مبكرا، وبالتالي تجنب المضاعفات والآثار الجانبية المستقبلية لها، مؤكدة في نفس الوقت على أن هاته الخطوة تساعد في تحسين جودة الحياة للأطفال، حيث يساهم في تصحيح العيوب البصرية وتحسين الرؤية والقدرة على التعلم والاندماج في البيئة المحيطة بهم.
وأكدت طبيبة العيون في حديثها لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الآباء والأمهات يتساءلون عادة عن السن المثالي الذي يجب أن يتم فيه إجراء الفحوصات الطبية لأطفالهم، مبرزة في ردّها على أنه لا يوجد سن محدد، موضحة بأن الأطباء يستقبلون الأطفال من مختلف الأعمار بغض النظر عن سنهم، لذلك لابد للآباء أن ينتبهوا لأبنائهم إذا كانت هناك أعراض، كما هو الحال بالنسبة لتدمع عين الطفل أو حين التعثر أثناء مشيه، أو الرمش منذ الولادة، أو إذا أصبح الطفل يشتكي من الألم في الرأس، مشيرة إلى أنها كلها حالات عندما يكون فيها الفحص تابع لمجموعة من الأسباب. وأوضحت الدكتورة سرين أنه في بعض الحالات المرتبطة بما هو وراثي، كوجود حالات الإصابة بالقصر البصري في العائلة، فغنه من الضروري أن يخضع الأطفال لفحص طبي انطلاقا من سن 3 سنوات فما فوق، مضيفة أن من المهم جدا إجراء فحص طبي موسمي للأطفال كل 6 أشهر، لأن عين الطفل غير مكتملة التطور، وبالتالي فهو يشهد تغييرات كثيرة في بنية العين وقياسات الرؤية.
وشددت الأخصائية في أمراض وجراحة العيون على ضرورة توفير العناية اللازمة والحرص على الكشف الدوري على صحة العيون، لتجنب المضاعفات التي يمكن أن تقع في تطورها، ولتشخيص ومعالجة أية مشاكل أو تحديات قد تقع في وقت مبكر، وبالتالي تصحيح النظر وتحسين صحة العين بشكل عام ، مبرزة أن أطباء عيون الأطفال يخافون من كسل العين ( الطفل تكون أحد أعينه ضعيفة )، لافتة الانتباه إلى أنه غالبا ما يقف المعلّمون على عيوب الإبصار التي يعاني منها الأطفال خلال الفصل الدراسي، لكن في بعض الحالات قد لا يلاحظون وجود هذه المشكلات إلا حين إجراء فحص طبي، مشيرة إلى أنه يتم عادة تدارك حالات كسل العين عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات من خلال ترويض العين، حيث يكون هذا العمر هو الأمثل لتحقيق أفضل النتائج، أما بالنسبة للأطفال الذين تجاوزوا سن الـ 12 عاما، فإن الترويض غالبً لا يعطي النتائج المرجوة، وهو ما يستدعي الانتباه والتدخل بشكل مبكر من أجل علاج فعّال.

(*) صحفية متدربة


الكاتب : مريم خدو (*)

  

بتاريخ : 07/06/2023