الطاهر بن جلون بين «الحُلو والمُرّ»

 الرواية من منبر النقد والحِجاج

يعتبر الطاهر بن جلون من أعمدة الكتاب المغاربة بالفرنسية، وأغزرهم وأرسخهم حضوراً في الحقل الأدبي بفرنسا وخارجها، حيث شيّد له صرحا روائيا معترفا به، وذا إشعاع عند القراء المغاربة ذوي التكوين الفرنسي، وأبعد منهم من خلال ما ترجم له. غنيٌّ عن الذكر أن الأدب المغربي متعدد ومتنوع، لغات واهتمامات وأساليب، يوجد بصيغة آداب، وما كتب منه بالفرنسية، في الرواية، خاصة، كان رائدا في تحديثه وجدة مواضيعه، ونتوفر منه على أنطولوجيا ثرية بالنصوص والأعلام، أكتفي بالإشارة إلى ماضيها عند أحمد الصفريوي، وإدريس الشرايبي، وأترك كِتاب أعلام الحاضر مفتوحاً كي لا أغمط حق أحد.
يهمني أساسا التنبه إلى التباعد القائم بين كتاب الفرنسية والعربية في بيئتنا الأدبية، قلّ أن ضاقت هوته، المرحوم المفكر والكاتب الراحل أستاذنا محمد عزيز لحبابي(1922ـ 1993) كان جامعاً للضفتين بمعرفة وثقة وحميمية، ورغم مناسبات وإصدارات مازال متسعا والحوار والتفاعل بين الطرفين محدودا ومطبوعا إما بالريبة أو التحفظ وأحيانا الاستعلاء. لذا، نحتاج أن نقرأ لبعضنا ونتحاور نحن أبناء البلد الواحد، ضمن فضاء متعدد لغويا ومعرفيا ومتفتح إنسانيا.

مع مطالع العام الجديد ينطلق في فرنسا الموسم الثاني من الإصدارات الأدبية في قلبها الرواية. قبله موسم ما بعد الصيف مباشرة تطرح فيه الروايات التي تتبارى على الجوائز، خاصة، ويقفل في نهاية تشرين الثاني/ نونبر، تأخرت هذا العام بسبب الكوفيد؛ فالموسم الثالث ابتداءً من مايو، وهو للكتب المناسبة للمطالعة الصيفية، وتغلب عليه الثقافة العامة ونصوص السِّيَر. الكتاب الراسخون والمكرّسون يخرجون إلى الجمهور في الموسم الثاني، فقد صنعوا مجدهم وأصبحوا سلطة أدبية ورعاة، بل عرّابي مواهب.
الطاهر بن جلون المغربي الأصل، يوجد اليوم في صدارتهم، منذ انتقل ينشر أعماله عند غاليمار وأخذ مقعدا مستحقا بعضوية لجنة جائزة الغونكور تاج الرواية الفرنسية. إذ يلتفت إلى الوراء، ونحن معه، نجده وفّر كما معتبراً بين روايات وأشعار ونصوص تربوية ودفاتر فنية، زيادة على حضوره الإعلامي المرموق.
نعم لم تعد جمهرة قرائه، الفرنسية، والفرنكفونية، وثالثها العربية تنتظر جديده بلهفة، كالسابق، بعد أن أصبح في عداد الروائيين الكلاسيكيين الفرنسيين، إثر صدور أعماله الكاملة في سلسلة (Quarto) لدار غاليمار المخصصة للراسخين ومثلهم من الأجانب، لا يعلو عليها إلا سلسلة (la pléiade) وهي للخالدين. لكن الطاهر بن جلون مثل كل كاتب محترف، يضع بصمته كل عام على سجل الرواية في فرنسا، فهو نشيط ذو مخيّلة خصبة، ينبذ الفراغ ويؤمن بتعدد المواهب لذلك ينصرف بين فينات إلى الرسم ويقيم معارض.
