الديفا سميرة سعيد تواصل التجديد من خلال «كرباج » وتصرح للاتحاد الاشتراكي

الأغنية غزلية وفكرتها مبهجة، وتعاملي مع طارق مدكور يأتي

بعد عشرين سنة عن «يوم ورا يوم »

 

أطلقت الديفا سميرة سعيد عملها الفني الجديد بعنوان “كرباج” .
الأغنية من كلمات وألحان عزيز الشافعي وتوزيع طارق مدكور .
في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، قالت سميرة سعيد ، إن الأغنية غزلية وفكرتها مبهجة ، كما شكلت عودة جديدة للتعامل مع الموزع طارق مدكور ،الذي لم يتم التعامل بيننا منذ عشرين سنة ،أي منذ أغنية ” يوم ورا يوم ” مضيفة في ذات التصريح أن أغنية “كرباج” تجمع مابين الهارد روك وإيقاع المقسوم، وهي وصفية حيث تصف الأغنية العلاقة التي تجمع بين شخصين ،وتأثير نظرة العين على القلب، ومن شان ذلك أن يغير المزاج إلى الأفضل ،كما تتغير الأحاسيس إلى الأحسن بسبب مايميز به الطرف الثاني من مواصفات نبيلة كما يشرح ذلك موضوع الأغنية ويعددها تقول الأغنية:
خد قلبي مرة واحدة
فرصة وإنتهاز
هو اللي فاز
الشوق بيكبر كل ساعة
صعب جدا يا جماعة
أنا في غرامه دبت فعلا مش إشاعة
وفين ألاقي زيك إنت تاني
مستحيل ده مستحيل
قتيل قلبي قتيل
الحب دا مالوش بديل ولا مثيل
الموزع الموسيقى طارق مدكور ،كشف عن جوانب من كواليس هذا التعامل مع الديفا سميرة سعيد ،مؤكدا أنه كان على تواصل دائم مع النجمة سميرة سعيد خلال الـ20 عاما الماضية، وحاولنا يقول ، أن نجد أغنية جديدة مشتركة بفكرة مختلفة، ولكن لم نصل إلى نتيجة، قبل أن أجلس صدفة مع الملحن عزيز الشافعى، وقلت له أريد أغنية جديدة ومختلفة، فأسمعنى أغنية “كرباج” من كلماته وألحانه ،حيث لاحظت أن الأغنية ذات موضوع جديد ومغاير، وبعدما سمعت كلمات الأغنية جاء فى بالي وسمعت فى أذني صوت الفنانة سميرة سعيد وهى تغنيها ،وأنها هي التى ستوصلها للجمهور.
وأضاف طارق مدكور، أن سميرة سعيد قلقت فى البداية من الأغنية ثم أحبتها وأتقنتها، “ووصلنا لشكل مرضٍ للأغنية”.
“كرباج” أغنية ،أثبتت من خلالها سميرة سعيد كعادتها ، أنها ضد النمطية، وضد الأعمال السهلة والمكرورة التي لاتضيف أي شىء إلى المتلقي على امتداد الوطن العربي، فما بالك بمسيرتها الفنية الباذخة، والمليئة بالنجاحات، وهي التي تعاملت مع عمالة الفن والإبداع ، فخلقت البهجة والإمتاع ،إذ تعتبر أن الفن مهنة راقية ورسالة نبيلة، وعلى المرء أن يتقنها ويتعامل معها بميزان القلب والعقل.
الأعمال الفنية التي أنتجتها مؤخرا سواء تلك التي تضمنها ألبومها الأخير أو قبله، نلاحظ تنوعا في الأفكار والمواضيع الني تعالجعها أغانيها، سواء من حيث الكلمات أو اللحن أو التوزيع، وهو ما شكل إضافة حقيقية للأغنية العربية، إنها تماما مثل النهر ،يتجدد في كل لحظة وحين ،لأنها تؤمن وتصر ،إيمان وإصرار هرقليطس على أن الوجود في تغير دائم باعتبار التغير هو الجوهر الأساسي في الكون ،لذلك قال كلمته المشهورة «لا يخطو رجل في نفس النهر مرتين أبدًا»،لذلك تفاجئنا سميرة سعيد، كل مرة بالجديد والتجديد.
النقاد والفنانون والجمهور يعترفون لسميرة سعيد بذكائها الفني، إذ استطاعت من خلال ذلك أن تكون دائما مجددة في إبداعها، ولم تبق حبيسة نمط غنائي معين، بل أعمالها دائما كانت تتسم بالجرأة الإيجابية والمدروسة والتجديد والتطوير، وانفتحت- لتحقيق هذا الغرض- في تعاملها مع المواهب الصاعدة أيضا، من غير أن تضع حدودا وحواجز مسبقة بينها وبين أي مبدع، ولو لم يكن قد حقق الانتشار، بل المعيار الأساسي لتعاملها هو الإبداع والتجديد بالإضافة إلى الخبرة، ما جعلها تظل متربعة على عرش الأغنية العربية. وهو ما عبرت عنه بالقول في إحدى خواطرها التي نشرتها على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، بالتأكيد على أن”الذكاء منحة ربانية، لكن هناك الخبرة التي من المستعصي أن يحصل عليها المرء إلا بمرور الزمن، وتسلك اختيارك للنهاية حتى تحصل على نتيجة ما وتكتشف ما يناسبك وما لم يعد يليق بطاقتك وما لا يتماشى مع تقديرك لذاتك”.
الاجتهاد والذكاء والتواضع، صفات أساسية للفنان كلها اجتمعت في الديفا سميرة سعيد وتفرقت في غيرها، مما جعل صوتها وإحساسها يتخطيان حدود الوطن العربي، إلى العالمية، الشيء الذي يفسر ترديد أغانيها بأكثر من عشرين لغة، والعالمية ليست متاحة لأي كان، لذا كانت التجربة والتراكم والذكاء الاجتهاد.. عناصر حاسمة جعلت سميرة سعيد تتبوأ هذه المكانة وحصدت العديد من الجوائز العالمية وكرمت في جل بقاع العالم. وفي ما أسمته ب “خواطر سميرية “عبرت عن ذلك بوضوح حين قالت “دائماً كان طموحي كبيراً بوصولي لمستويات عالمية، لكني اكتفيت بما هو ممكن تحقيقه في زمني”.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 26/08/2022