الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: بوشويكة أكثر خطورة عند غير الملقحين من الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة وعند كبار السن

طفوح جلدية تجتاح أجساد تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية تقلق الأمهات والآباء

 

 

وقف عدد من الأطباء المختصين في طب الأطفال، خلال الأسبوعين الأخيرين، على ارتفاع حالات إصابة مجموعة من التلاميذ بمؤسسات تعليمية في مختلف مدن المملكة بطفوح جلدية، الأمر الذي خلق موجة من القلق بل وحتى الهلع في صفوف العديد من الأمهات والآباء. وأكد أطباء لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن تفشي الطفوح الجلدية في القسم الواحد جعل الكثير من أولياء أمور الأطفال يصطحبونهم للعيادات لمعرفة السبب وتشخيص طبيعة المرض والبحث عن العلاج، خاصة وأن منهم من كان يهاب أن يكون للأمر علاقة بمرض جدري القردة.
وتعليقا على هذا الأمر، نفى الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، في تصريح هاتفي للجريدة، أن يكون لهذه الإصابات أي علاقة بمرض جدري القردة، مشددا على أن بعض الحالات كان مصدرها الإصابة بمرض جذري الماء أو ما يعرف بـ «بوشويكة»، هذا المرض الذي يؤدي إلى ظهور طفح جلدي وبتور مع حكّة، مؤكدا أن بعض الحالات كانت مصحوبة بارتفاع طفيف في درجات الحرارة. وأبرز الخبير الصحي في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» بخصوص ما تم تسجيله في صفوف مجموعة من التلاميذ بعدد من المؤسسات التعليمية، أن هناك حالات أخرى للإصابة بطفوح جلدية هي عبارة عن حساسيات معيّنة، سببها بعض النباتات أو الحشرات، أو بعض المواد الاستهلاكية، خاصة على مستوى الفواكه، إضافة إلى حالات «بوشويكة» التي ظهرت بكثرة عند أطفال لم يحصلوا على التلقيح الضروري، الذي هو عبارة عن جرعتين يتم أخذ الأولى ثم الثانية بعد شهر من ذلك، مشددا على أن هذا التلقيح يحمي بنسبة 98 في المئة، وبالتالي حتى لو أصيب الطفل بالمرض فإنه يكون خفيفا جدا، خلافا لمن يعانون من ضعف المناعة ولكبار السن غير الملقّحين الذي يكون وقعه صعبا عليهم.
وشدّد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه للجريدة على أنه لا علاقة مرضية توجد بين الحالات المذكورة وبين جدري القردة، مشيدا بالمجهودات التي تبذلها مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في التعامل مع الوضع والحالات المشكوك في إصابتها بالداء، مبرزا أن الحالات المذكورة استفادت من الاختبار بـ «بي سي إر»، وتبين خلوها من المرض. ودعا الدكتور عفيف إلى طمأنة آباء وأمهات الأطفال وإلى عرض أطفالهم المصابين على الأطباء بالمستشفيات والعيادات على حدّ سواء، من أجل تشخيص وضعيتهم ووصف الدواء المناسب لكل حالة، وتفادي كل أشكال القلق التي يمكن أن تتفشّى وتتسبب في موجة خوف غير مبرّرة.
هذا ويشدد عدد من المختصين على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية للحماية من بعض الفيروسات التي عادت للانتشار مؤخرا ذات الصلة بالأنفلونزا، والتي تظهر آثارها على مستوى الحلق وتتطور إلى سعال وارتفاع في درجات الحرارة، مشددين في نفس الوقت على الابتعاد عن أشعة الشمس حين تكون عمودية، والحرص على شرب المياه، والأكل المتوازن الذي يجمع بين الخضروات والبروتينات والفواكه، بالنظر إلى أنه في الصيف يقلّ إقبال الكثيرين على الماء وينصرفون للوجبات السريعة أكثر.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/06/2022