في هذا الشهر دخل الروائيون الراسخون في فنهم، المضمون مبيعهم، هم علامة في السوق، تباعا، ـ يوجد دائما عشرات إما مواهب بكر، أو أسماء غفل ممن يتعلقون عنوة بالركب ويتخلفون سقط متاع ـ؛ دخل بن جلون يتقدمهم بروايته الجديدة» le miel et l’amertume» عن غاليمار، نتجنب الترجمة الحرفية واضعين له مقابل» الحلو والمرّ»، وهذه مناسبة لنشير إلى أنه لا يعتد بأي ترجمة لعنوان كتاب ما لم تستقر، خطأ أو صوابا، على غلاف متداول. يقدم روايته من مدخلها على طبق من سهولة إلى القراء، بملخص في صفحة مستقلة تجمع حكايتها، بالأحرى موضوعها ومناط حبكتها لقمة سائغة، كأن ليس شاغله ما سيعرض فيها سردا وأحداثا وشخصيات، تبيانا لما ستتقلب فيه بين العسل والمرارة، أو كأنما القصة ليست سوى تحصيل حاصل، بينما القراء يشغفون عادة بالحكاية، القراء العامون هذا همهم الأول؛ وهو ما يمكن تأويله من ناحيتين: أولهما، أن له» سوابق» في حكيه منذ روايته الأولى «موحا المجنون، موحا الحكيم» (1978) اختط بها نهجا لن يغادره، حفره بدأب وحرص على أن ينوع فيه ويفرع منه شعابا ويجدد لبوسا وإن بعتاد واحد، هو ذاك الذي أعطى نسخته الصافية في» ليلة القدر»(1987) منحته اعتراف لجنة الغونكور، وصولاً لو شئنا إلى» ليلة الغلطة» (1997) حيث تبرز أمامنا واجهة للحكايات والشخصيات و( الحلْقات) والثقافة التي يستمد من منجمها المغربي أغلب رواياته ؛ الثانية، أن الرفد من معين الحياة التقليدية المغربية، اتخذه بن جلون، وغيره أيضا من الكتاب المغاربيين والعرب الفرنكفونيين قاعدة لسرودهم وسياقا لنشاط مخيلتهم وفضاء لتخييلهم، مقتنعين بطريقة ما أنهم لا يملكون ما يقدمونه للقارئ الفرنسي بلغته، بالأحرى ينتظر منهم فضولا بضاعة بلدانهم الأصلية، سواء كانت عجائبية، كما في الأعمال الكلاسيكية الأولى للخمسينات بالذات، نتذكر خصوصا أحمد الصفريوي (1915ـ 2004) في روايته السير ذاتية «صندوق العجب»(1954) أو تتابع نقل حكايات لتاريخ وناس غيرهم تبدل من رتابة الرواية الفرنسية الغارقة في أنوية مركزية واجترار لمعيش سير ذاتي. ما اتخذ منه بن جلون رأس مال حكائي، مع الانتباه لـ mainstream المحيط حيث يعيش. وهو اليوم بدون منازع موضوع الاغتصاب، ضمن خرق جدار الذكورة لدى حركة مي تو.
في رواية « الحلو والمر» نتعرف على قصة أسرة من طنجة، وهي بانتظام الفضاء الأليف للكاتب، مزوده ومسرح حياة وحركة شخوصه، لا عجب فلكل روائي مدينته، ولأن الرواية أيضا ابنة الحاضرة، حيث التحول ممكن والعلاقات الاجتماعية الاقتصادية تصنع حياة جديدة ومصائر أفراد غير متوقعة، هو المنعطف الذي يرصده بن جلون بذكاء الروائي ابن المدينة الفَطِن، المتصيد لمجرياته، المسماة واقعا، فوقها يبني واقعه، فلا شيء يوجد قبل الرواية.
