السباح المغربي العالمي، حسن بركة، يحطم الرقم القياسي بـ “المياه الجليدية” لبحيرة “أكلمام أزكزا”

لمع اسم السباح المغربي حسن بركة، من جديد، بعد تمكنه، صباح الخميس الماضي 21 يناير 2021، من تحطيم الرقم القياسي للسباحة في المياه الجليدية ببحيرة أكلمام أزكزا، الواقعة ضواحي مدينة خنيفرة، وذلك بقطعه لمسافة 1600 متر، وهو الحد المسموح به من طرف الرابطة الدولية للسباحة في الجليد.

وقد قطع هذه المسافة في درجة حرارة مياه من 3,4 درجات مئوية، في زمن بلغ 34 دقيقة و36 ثانية، دون أن يفوته، في تصريح لوسائل الاعلام، الاعراب عن افتخاره بتحطيمه الرقم القياسي الذي لم يكن يتجاوز 1200 متر فقط، وبكونه أيضا أول مغربي يسبح لمسافة تتجاوز الكيلومتر ونصف في مياه تقل حرارها عن خمس درجات مئوية.

ويعد منتجع أكلمام أزكزا (البحيرة الزرقاء باللغة الأمازيغية)، من أشهر المنتجعات بأعالي جبال الأطلس المتوسط، ويقع على بعد حوالي 30 كيلومترا عن مدينة خنيفرة، في اتجاه الموقع التاريخي والسياحي أجدير، وعلى علو يقارب 1500 متر، وهو محاط بتضاريس طباشيرية، وغابة كثيفة من أشجار الأرز والفلين الأخضر، تصل مساحتها إلى نحو 60 في المائة (321 ألف هكتار) من المساحة الإجمالية للغابات الممتدة بالإقليم (526 ألف هكتار)، ويُعرف المنتجع الإيكولوجي أيضا بمؤهلاته الطبيعية السياحية، وبمناخه وطقسه المنعش الذي يستقطب الكثير من السياح المغاربة والأجانب على امتداد السنة، فيما يشتهر بتساقطاته الثلجية القوية خلال فصل الشتاء.

وتجدر الاشارة إلى أن السباح المغربي العالمي، حسن بركة، المزداد بتطوان في العاشر من أبريل 1987، كان أول مغربي ينهي الماراثون العالمي المتكون من 7 ماراثونات، في 7 أيام بـ 7 قارات، وله إنجازات كبرى ومتعددة، منها مثلا تمكنه من عبور مضيق جبل طارق سباحة، ثم مضيق البوسفور في منافسة عرفت مشاركة 1800 سباح من مختلف القارات والأعمار، ومن العبور سباحة من مدينة يوتونغ بجمهورية بابوازيا غينيا الجديدة، الواقعة في حدود أوقيانوسيا، إلى الشواطئ الإندونيسية، رابطا بذلك بين قارتي آسيا وأوقيانوسيا، حيث عبر مسافة 9 كيلومترات في ظرف ثلاثة ساعات و46 دقيقة، رغم لسعات قناديل البحر التي انهكت قوته.

كما فات للسباح المذكور أن نجح سباحة في ربط جزيرتي ديوميد الصغرى والكبرى بين ألاسكا الأمريكية وروسيا، والتي كانت، بحسب قوله، الأقصر مسافة (5 كيلومترات) والأصعب على مستوى درجة الحرارة المنخفضة، ولم يتراجع بعدها عن خوض غمار رحلة تحدي أخرى عبر التوجه إلى مصر لعبور البحر الأحمر بين “طابا” المصرية و”الحقل” السعودية، على مسافة 20 كيلومترا، والربط بين إفريقيا وآسيا، ثم بين إسطنبول الشرقية وإسطنبول الغربية في تركيا، ما جعله يردد، في جل تصريحاته، الاعراب عن سعادته لتمكنه من تحقيق طموحه في ربط القارات الخمس سباحة في خمس نقط عبر العالم، وفي مغامراته المحفوفة بالمخاطر.

ويذكر أن بركة سبق له المشاركة في السباقات الثلاثية (ترياثلون)، كما أنه مارس رياضة الجودو، والريكبي في البطولة الإسبانية، وكان في أصغر رياضي مغربي عربي ينهي مسابقة الألعاب الثلاثية للرجل الحديدي بفرانكفورت 2012، كما تم اختياره، ضمن 50 مشاركا دوليا، للمشاركة في سباق “إلترا الترياتلون”، الذي يتضمن ثلاث مسابقات في السباحة، سباق دراجات، وسباق على الطريق، فيما سبق له أن مثل المغرب في بطولة العالم ل” سويم أند ران أوتيلو” في السويد، ويكرر دائما أن تحدياته ترمي بالأساس إلى المساهمة في تعزيز صورة بلاده عالميا، وإشاعة قيم التضامن والتعايش وحماية البيئة.

 

 


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 25/01/2021