الصغار خزّان مهم للفيروس وينقلونه بنفس الدرجة التي ينقلها الكبار

تسريع التلقيح السبيل الوحيد لإفراغ مصالح الإنعاش من المرضى

وتفادي الوفيات ومواجهة الجائحة

 

تواصل ارتفاع معدلات انتشار الجائحة الوبائية خلال الأيام الأخيرة، وباتت أرقام الإصابات تتجاوز الألف يوميا وتتجه نحو الألفي حالة جديدة، فضلا عن الوفيات، ونفس الأمر بالنسبة لمعدلات استشفاء الحالات الخطيرة بمصالح الإنعاش والعناية المركزة، التي سجّلت وفقا للأرقام الرسمية التي أعلنت عنها وزارة الصحة، مساء السبت 41 حالة خطيرة أو حرجة في 24 ساعة، مما جعل عددها الإجمالي يصل إلى 288، منها 12 تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي و139 حالة تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، في حين بلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد 19 9.1 في المئة.
وتصدرت جهة الدارالبيضاء سطات قائمة الإصابة من جديد بتسجيلها لـ 708 حالة و 4 وفيات، متبوعة بجهة سوس ماسة بـ 258 حالة إصابة جديدة وحالتي وفاة، فالرباط سلا القنيطرة بـ 218، ثم جهة مراكش أسفي التي عرفت تسجيل 170 حالة إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة، وفقا لنفس المعطيات الرقمية التي أعلنتها وزارة الصحة مساء السبت، في حين سجلت جهة طنجة تطوان الحسيمة 77 حالة، و 36 في فاس مكناس مع تسجيلها لحالة وفاة، ثم 22 في العيون الساقية الحمراء وحالة وفاة واحدة، ونفس عدد الإصابات بجهة درعة تافيلالت، فـ 15 حالة بجهة بني ملال خنيفرة، متبوعة بجهتي الشرق والداخلة وادي الذهب بـ 14 حالة لكل واحدة منهما، وأخيرا جهة كلميم واد نون التي سجلت 12 حالة إصابة مرضية بالفيروس.
وضعية باتت جد مقلقة، خاصة وأن متحور دلتا يكسب مساحات جديدة في المشهد الوبائي يوما عن يوم، متسببا في إصابات جديدة بسبب قدرته على الانتشار بشكل أكبر، وهو ما يعني خطورة أكثر، الأمر الذي جعل العديد من المواطنين يشعرون بالقلق والتخوف، لا سيما الذين برمجوا عطلتهم السنوية ما بعد عيد الأضحى وأعدوا العدّة لذلك ممنين النفس بتجاوز التبعات النفسية الوخيمة التي أرخت بظلالها على أسرهم منذ بداية الجائحة وحرموا من أي متنفس على امتداد هذه المدة الزمنية كلها، منبهين إلى أن أي قرار محتمل لمنع التنقل بين المدن، لن يزيد الوضع إلا تأزما، وسيتسبب في تبعات أخرى سيكون لها ما بعدها.
ودعا عدد من المواطنين في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» السلطات إلى التدخل لفرض احترام التدابير الوقائية، إن في وسائل النقل المختلفة أو على مستوى المرافق التي تشهد إقبالا من مقاهي ومطاعم وغيرها أو بالشارع العام، وعدم تكرار سيناريوهات منع السفر وغيره من التدابير التي ستكرس التمييز بين المواطنين، الذين سيستفيد البعض منهم وسيحرم البعض الآخر، في حال تطبيق تدابير أكثر صرامة.
بالمقابل دعا مهتمون بالشأن الصحي، في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» إلى تسريع تلقيح الفئات المتقدمة في السن، التي لها حق الاستفادة وتخلّفت عن المواعيد التي خصصت لها، مؤكدين على أن هامش الخطر يبقى قويا في صفوف هؤلاء المواطنين، خاصة الذين يعانون من وضع صحي معتل مصنف ضمن خانة الهشاشة الصحية، وبالتالي فعدم تلقيحهم واستمرار تنقلهم يعرضهم للخطر كما يعرض غيرهم للإصابة بالعدوى، وبالتالي فالوسيلة الوحيدة المتوفرة اليوم لحمايتهم وحماية غيرهم هي التلقيح، ويجب على كل من توصل برسالة تدعوه للتوجه إلى المركز الصحي أن يمتثل لذلك، بعيدا عن أية تخوفات تبقى غير واقعية. ونبّه المعنيون بالأمر إلى أن الأطفال ما فوق 10 سنوات، يعتبرون ناقلين للفيروس بنفس الكيفية التي يساهم بها الكبار في نشر العدوى، وهو ما يستوجب المزيد من الحرص والتقيد بشكل أكبر بالتدابير الوقائية من تعقيم وتباعد ووضع سليم للكمامة، مشددين على أن الدراسات المختلفة أكدت هذا الأمر، وأشارت إلى أن فئة من الصغار، الذين قد تكون لهم صعوبات صحية، قد يتعرضون بدورهم للخطر الذي ليس الجميع في منأى عنه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/07/2021