الشاعرة سامية دالي يوسف تختار  الكلمات الحارقة  في ديوانها  الأول «عبرات وعثرات «

أصدرت الشاعرة والفنانة سامية دالي يوسف  ديوانها الشعري «عبرات  وعثرات» عن مطبعة ووراقة  بلال.
على امتداد 124صفحة، تذهب  بنا  الشاعرة  سامية دالي يوسف  إلى عوالم  مختلفة  من خلال  قصائدها  الشعرية التي  قاربت  مواضيع  متعددة.
من خلال تصفحنا لديوان الشاعرة، كما يقول  الأستاذ محمد مهداوي في تقديمه  لهذا العمل الإبداعي،  تتمظهر لنا عدة رؤى وأفكار، أغلبها تصب في بحر الوجدان، حيث الأشواق  والمشاعر متدفقة، فلا معجم يعلو على المعجم العاطفي، ولا شيء يطفوعلى الكلمة الصادقة، التي تنبثق من أعماق القلب؛ ويتجلى صدق العاطفة بشكل جلي يقول الأستاذ محمد مهداوي، في مجموعة من القصائد، خاصة تلك التي تتغنى بالأم، كحضن  وملجأ للأمن والأمان لأن المحب دوما في تشوق للحبيب، خاصة إذا كان المحب يعاني من نير البعاد والهجر أو قساوة الظروف، حينذاك يرتفع منسوب الأشواق ويتضاعف الألم، وتتناسل الأوجاع. الأم رمز قبل أن تكون فردا من  الأسرة، هي السكن ..هي الوطن.. هي الخيمة.. هي الظل…ولا شيء يمكن أن يعوض دور الأم داخل خلية العائلة أو يحل محلها، فهي ينبوع من الحنان  المنساب وشلال من العواطف المتقدة…
ليس غريبا إن ركزت شاعرتنا على تيمة الأم في قصائدها، وخصصت لها عدة عناوين تكريما لها ولمكانتها السامية في قلبها.
أحيانا تنساب الكلمات حارقة من جوف مبدعتنا لتعبر عن آهاتها وهمومها وأخرى تتدفق منسابة ، معبرة عن بعض اللحظات الجميلة، التي جاد به العمر عليها في غفلة من الزمان…
الخوف من الاغتراب النفسي وهجران الذات أمر قاس وصعب، يجعل المرء مقسم الأطراف، وهذا ما تعيشه شاعرتنا في مجمل أحداث قصائدها، عبرات تتدفق
من كل جهة، يليها الألم والوجع، وعثرات الزمان، التي لا ترحم . حقيقة، شاعرتنا عانت، ولا تزال، من شح العاطفة، وهذا الشح الشعوري سببه المسافات الشاسعة،
التي تفصل بينها وبين أمها، سواء على المستوى الجغرافي أو المعنوي… ومما زاد الجرح ألما اعترافها الصريح بأنها كانت جزءا من هذا الجرح، ففي قصيدتها
«اعتراف « بوح وندم مریران، لا يأفل وجعهما أبدا.
القصائد البكائية التي يزخر بها هذا الديوان، يقول الأستاذ محمد مهداوي، جعلت منه دیوانا حزينا، يعبر بصدق عن وقائع حياتية، أثرت بشك سلبي على شاعرتنا. حتى العلاقات البينية الأخرى، تأثرت بشكل مباشر، ولم تعد مبدعتنا تثق في أي كان، لأن الظلمة طغت على كل شيء، وأصبح الصبح بعيد المنال…
دیوان «عبرات وعثرات « عبر بشكل واضح عن نفسية شاعرتنا التي طغت عليها الهموم، وكبلت أحاسيسها، ويبقى الاستثناء بعض القصائد الوطنية والغرامية، التي خلقت منفذا نحو الأمل، وفتحت كوة نحو عوالم أكثر تفتحا وجمالية…ومع ذلك يبقى الأمل خابيا لدى شاعرتنا، وقد يشرق في دواوين قادمة.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 25/05/2022