الروائي بول أوستر يرحل عن «مدينة الزجاج» ويفضل «ابتكار العزلة»

رحل عن عالمنا صباح أمس الأربعاء 1 ماي 2024، الروائي الأمريكي الكبي بول أوستر  عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع مرض السرطان . وقد اشتهر بول أوستر برواياته عن نيويورك “ثلاثية نيويورك” وشخصياته الهامشية التائهة في عزلة الحياة والموت.
منذ كتابه الأول، “ابتكار العزلة” (1982)، الذي تناول فيه علاقاته الصعبة بوالده وابنه، وزواجه الفاشل من الكاتبة ليديا دايفيس، عرف الكاتب الأمريكي بول أوستر كيف يفتن قراءه سواء بنثره الآسر أو بالنظرة الثاقبة التي يلقيها على حياته الخاصة، الحاضرة دوماً في أعماله، وإن بطُرُق ودرجات مختلفة، وعلى الحياة عموما، بكل ما يكتنفها من أحداث سعيدة وتعيسة، مع هوس بتلك غير المتوقعة، القادرة على الهبوط بنا إلى دَرَك الجحيم، أو على انتشالنا منه وجعلنا نتذوق نشوة الوجود.
ترك أوستر، ومنذ عمله الأول المذكور، 8 مجموعات شعرية، 13 بحثا في موضوعات مختلفة، ثلاثة سيناريوهات أفلام، وخصوصا 18 رواية رائعة، غالباً بصيغة المتكلم، وبتطلعات ما بعد حداثية، تتجلى تحديدا في تفكيكه الحاذق لفن السرد التقليدي. روايات مختلفة الواحدة عن الأخرى، لكنها تتقاسم جميعا خصوصيات خيال واحد وجامح، يقولب الواقع المقارَب على هواه، ويمنح نثرها مذاقه الفريد.
كما اشتهر أوستر بكتاباته التي تمزج بين العبثية، الوجودية، وأدب الجريمة والبحث عن الهوية والمعاني الإنسانية.
اهتم الراحل في رواياته  بالبحث عن الهوية والمعنى الشخصي، وبعد تخرجه من جامعة كولومبيا عام 1970، انتقل أوستر إلى فرنسا، حيث بدأ بترجمة أعمال الكتاب الفرنسيين ونشر أعمالهم في المجلات الأمريكية، واكتسب شهرة بسبب سلسلة من القصص البوليسية التجريبية التي تم نشرها بشكل جماعي باسم ثلاثية نيويورك 1987، وهي “مدينة الزجاج” 1985 تدور أحداثها حول روائي  يتورط في لغز يجعله يتخذ هويات مختلفة، و”أشباح 1986″ ؛ و”الغرفة المغلقة” 1986، إضافة إلى مجموعة من الكتب الأخرى التي تصور أبطالًا مهووسين بتأريخ حياة شخص آخر، ومنها رواية “قصر القمر” 1989 و”ليفياثان” 1992 والتي حصل عنها على جائزة ميديسيس للرواية الأجنبية، ثم مجموعات المقالات المساحات البيضاء 1980 وفن الجوع 1982.
إضافة إلى ذلك، كتب أوستر سيناريوهات لعدة أفلام، بما في ذلك “دخان” 1995 ، “لولو على الجسر” 1998، و”الحياة الداخلية لمارتن فروست” 2007، بعد أن شهد وفاة أحد الأصدقاء بسبب البرق عندما كان مراهقًا، وظهر في فيلم “أمر الله” 2009، وهو فيلم وثائقي عن الناجين من الصواعق، “وهنا والآن: رسائل 2008-2011 “نشرت عام 2013 عبارة عن مجموعة من المراسلات بين أوستر والروائي الجنوب أفريقي “جي إم كوتزي”.
وكان آخر ما أنتجه هو روايته الأخيرة المفعمة بالحنين بعنوان “بومغارتنر بعد تشخيص إصابته بالسرطان في السنة الماضية.
ولد بول أوستر في 3 فبراير1947، واشتهر بكتاباته التي تمزج بين العبثية، الوجودية، وأدب الجريمة والبحث عن الهوية والمعاني الإنسانية.

 


بتاريخ : 02/05/2024