الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: خطورة متحورات كورونا تكمن في سرعة انتشارها لا في ضراوتها

الوضع الوبائي يتطلب النضج والمسؤولية لتفادي مآسي صحية واجتماعية واقتصادية

 

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن خطورة متحورات كوفيد 19 تكمن في سرعة انتشارها لا في ضراوتها، مشددا على أن عدم التقيد بالتدابير الاحترازية الضرورية يسهّل انتشارها الواسع فتصيب فئات عمرية عديدة، من بينها الأشخاص المتقدمون في السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، الذين يكون وقع العدوى عليهم قويا، مما قد يفرض على الكثيرين ولوج مصالح الإنعاش والعناية المركزة، وهو الولوج الذي يبقى مفتوحا على كافة الاحتمالات.
وأوضح الخبير الصحي أن المتحور الصيني، ووفقا للمعلومات المتوفرة، يتسبب في إصابة ما بين 10 و18 شخصا بالعدوى خلافا لكل المتحورات السابقة، مما يعكس صعوبة الوضع الذي يجب التعامل معه بكل مسؤولية، مضيفا أن الاختبارات التي تتم اليوم حين اكتشاف أية حالة للإصابة بالفيروس تنصب على البحث عن طبيعته ونوعية المتحور لتحديد طبيعة التعامل معه، وهي نفس المسطرة التي تتم في بلادنا، إذ يتم تحليل 10 في المئة من الحالات المؤكدة لتحديد نوع الفيروس.
وشدّد عضو اللجنة العلمية الخاصة باللقاح ضد كوفيد 19 على أن بلادنا استطاعت بفضل التدابير والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها، تبعا للتعليمات الملكية السامية، منذ ظهور الفيروس في صيغته الأولى في يوهان، تفادي تسجيل سيناريوهات قاتمة عاشتها العديد من الدول، مبرزا أن حصيلة الوفيات تظل قليلة مقارنة مع حجم الخسائر البشرية التي تسببت فيها الجائحة الوبائية عبر العالم.
وأوضح الخبير الصحي أنه لا يجب تناسي أن المغرب فقد حوالي 100 إطار صحي من أطباء وممرضين وتقنيين للصحة، إلى جانب دخول مهنيين للصحة في وضعية احتراق نفسي بتبعات وخيمة عضوية ونفسية، فضلا عن وفيات أطر وكفاءات في مختلف المجالات ومواطنين على امتداد ربوع المملكة، وهو ما يجب استحضاره، شأنه في ذلك شأنه الآثار الصعبة التي خلّفتها الجائحة صحيا واقتصاديا واجتماعيا، لأنه لا يمكن التعامل مع الوضع الذي يعرفه العالم اليوم، وتعرفه الصين تحديدا، بنوع من التهاون والتبخيس أو بالاعتماد على مقاربات رقمية، قد يكون لها ما بعدها.
وأكد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن قرار السلطات بتعليق دخول الأشخاص القادمين من الصين إلى أرض الوطن جد صائب في الظرفية الحالية التي تتسم بنوع من الغموض، مشددا على أن المغرب يعيش المراحل الأخيرة من الموجة الخامسة في الوقت الذي عرفت فيه مجموعة من الدول ثماني وتسع وعشر موجات، وهذا ما يبين نجاعة التدابير الاحترازية التي اعتمدتها بلادنا، وهو ما يجب المضي في اعتماده قدما تلافيا لأية انتكاسة إلى حين مرور هذه الفترة العصيبة بأقل الخسائر، وضمان استمرار الحياة بشكل شبه طبيعي كما عشناها خلال الأشهر الأخيرة والتي أحيت الأمل في القلوب والنفوس.
ونبّه الدكتور عفيف إلى أنه يجب وبشكل مسؤول وملتزم استكمال البرنامج التلقيحي ضد الكوفيد بالجرعات كاملة، والتلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية بالنسبة للمسنين والمصابين بأمراض مزمنة والحوامل، ومواصلة الوضع السليم للكمامات وتعقيم الأيادي، إلى جانب تهوية الفضاءات المغلقة وتفادي كل ما يمكن أن يسهّل انتقال الفيروسات ويؤدي إلى انتشار العدوى بشكل واسع. وشدّد المتحدث على أن الوقاية طوق نجاة أساسي لتفادي المرض ومضاعفاته وضمان عدم تكرار مآسي سابقة عاشتها العديد من الدول، وهو ما يتطلب التعامل بنضج وبرجاحة عقل وتبصر بعيدا عن كل أشكال التسرع والتبخيس.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/01/2023