تتكون الأسرة من أب، موظف إداري، (مراد)، وأم ربة بيت، (مليكة)، وأبناء ذكور غادروا بعد كِبر، وبنت آخر العنقود في سن المراهقة، تلميذة في الثانوي، تعيش في فضاء مغلق، (تقيم في حجرة عليا بالبيت العائلي) وذهنيا ووجدانيا(تهوى الشعر وتكتبه وتعتبره الحياة)(27) تمثل البنت (سامية) محور وعقدة الرواية التي تبدأ من نهاية مصيرها المأساوي، إذ تعرضت للاغتصاب، ـ هذا موضوع الساعة انسجاما مع حركة مي تو وأصخب ـ على يد محتال يغرّر بالقاصرات، يستغل هوايتهن وهشاشتهن العاطفية لنشر أشعارهن، وتخفي الحادثة عن أبويها وتحاول مواصلة حياتها كيفما اتفق بين الدراسة وكتابة شعرها وتدوين خواطرها في مفكرة تعثر عليها العائلة بعد انتحارها مختنقة بالغاز لتكتشف السر الرهيب. عند نهاية القراءة لنا أن نستشف بأن الاغتصاب هو تيمة الرواية، إذ بعد ما تعرضت له سامية ينسحب على أبويها كذلك، كل منهما اغتصبت حياته بطريقة ما، وثمة اغتصاب شامل لحقوق وقيم وأخلاق ومدينة بين أمس واليوم من اغتصابات رمزية. لنحدد قبل هذا بأن شخصية سامية بؤرة الفعل المركزية تدور حولها بقدر ما تتوالد بؤر صغرى تجعلها تكبر لتتسع دائرة الحكي بمحكيات الأب، الموظف النزيه الذي سيستسلم للرشوة أخيرا ويتقلب في حياة متوترة بين الإدارة والبيت والوحدة والخيبة حتى الفناء؛ والزوجة التي تعيش في نكد وتقتير شديد والعشرة معها جحيم، قد فقدت طعم الحياة بسبب رحيل ابنتها، والزوجان يعيشان في مأتم دائم وشقاء، انتقلا في آخر العمر، بعد فقدان فلذتهما، وانعدام كل تفاهم، إلى عيش بطعم المرارة حتى وفاتهما تباعا.
ثم نقول، تحصيل حصيلة نصية ونظر نقدي وذائقة أدبية، إن الطاهر بن جلون روائي ماهر، حبّاك ونسّاج، وكذلك حكواتي، الشفوية ثوب يطرز عليه وبإبرته، فهو ابن بيئة( فاس وطنجة) حبلى بثروة من العادات والتقاليد والمرويات يفرد لها المؤلف مساحة واسعة في نص متوسط الحجم وتظهر مثل(المرمّة) يطرز فوقه المؤلف ما يشاء، يحاول تجنب سرد خطي بالتراوح بين الماض والحاضر، ومناوبة السرد بين الشخصيات بتعدد وجهات النظر، حيث كل شخصية تتسلم زمام أمرها وتشخص مرآة لأخرى نقيضها ومكملة لها (مرايا متقابلة) ما يسمح للكاتب باستخدام مهارته في تشغيل مروحة أو رقعة لعب manège يتناوب عليها ركاب ولاعبون، لولا من يضغط على زر الحركة من السهل تسميته بالمصطلح المدرسي (السارد العليم)، فجميع السراد هم هكذا مع اختلاف الموقع والتلفظ، هي خدعة ورطانة مسوغة عند النقاد ولا يعرف سرها إلا الكتاب؛ الأمر عند الطاهر بن جلون مصدره ماذا يريد من الرواية، هذه بالضبط، لا قصتها، ماذا أبغي من روايتي هو ما يوجهني في بناء معمارها وصناعة جماليتها. قد نتدخل متلقين في قيمة ما يصنع ويصوغ، بالقرب أو البعد عن الجنس الأدبي والشكل المستخدمين، إنما من التزيد أن نملي على كاتب كيف يصنع خطة سرده، خاصة حين يصبح له منهج معلوم وسنن(code) بمثابة دليل طريق. لا عجب إذ قدم لنا صاحب» ليلة القدر» ملخص القصة في الاستهلال، معها قطع أقوى خيط يربط الحاكي بالقارئ أو المستمع في القص التقليدي، نعني التشويق، ما ذلك ببساطة إلا لأنه، وهو الروائي، قرر أن يصعد إلى المنبر مخترقا جلد السرد بحديث يعلن فيه الرأي ويظهره صاحب موقف، مالئا صوت الشخصية، تارة، ينكرها وقد تقمصها تارة أخرى، يعلن على الملأ آراءه ونقده ومحاكمته للمجتمع والأخلاق العامة ومظاهر وتبدلات في الهندام وتعامل الإدارة المغربية مع المواطن.
