الرياضة المغربية وسنوات الفرح الكبير

تذكرنا حالة الفرح الكبير التي يعيشها المغاربة هذه الأيام، داخل وخارج الوطن، تفاعلا مع الإنجازات التي يحققها منتخبنا خلال مونديال قطر الحالي، بسنوات سابقة عشنا خلالها فرحا استثنائيا أحسسنا خلالها، وبقوة، بمغربيتنا. ويتعلق الأمر بسنتي 1984 و 1986. مناسبة السنة الأولى هي الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس، التي تألقت خلالها ألعاب القوى المغربية، ومناسبة السنة الثانية مونديال المكسيك الذي تمكنت خلاله كرة القدم الوطنية أن تتأهل لأول مرة إفريقيا وعربيا لمنافسات الدور الثاني.
ولنعود لسنة 1984، وتحديدا بتاريخ 08 إلى 11 غشت منها من أولمبياد لوس أنجلوس، التي حتمت على المغاربة أن يمضوا ليالي بيضاء لمتابعة سباق 400 متر موانع، الذي شاركت فيه البطلة نوال المتوكل، وسباق 5000 الذي شارك فيه البطل سعيد عويطة. ففي انتظار إجراء هاتين المنافستين عشنا جميعا ليالي بيضاء وانتظرنا بشوق حتى حدود الثالثة صباحا.
ولم يكن سهرا بدون جدوى، حيث تمكن البطلان نوال متوكل وسعيد عويطة من انتزاع ذهبيتين أولمبيتين، ميدالية مسابقة 400 متر موانع بالنسبة لنوال المتوكل، وهي المسابقة التي أدرجت لأول مرة بالنسبة للإناث خلال أولمبياد 1984. ثم ميدالية 5000 متر التي فاز بها بطلنا العالمي سعيد عويطة الذي تسيد منافسات المسافات المتوسطة، والتي تمتد من 1500 م إلى 5000 م، وذلك خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، وحطم عددا من أرقامها القياسية إلى حد جعل المغاربة خلال مشاركة هذا البطل في مختلف المنافسات لا يشكون بأنه سيدخل هو الأول في كل سباق يشارك، بل يتساءلون في كل مشاركة له، هل سيحطم أم لا الرقم القياسي العالمي للمسافة التي يتبارى فيها.
وهكذا فكما كان الأمر بالنسبة لمونديال 1986 والفرح الكبير الذي عاشه المغاربة وخرجوا، احتفاء بتأهل منتخبهم الوطني لأول مرة إفريقيا للدور الثاني من مونديال المكسيك، عاشوا كذلك ليالي بيضاء لا تنسى كلها فخر وفرح بما حققه البطلان نوال المتوكل وسعيد عويطة خلال أولمبياد 1984، ها نحن اليوم نعيش مجددا حالة من الاعتزاز والفرح الاستثنائي، ونحتفي شعبيا بما يحققه منتخبنا الوطني بمونديال قطر بعد تصدره لمجموعته، مجموعة الموت، وإقصائه وبجدارة لكل من بلجيكا وكندا. وما نتمناه هو أن يتواصل هذا الفرح الذي ما زال منتخبنا بعزيمته وروحه الجماعية مصرا وبقوة على أن يستمر مهما كان المنافس الذي نواجهه.
موعدنا إذن يوم غد السبت لمواجهة جارتنا البرتغال، التي ليست بالضرورة بالمنافس المستحيل.


الكاتب : عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 09/12/2022