الدورة الثانية لملتقى المعتمد الدولي للشعر بمراكش «حوار الثقافات لشعراء من خمس قارات»

لحظة شعرية بمسيم كوني، احتضنها فضاء بيت المعتمد بن عباد بأغمات، ضمن احتفاء دار الشعر بمراكش بمرور سبع سنوات على تأسيسها. شعراء ينتمون الى خمس قارات جاؤوا من 26 بلدا ليلتقوا في فضاء الدار، دار الشعر والشعراء، والتي ازدانت بها الأيقونة الكونية مراكش، ذات خريف 2017، ضمن بروتوكول تعاون وتعزيزا للتعاون الثقافي المشترك بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، وامتدادا لمبادرة خلاقة لتأسيس بيوت الشعر العربية. هذا الحدث الثقافي والشعري المتفرد، والذي عرف مشاركة 23 شاعرا وشاعرة، ومدراء لمهرجانات شعرية دولية ضمن تنسيق مع (وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، منتدى المرأة الصحراوية، تنمية وديمقراطية في العيون، مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي، بيت الصحافة بطنجة)، وضمن تظاهرة “حوار الثقافات لشعراء من خمس قارات”.
التقى شعراء وشاعرات من خمس قارات في “بيت المعتمد” قرب “سكن الملك الضليل” وهو يرقد قرب قصائده في أغمات. وحرصت دار الشعر بمراكش أن تشارك أجيال من الشعر المغربي، ضمن فعاليات الدورة الثانية لملتقى المعتمد الدولي للشعر، الى جانب لفيف من الشعراء والشاعرات المرموقين على الصعيد العالمي.
في هذا السياق ،أكد الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش في انطلاق فعاليات هذه التظاهرة، “أن فكرة “ملتقى المعتمد الدولي للشعر”، والذي سبق للدار أن نظمت دورته الأولى السنة الماضية، تأتي في سياق نسج علاقات التعاون الثقافي بين مهرجانات وملتقيات شعرية عربية ودولية، ضمن الحاجة الماسة اليوم الى تمثل قيم الشعر الداعية للمحبة والتعايش .
ويأتي تنظيم فعاليات الدورة الثانية لملتقى المعتمد الدولي للشعر، ضمن تنسيق مشترك مع العديد من المؤسسة الثقافية المغربية، ضمن سياق تظاهرة “حوار الثقافات لشعراء من خمس قارات”، وهي التظاهرة التي حطت الرحال بمدن (العيون وأسفي وطنجة والرباط ومراكش).وشھد فضاء بيت المعتمد، اليوم الأول من الفعاليات، تنظيم الجلسة الشعرية الأولى والموسومة ب “الشاعر ومترجمه”، والتقى الشعراء بمختلف ألسنهم وثقافاتهم ومرجعياتهم في “الدار” دار الشعر والشعراء بمراكش. فيما تواصلت الفعاليات، اليوم الثاني الأحد 28 أبريل، إذ احتضن فضاء بيت المعتمد باغمات، ھذا الفضاء الذي يديره الفنان فوزي البصري وكانت الدار سباقة الى تنظيم أمسية شعرية لحظة افتتاحه، منتدى ملتقى المعتمد في دورته الثانية والذي خصص موضوعه ل “منافي الشاعر .. الاقامة في القصيدة”. وعرفت هذه الجلسة العلمية، والتي أشرف على تأطيرھا الناقد الدكتور عبداللطيف السخيري، تقديم مداخلات لثلة من الشعراء والباحثين ينتمون للقارات الخمس. منتدى “منافي الشاعر، وإقامة القصيدة”، انطلق بعتبة أساسية، إذ “كتبت السيدة دي ستايل: “أحيانًا يكون المنفى، بالنسبة لشخصيات مفعمة بالحيوية والإحساس، مُعاناةً أشدَّ قسوةً من الموت”..
واختتمت الجلسة الشعرية الثانية، “شعراء بيننا”، فعاليات الدورة الثانية للملتقى، وتناوب على “تقاسم” لحظة الشعر الشعراء والشاعرات حيث الشاعرة الفيتنامية كيو بيش من “أشكال الماء”، إذ “من السهولة أن تسبح في النهر/ من الصعب أن تبحر في المحيط / من/ القسوة أن تتجمد/ عال جدا أن تطير في الغيمة/ عميقا جدا أن تظل في اليابسة…/الماء…/ الحكمة/ عش حياتك كالماء..”. أما الشاعرة الأزدريبدجانية نيغار أريف، قتساءلت “أمي، ماذا أستطيع أن أقول؟/ لا تقلقي،/ كل شيء سيكون على ما يرام./ الأمل هناك،/ ينسدل الى تخوم المدينة..”
الشاعر خوليو بافانيتي، من الأوروغواي يرى نفسه “كاتبا خجولا يسير بين أبياته” وهو “الظل القديم الذي يجمع كل ظلاله القديمة”، أما الشاعر الدومينيكي توماس موديستو كالان فيرسم الصورة المنجرحة اليوم، حيث يصرخ “مذنبون أننا ولدنا في غزة”: “غزة اليوم هي مقبرة الأشقاء/ من بقايا الحضارة الغربية/ فقط موتٌ وشيك أو صحراء تحررنا””. الشاعر البلغاري بيتر تشوهوف أهدى بطاقة حب، قصيرة وهي تعتمد التكثيف، حين قال: “أجملُ قصائدي/ لم أكتبْها./ فضّلت عليها / النظرَ إليك..”.