هكذا يتوقف السرد مرة، مرة، أو تفتح به نوافذ تطل وتتكلم منها خطابات:ـ وصف شروط الزواج التقليدي(القديم) حين تتذكر مليكة مناسبة زواجها لم تعرف من قبل زوجها، وتصف ليلة الدخلة وطقوس العرس، بإحالة مضمرة لما تحولت إليه في الحاضر( انظر ص 36)؛ ـ ظاهرة ارتداء الحجاب في المغرب وشيوعها ومع الحجاج دينيا بشأنها، بإشارات وعبارات دالة كرمية من غير رامي على لسان الزوج مراد:» يظن أنها موضة، قال لي من يلقب بالروبيو، جميع النساء يتحجبن، من الأم إلى البغي»(3)؛ وهناك الربط بين المظهر والمدينة، (الكائن والشيء في):» [إن] طنجة أمس اختفت، أغلقت قاعات السينما، الفتيات ما زلن يذرعن البوليفار، لكنهن في أغلبيتهن محجبات»(8) بينما يلح على اتهامه الإدارة بالفساد، تفشّي الرشوة لقضاء الحاجات. صك إدانة ثقيل أفرد له فقرات طويلة، بل جعل من الرشوة عنصر تحكم في صنع شخصية مركزية وانقلاب حياتها وتحديد مصيرها بانعكاس على الشخصيات المحيطية، أي أنه خطاب من بنية القصة وحبكتها لا مسقط وإن خضع لنبرة حجاجية مُهَوّلة وأحيانا ساخرة، نراه يستشهد مباشرة بما ينسبه إلى وزير سابق:» إذا كانت الرواتب ضعيفة، فالمغاربة يتكافلون، يكملون للموظفين ما لا تستطيع الدولة دفعه» ليزيد معلقا:» الرسالة واضحة، الرشوة جزء من عاداتنا»(12) وإمعانا في الفضح بسخرية مريرة، يسمي المكتب الذي يعمل فيه( le bureau du café(القهوة، كناية عن الرشوة، وبدارجتنا (التدويرة)) ويقدم صورا ذات تمثيل بارودي لكيفية إبرام الصفقات، لا بل يحول فعلها في المخيال الشعبي إلى فحولة، وهل أكثر من أن مليكة الزوجة في شقائها مع زوجها مراد الذي تقلب طويلا في تعذيب الضمير رافضا السقوط:» أنا شريف في وسط مرتش، أنا شريف أنعم بنوم هانئ»(48) تهرع إليه مهنئة بعد التخلي مهنئة: « لقد صرت رجلا»(119) هي معادلة الفساد بالرجولة.
هذه مشاهد وأوضاع ومثالب بعضها قديم في أعمال الكاتب، وفيها مستعاد، تحيل إليها روايات باتت مرجعية، يضيف إليها في روايته الجديدة» الحلو والمر» موضوعي العنصرية والهجرة الإفريقية من خلال شخصية الموريتاني اللاجئ في المغرب(فاد) الذي تستقدمه مليكة ليساعدها في البيت وقد تدهورت صحتها وزوجها مراد، لتفتح الرواية نافذة على هذا مجتمع الهجرة الإفريقية الذي شرع في التبلور بالمغرب بعد أن فشل فرقاؤه في تحقيق (الحلم الأوروبي)، ومن خلاله على قضية إنسانية، المعاناة من العنصرية، نزعة متأصلة عند البعض، تعاني منها شخصية «فاد» وتصل إلى حد التصالح معها من أجل إمكانية العيش، وهو ما تنجح فيه ليفتح الكاتب باب الأمل إزاء سوداوية الواقع، وما من شك أن هذا من دور الأدب.
