يشهد المستشفى الإقليمي ببرشيد إلى جانب مستشفى الرازي للطب النفسي غليانا واسعا، وغضبا يسود أوساط الشغيلة الصحية، التي سبق أن نظمت وقفة احتجاجية وخاضت اعتصاما رمزيا، بهدف إثارة انتباه المسؤولين إلى الوضعية المزرية التي آل إليها المرفقان، وإلى تبعات ذلك على المواطنين بالدرجة الأولى والمرضى وعلى مهنيي الصحة، الذين باتوا يقومون بواجبهم في ظل ظروف لا تسمح بمردودية أكبر.
وكان التنسيق النقابي لنقابات قطاع الصحة بإقليم برشيد، الذي يضم فروع النقابات التابعة إلى كل من النقابة الوطنية للصحة العمومية « ف د ش»،  والجامعة الوطنية للصحة « ا م ش «، والنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام والنقابة الوطنية للصحة « ك د ش «، قد نبّه إلى مجموعة من الأعطاب التي لخّصها في «انعدام الحكامة الجيدة والتسيير العشوائي والارتجالي وانعدام الكفاءة الإدارية وعدم القدرة على حسن تدبير الأزمات، زيادة على تفشي المحسوبية والمحاباة والتمييز السلبي في معاملة الأطر الصحية».
ونبّهت النقابات الصحية إلى تداعيات ما وصفته بـ «الفراغ الإداري وتراكم المشاكل الطارئة المرتبطة بالخدمات الصحية والسير العادي للمرفق الاستشفائي»، إضافة إلى ما اعتبرته «شططا في استعمال السلطة وغياب تخليق الحياة العامة، في ظل سيادة الفوضى وانعدام الرقابة»، فضلا عن «النزوع لاعتماد استفسارات كيدية وانتقامية مجانبة للنزاهة في حق بعض الأطر الصحية المناضلة مقابل تعامل تفضيلي مع المقربين والمحسوبين». ونددت المكاتب النقابية من خلال بيان سابق لها ما وصفته بـ «خروقات في إعداد لوائح المستفيدين من منحة كوفيد، والتمييز بين الموظفين، وعدم إشراك النقابات في إعداد هذه اللوائح ونهج السرية والكتمان وغياب الشفافية»، والمساهمة في «إفراغ مستشفى الرازي للطب النفسي من أطره الطبية والتمريضية المتخصصة في الصحة النفسية وتعرض الباقي لتنقيلات تعسفية وأخرى مشبوهة».
أوضاع ترخي بظلالها على المرضى والمواطنين، إذ أوضحت النقابات الصحية في بيانها أن « المصابين بأمراض نفسية يعانون من عدم الاهتمام بهم عند إصابتهم بأمراض عضوية، مما أسفر عن تداعيات وخيمة، كما هو الحال بالنسبة لوفاة مريض بسبب غياب سيارة الإسعاف، وطول المسافة والمسار بين مستشفيات برشيد وسطات والدارالبيضاء، حيث وافته المنية قبل وصوله للمستعجلات»؟