الركراكي يربح الرهان ويترك بصمته الخاصة في مونديال قطر

نجح الناخب الوطني، وليد الركراكي، في تحقيق الرهان الذي حل من أجله بقطر، وقاد الفريق الوطني إلى تخطي دور المجموعات لأول مرة منذ 36 سنة، عندما دخل جيل 1986 التاريخ من أوسع أبوابه، ونجح في التأهل إلى ثمن النهائي، رغم قوة المجموعة التي تواجد فيها، حيث أجبر اللاعبون المغاربة منتخبي بولونيا وإنجلترا على التعادل، قبل أن يتفوقوا على البرتغال 3 – 1.
الآن وفي مونديال قطر، نجح الركراكي برفقة لاعبيه الشباب في تكرار الإنجاز، وإسعاد المغاربة الذين خرجوا إلى الشوارع، احتفالا بانتصارات رفاق حكيم زياش وأشرف حكيمي.
ورغم تواجده في مجموعة قوية، إلى جانب وصيف بطل النسخة الماضية، كرواتيا، وصاحب الرتبة الثانية في تصنيف الفيفا، وثالث نسخة روسيا 2018، ومنتخب كندا، الذي حقق نتائج جيدة في تصفيات أمريكا الشمالية، إلا أن الركراكي كان دائما، وفي مختلف تصريحاته الصحافية، يرسل إشارات التفاؤل، ويعلن أن المنتخب الوطني سيقول كلمته في مونديال قطر، ولن يكون خصما سهل المنال، رغم قوة المنتخبات التي تتواجد إلى جانبه في المجموعة السادسة.
كما تحدى عامل الوقت، حيث أنه تسلم مهمته في أواخر شهر غشت الماضي، خلفا للبوسني، وحيد خاليلوزيتش، الذي قاد الأسود إلى التأهل للمرة السادسة في التاريخ، لكن أداء اللاعبين لم يكن مقنعا، فضلا عن إصراره على استبعاد نجوم الفريق الوطني، وفي مقدمتهم حكيم زياش وعبد الرزاق حمد الله، رغم أن الجماهير المغربية ما فتئت تنادي بعودتهما، سواء في المدرجات أو كلما تصادفت مع المدرب البوسني، الذي ركب رأسه وأصر على قراره.
وتمكن الناخب الوطني، الذي بات أول مدرب عربي يحقق العبور إلى دور الثمن، وثاني مدرب مغربي يقود الأسود في النهائيات العالمية، من بناء منتخب قوي، وتنافسي، معتمدا على العزيمة والإصرار، اللتين تميزان المواطن المغربي، وخلق مجموعة لا تكتفي بتسجيل الحضور فقط، وتصر على ترك بصمتها ولمستها، وفعلا حصلت على إشادة كل المحللين والمتتبعين.
وقد قال الركراكي في مقابلة مع قناة «كنال بلوس» الفرنسية، قبيل التوجه إلى قطر: «إنها فرصة استثنائية للاعب سابق مثلي، ارتدى قميص المنتخب أكثر من أربعين مرة»، مؤكدا أنه مستعد «لرفع التحدي»، وهو ما تحقق في النسخة 22 لهذا العرس الكروي العالمي.
وبمجرد استلامه الإدارة التقنية لـ»أسود الأطلس» في نهاية غشت الماضي، أعاد نجم تشلسي الإنكليزي حكيم زياش إلى صفوف المنتخب بعدما كان الأخير اضطر إلى إعلان اعتزاله دوليا بسبب خلاف مع «المدرب وحيد».
وبرر قرار استدعائه لزياش بـأنه « لاعب يحب بلاده وقد أثبت ذلك منذ بداياته باختياره الدفاع عن ألوان المغرب».
وأضاف «أنا أفضل اللاعبين الذين لديهم شخصية. مع الأغنام، لا يمكنك الفوز بأي شيء، أنت بحاجة إلى أسود».
وفضلا عن تألق اللاعبين على ملاعب قطر، كان الجمهور المغربي في مستوى الحدث، وكان عنصرا مؤثرا، وقف خلف اللاعبين بكل جوارحه، فصنع لحظات فرح ونشوة لا توصف بالمدرجات القطرية، وحفز اللاعبين بكل وسائل التشجيع المتاحة أمامه، ودفعهم بقوة إلى تكرار إنجاز 1986، عندما بات أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ ثمن النهائي، قبل الخروج على يد ألمانيا الغربية بصعوبة 0 – 1.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 07/12/2022