ونقول مرحى لهذه النافذة على نواة صغرى مستجدة، وكذلك تمثيلات ونبرة النوستالجيا عن تبدل الزمن بالأحرى التقهقر وخسارة التاريخ مولدا الإخفاق والإحباط عبر ما اعترى طنجة من منظور الرواية، تأتي « بكاء على الأطلال» في جناز مفجع معلن مسبقا بجريمة الاغتصاب ومبتل بشقاء حياة زوجية لا تطاق لاثنين بدءا حياتهما بالحلو وانتهيا إلى الحنظل. لا يمنع من استخلاص أنها مواضيع عالجها بن جلون بنبرة المصلح والرافض، حتى ليبدو غير معنيِّ بموقع الروائي يستغني عن الصنعة إلا قليلا، يمر مر الكرام على مأساة سامية ..هو من يكتب في مفكرة أسرارها، أنقذ فصولها بمقاطع شعرية ختامية لكل فصل، وباسمها لعب نوع اليوميات في الجنس الأدبي. بينما كاد معيش أبويها يصبح تعلة ومنصة حديث إصلاحي والسرد المباشر بقاموس مُيّسّر بغيته مخاطبة القارئ (العام) بـ الطقس الشفوي والجهر بـ(الحقيقة) صارخة وتداول الخطاب صنعته.
لا يفوتنا هنا الإشارة إلى أن بعض رواياته كتبت على نسق التخييل الذاتي، استحضر فيها مراحل وملامح من سيرته معجونة بأحداث أخرى، أو إنه وضع نفسه، حول شخصه إلى شخصية، انخرطت في حقبة صعبة من تاريخ المغرب، نعني روايته»la punition»[العقوبة] 2018»هي شهادة في جانب منها على سنوات الرصاص وإدانة لها، لذا لا معنى للتشكيك في حقيقة المواقف والأشياء من عدمها، إذ الرواية وهي تمتح من واقع محدد مناطها التخييل في نهاية المطاف، ومن السجال واللا نقد قراءتها من غير هذا المنظور، كما أن الواقع مشاع والعبرة في كيفية نقله وتحويله مادة روائية. كذلك ما ينبغي أن يزايد أو يستكثر عليه أحد نوع نسيجه ونبرة خطابه، لا يأخذ الناس، والكتاب منهم بوعيهم وإبداعهم في الصدارة، إذن المواطنة من أحد، في وطنه تمتد جذوره ولا نقد إلا سوقي بائس لا شأن للأدب به، يجادل في الهوية حين تتشكل وتتفاعل متجددة داخل النص.
لن أحكي لكم التفاصيل كلها لتقرؤوا الرواية، فيها صيد لا بأس به لمن يريد أن يتعرف على زمن فات، وآخر حوله. لكن، لا بأس برسم الختام أن نسأل ما الذي أصاب فيه صاحب» ليلة القدر» في هذه الرواية أو تنكّب عنه؟ إخال يمكن أن يطرح السؤال على أي كاتب (فرنكفوني ـ فيلي) يستعمل مثل هذه الحمولة، بهذه الطريقة، وسؤالي الأخير: هل القارئ العربي يحتاج إليها بالضرورة؛ ولماذا نحن كتاب العربية لا نحتفل بها وبأدواتها، كما يجب، مقابل لا احتفال الفرنكفوليين بأدبنا؟ وهل ما زال القارئ الفرنسي، والفرنكفوني، أيضا، متلقيا لهذا السرد، فلا كتابة بدون متلقي، كما لا حاجة للفرنسيين بمن يروج بضاعتهم من غير أصولهم. ربما لا يعني السؤال أيضا من صار كاتبا كلاسيكيا، وهو حق كامل. ويبقى أن ثمة غميسَ عسل في هذه الرواية، ومنه وخارجه تذوّق المر، معه تبقى أسئلتنا مفتوحة، وربما طعم المرارة.

 


الكاتب : أحمد المديني

  

بتاريخ : 12/02/2021