الشبيبات الاشتراكية في العالم تواجه التغيرات المناخية بالضغط على صانعي القرار

آنا بيتروسلافا، الكاتبة العامة لمنظمة الشباب الاشتراكي الأوروبي: الحل المناخي مرتبط بتحمل جماعي للمسؤولية من طرف البلدان القوية والمصنعة

لويس كاربردون، من حزب «أوناموس» اليساري بنيكاراكوا: التغير المناخي قضية لا تقبل التأجيل، والحل ينبغي أن يستند إلى أرضية أساسها الوعي

محمد عادل، عضو مؤسس بالحزب العمالي الليبي: مبادرة «التغيير لصالح المناخ والبيئة» يجب أن تأتي من البلدان النامية، لأنها المتضررة من تهافت الشركات الكبرى

 

قالت الكاتبة العامة لمنظمة الشباب الاشتراكي الأوروبي، آنا بيتروسلافا، إن الشباب الاشتراكي دائما في الجبهة الأمامية عندما يتعلق الأمر بالاستعجال المناخي.
ورأت المناضلة الاشتراكية من جورجيا، في حوار مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، أن الحرب في أوكرانيا سيكون لها دور في دفع البلدان الأوروبية نحو اعتماد الطاقات المتجددة خفيفة التأثير على البيئة بحثا عن الاستقلال الطاقي عن روسيا، وتعتقد أن ذلك سيكون مكسبا لصالح مسألة المناخ.
وبخصوص أزمة التغيرات المناخية، تقول إنها أزمة عالمية، لكن المجتمعات الأكثر فقرا والفئات الأكثر هشاشة هي التي تدفع الثمن الأكبر، حيث تجد نفسها معرضة لمخاطر كبيرة ومعقدة تؤثر على مدى استفادتها من حقوقها الأساسية. وهذا الوضع يجعل أن كل الحلول التي يمكن ابتكارها لن تحظى بنجاعتها إذا لم ترتبط بتحمل جماعي للمسؤولية لا تتنصل فيه البلدان القوية والمصنعة من واجبها في الانخراط الجدي في تقليص الأسباب المحدثة لهذه الأزمة وتوفير الدعم اللازم للمجتمعات والفئات الأكثر تضررا. لذلك فالرؤية الاشتراكية هنا جد مؤثرة في معالجة القضية في إطارها الشمولي، لأن سؤال المناخ هو مشكل بجوانب مختلفة لكن حلوله لن تكون مرضية ما لم تكن منصفة وعادلة… لويس كاربردون من حزب «أوناموس» اليساري بنيكاراكوا، قال إن هناك مشاكل متشابهة بين أمريكا اللاتينية وبلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط في ما يخص مواجهة التغيرات المناخية.
وكشف لويس كاربردون، أن هناك عملا كبيرا يقوم به الشباب على المستوى الجمعوي يخص بالدرجة الأولى التوعية. وهي لا تستهدف فقط الضغط على صانعي القرار، وإنما تهم أيضا المجهود الكبير الذي تبذله هذه التنظيمات لنشر الوعي البيئي في مختلف شرائح المجتمع وفي مقدمتها الأوساط الشابة لتصبح صوتا حيويا لقضية المناخ ورافعة للتحسيس بخطورتها، فهي قضية لا تقبل التأجيل، والحلول التي تخصها لا يمكن أن تفرز نتائج فعالة إذا لم تستند إلى أرضية أساسها الوعي الذي يتحصن به المجتمع بخصوص هذه القضية، فالأمر كما هو واضح يخص تغيير السياسات لكن يضيف، يحتاج أيضا إلى تغيير الممارسات واعتماد تلك التي تتسم بالاستدامة. ولذلك فنحن كشباب نعمل في كل الواجهات التي من شأنها أن تقرب حدة هذا المشكل من فهم الناس، سواء على مستوى الإعلام أو التظاهرات المختلفة، وأيضا لتمكين متخذي القرار على المستوى المحلي أو الوطني من إدراك مختلف جوانب قضية البيئة بشكل عام والمناخ بشكل أدق حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات الملائمة.
ورأى محمدعادل، عضو مؤسس بالحزب العمالي الليبي، ويعمل مهندسا بوزارة الإسكان الليبية ومدير المشروعات بالمجلس الإفريقي العربي للاستثمار والتنمية، أن مبادرة التغيير لصالح المناخ والبيئة يجب أن تأتي من البلدان النامية، لأنها هي المتضررة من تهافت الشركات الكبرى في البلدان العظمى التي تعاند برفض تقليص مساهماتها في الانبعاثات الغازية المحدثة للاحتباس الحراري، واعتبر في حوار مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، أن التحالفات الشبابية بين بلدان الجوار تشكل قاعدة أساسية للعمل، وكشف المتحدث أن الصراعات السياسية أثرت على وضع خارطة الإنقاذ المناخي بليبيا.
وبخصوص تعاون شبيبات بلدان الشمال مع ليبيا في ما يخص قضايا المناخ بالدرجة الأولى،أكد أن بوادر هذا التعاون أصبحت تظهر مع الوقت، حيث أصبحنا أمام قوة تضع لها خارطة طريق مشتركة، لكنها تظل في حاجة لإرساء قواعد قوية حتى لا تؤثر عليها الظروف المستقبلية، فلكل مشروع نقط فشل، ولكل مشروع مكامن خلل.
وشدد المهندس محمد عادل، على أن مشروع المغرب العربي هو الأهم، ويشكل قاعدة للعمل لتجاوز هذه المشاكل. فقد كان بإمكان هذه الدول أن تحمي نفسها من التغيرات السياسية والاقتصادية وأية تغيرات تطرأ بالخارج، لو تحققت الوحدة المغاربية على غرار الاتحاد الأوروبي. وهذا الوضع ينبغي تغييره بالشباب الذي سيكون له دور في قيادة هذه الدول، ولابد أن يكون على وعي بما يحدث من مخاطر ومن صناعة الأزمات التي تأتي من الغرب.


الكاتب : مكتب مراكش

  

بتاريخ : 25/03/2022