الساحة التشكيلية المغربية تفقد أحد روادها: كريم بناني

يعتبر الفنان كريم بناني أحد أعمدة رواد الفن التشكيلي بالمغرب، حيث بدأ مسيرته منذ سنة 1957، بعدما أن تلقى تعليمه بأكاديمية الفنون بفاس، ثم المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس.
كما يصنف من أحد رموز الفن التشكيلي الحديث والمعاصر في المغرب، حيث كان من مؤسسي الجمعية المغربية للفنون التشكيلية، التي تولى رئاستها لأزيد من 20 عاما، بعدما أن تخلى عنها لزميله الراحل الفنان محمد المليحي.
لقد عمل كريم بناني على الحرص الكبير ليجعل الجمعية المغربية للفنون التشكيلية ملاذا لتجربة رائدة في هذا المجال على مستوى العالم العربي، مع الصرامة في تقديم الترشيحات للالتحاق بها، فكان من بين مؤسسيها ومنظريها.
لم تقتصر مجهودات هذا الفنان على التأسيس فقط، بل عمل على التعريف بالمكون الثقافي والتراثي المغربي في جل أنحاء العالم، وذلك بتنظيم معارض متنوعة وغنية ساهمت في إثراء الموروث البصري، ساعده في ذلك إلى كونه فنانا تشكيليا مشهودا له بتجربته المتميزة وبحثه الدائم عن أصوات جديدة قد تساهم في تراكم إبداعي قد يفيد المشهد الجمالي بالمغرب.
كانت تجربة الفنان التشكيلي كريم بناني، من بين التجارب الجادة والهادفة، حيث كانت تعتمد على البحث في أجناس أخرى لها علاقة بالصناعة التقليدية، مؤمنا بأهمية الانصهار فيما بين هذا النوع من الأجناس، مما أفرز تجربة انبثقت عن امتلاكه حرفة النجارة التي سوف تخول لعمله إمكانية الانتقال من بعدين إلى البعد الثالث من خلال نتوءات وبروز لعدد من العناصر المكونة للعمل الإبداعي، فكانت المرأة هي محور بحثة طيلة ثلاثة عقود، لكن بشكل يتقاطع فيه التجريد بالتشخيص، بشكل إيروتيكي، اعتمد على تقابلات بين الضوء والعتمة، مع اختزال في الألوان، معتمدا منهجية السهل الممتنع، فكان لتجربته حضور نوعي في المشهد التشكيلي المغربي، لأنها وفرت امتدادا على مستوى البحث الدائم عن إمكانيات ممكنة أخرى في الزمان والمكان، قل نظيرها، لأنها لا تتفاعل مع ما هو جاهز، بقدر ما تبحث من خلال أسئلتها العميقة عن سبل إبداعية متطورة تساير ما يجري من تطورات في الساحة الفنية العالمية.


الكاتب : شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 06/01/2023