السكتة القلبية .. أزمة تتربص بالكثيرين وقد تؤدي إلى الوفاة في حال التأخر في تقديم الإسعافات الأولية

لم تعد حالاتها تقتصر على المتقدمين في السن

 

أكد الدكتور مصدق مرابط في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن السكتات القلبية يمكن أن تقع عند شخص معروف بأنه يعاني من أمراض القلب وتكون شرايينه مغلقة، الذي يمكن أن يكون عرضة لأزمة قلبية، مشيرا إلى أنه بالمقابل يمكن لشخص لم يكن يعاني من أي أعراض لمرض القلب، ألا تنتظم دقات قلبه وترتفع بشكل كبير أو يقع له حادث قلبي تكون من مخلفاته السكتة القلبية، ولو وقع الأمر لأول نوبة قلبية في حياته، وحتى إن كانت صغيرة فقد تؤدي به إلى سكتة قلبية.
وأبرز الطبيب المهتم بقضايا الصحة في تصريحه للجريدة، تعليقا على الأخبار التي يتم تداولها بين الفينة والأخرى والتي تتعلق بوفاة مفاجئة لعدد من الأشخاص، أن السكتة القلبية أضحت تشكل هاجسا مرعبا بالنسبة للعديد من الأشخاص، مشيرا إلى أن هذا النوع من الحوادث كان يرتبط بسن معيّن، إذ يكون عرضة لها الأشخاص فوق 45 و 50 سنة، عكس ما يقع في السنوات الأخيرة، بحيث أصبحت تسجل في صفوف شباب في الثلاثينات، وأشخاص في الأربعينات، وذلك لأن العوامل المؤدية إلى أمراض الشرايين التاجية هي في ازدياد ومنها القلب، وما يتعلق باستهلاك التبغ، وما يهم نمط التغذية، إذ قد تقع نوبة قلبية مفاجئة غير منتظرة.
وأوضح الدكتور مصدق أن تشخيص السكتة القلبية يختلف، إذ يتم التتبع الكهربائي للقلب للوقوف على حجم دقاته، إلا أنه لا يمكن خارجيا معرفة ما يقع للمصاب الذي يصاب بغيبوبة، وقبلها التعرق، وبالتالي يجب وبشكل ضروري التعرف على السكتة القلبية ومباشرة الإسعافات الأولية إلى حين وصول الإسعاف أو نقل المريض إلى مؤسسة صحية، أو في انتظار تنظيم دقات قلبه بواسطة جهاز ضد الرجفان القلبي، وقبله يجب على المسعف طلب المساعدة كي يتصل البعض بالإسعاف، في حين يتكفل هو بالإسعافات الأولية، كما يجب على المواطنين بشكل عام أن يكونوا على علم بالإجراءات الاستعجالية التي يجب أن يقوموا بها لإنقاذ المريض الذي قد يفارق الحياة في دقائق معدودة.
وأبرز المتحدث أن القلب هو عبارة عن مضخة تدفع الدم، فيها خيوط كهربائية تنظم دقات القلب ما بين 60 و 80 في الوضع العادي، وهو ما يؤدي إلى خفقان القلب فيبعث القلب الدم إلى الرأس والكلي وإليه هو أيضا وكل أعضاء الجسم، مشيرا إلى أنه عندما لا تصبح دقات القلب منتظمة أو ترتفع معدلاتها يعيش القلب حالة من الرجفان وهذا هو النوع الأكثر من السكتات القلبية حيث لا يؤدي القلب وظيفته بدفع الدم إلى الرأس، إضافة إلى نوع آخر من السكتات القلبية الذي يتمثل في توقف النشاط الكهربائي للقلب بشكل نهائي دون وقوع الرجفان فيتوقف القلب، ويؤدي الأمر إلى سكتة قلبية.
وشدد الدكتور مصدق، وهو طبيب في الطب العام، على أهمية تلقين الإسعافات الأولية للأطفال الصغار في المؤسسات التعليمية، إلى جانب الدور المهم للأجهزة التي تنظم دقات القلب التي يتعين أن تكون متوفرة في الفضاءات الكبرى، حتى يمكن للجميع القيام بالإسعافات الأولية بشكل عاد وطبيعي، خاصة أن الجهاز الذي يتم استعماله هو يوضح لمستعمله الخطوات التي يجب أن يقوم بها لإسعاف المصاب. واختتم الفاعل الطبي حديثه في لقاء بالجريدة، بالتأكيد على أن السكتة القلبية يمكن أن تكون أحيانا نتاجا لمضاعفات أخرى وليس مصدرها القلب، كانفجار عرق في الدماغ، فيؤثر على الجسم كله، موضحا بأن حالات السكتة القلبية المسجلة بكثرة هي التي ترتبط بخفقان القلب غير المنتظم والناتجة عن أمراض الشرايين التاجية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/03/2024